بروز ظاهرة التسول في العراق

يوسف شاكر حسين ابراهيم

ان ظاهرة التسول من الظواهر السلبية التي ابتليت بها المجتمعات البشرية كافة، إلاسلامية وغيرها، ولكن في العراق اصبحت مهنة يومية لكثير من الناس.

تشير دراسات الى ان نحو 95%من ممارسي التسول هم من الاطفال الذين يمارسونه تحت امرة جماعات يعرفون ب المقاولين الذين يرغمون الأطفال على التسول تحت غطاء بيع كتيبات دينية او الحلوى والمناديل الورقية في الشوارع عند مفترق الطرقات.

ومن أساليب التسول الجديدة التي رصدتها بعض القنوات الفضائيه مراقبة متسولات يحملن أطفالا للمحال التجارية، ومباغتة الزبائن بطلب شرائهم لهنَّ علب الحليب فقط دون طلب المال، ليقمنَّ بعد ذلك ببيع الحليب بسعر أقل نسبيا بالاتفاق مع محال تجارية أخرى.

كما تبيع المتسولات بضائع رخيصة مثل المناديل الورقية أو العلكة في الشوارع، كما تُعرَض شهادات طبية ووثائق مزورة تفيد بأن حاملها بحاجة إلى العلاج أو عملية جراحية، أو روايات عن النزوح ووفاة معيل الأسرة.

فقد أصبحت ظاهرة التسول مهنة رائجة للكثيرين في العراق، فيكاد لا يخلو أي تقاطع في العاصمة بغداد وباقي المحافظات من متسولات وأطفالهن، بحيث آخذت هذه الظاهرة بالاتساع لدرجة بات من الصعب السيطرة عليها بسهولة من قبل الجهات المعنية، وانتشار التسول أسباب كثيرة، لعل أهمها الحروب والنزوح والواقع الأمني والاقتصادي المزري والاهمال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، فأصبحت ظاهرة واسعة تؤشر على ضعف مستوى الثقافة في البلاد.

الى الآن لا توجد إحصاءات رسمية بعدد المتسولين إلا إن من المؤكد أنهم يشكلون إعدادا لا يستهان بها، فحسب إحصاءات وزارة التخطيط للعام الماضي فان نسبة العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر هي 30% من السكان أي إن تعدادهم هو 12 مليون.

وفي كل الأحوال فإننا لسنا بأوصياء على المتسولين لكي نفرض حلولا كيفما نشاء، ولكننا نبحث عن حلول لهم لأنهم شركاء لنا في هذا الوطن الغني الذي يمتلك ثاني او ثالث احتياطي نفطي مؤكد، ومن المفترض ببلد بهذا المستوى من الغنى والثروات إن يكون فيه التسول من باب (الهوايات) وليس لأجل الحصول على رغيف خبز على سبيل الاحتراف.

وفي الختام :
يمكن معالجة ظاهرة التسّول من خلال تطبيق قوانين صارمة تجرم المتسولين المحتالين وفرض غرامات على كل من يتكفلهم وتكون الغرامات تصاعدية لتجنب التكرار.
2- ترغيب الناس بالعمل الشريف والرزق الحلال .
3- تحقيق التكافل الاجتماعي.
ومن وسائل التكافل الاجتماعي الزكاة المفروضة والصدقات الواجبة والصدقات التطوعية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here