(( دول جوار العراق )) بين الواقع السياسي والأمل الاقتصادي

(( دول جوار العراق ))
بين الواقع السياسي والأمل الاقتصادي
د . خالد القره غولي
حكاية أهل العراق مع دول الجوار طويلة وحزينة ، العراقيون منذ عقود فتحوا أبوابهم وعلى إختلاف أنظمتهم السياسية والعقائدية ، للحكومات والشعوب معاً ، للمعارضة ولمعارضة المعارضة ، للعرب الفقراء والأغنياء ، للعرب الآسيويين والعرب الأفارقة ، للعرب المتعربة والمستعربة ، للعرب القوميين والعرب الشيوعيين ، للعرب الشيعة والعرب السنة ، فتحوا ابوابهم لكافة دول العالم بلا استثناء , قائمة طويلة كان أبناء الأمة العربية لا يجدون ملاذاً إلا في العراق ، إذا استشهد مقاتل في فلسطين أو لبنان أو الجولان أو الخليج العربي أو مصر أو اريتريا أو الجزائر أو الصومال ، أقام العراقيون الدنيا ، يخرجون بلا شعور الي شوارع وساحات بغداد للتنديد بأعداء العروبة ، إذا فاز فريقٌ عربي علي فريقٍ غير عربي أطلق أهل بغداد والبصرة والأنبار والموصل والناصرية الرصاص ابتهاجاً .. إذا تعرض أي عربيٍ الى اعتداء أجنبي تبدأ منابر الخطباء في النجف وكربلاء وصلاح الدين وميسان والكوت بدعوة الله والتوسل إليه لنصرة العرب .. اذهبوا مرة واحدة الي مقابر الشهداء في فلسطين والأردن ولبنان وسورية ومصر والخليج العربي والمغرب العربي ، ستجدون أبـناء العراق وقـــد سقطوا دفاعاً عن دينهم وعروبتهم متيممين بتراب وطنهم العربي الكبير .. حكاية طويلة لم يتجرأ بها خطيبٌ أو عالمٌ او فقيهٌ مسلمٌ واحد أن يدعو الله لنصرة أهل العراق أو خلاص أهله من هذه الفتنة ، من عى أشرف المنابر ، منبر الصدق والهدي والإيمان ، منبر الرسول العربي الأمين محمد صلي الله عليه وآله وسلم .. يتسابق الخطباء في مكة والمدينة والمسجد الأقصي والخليج العربي والمغرب العربي والأزهر الشريف والشام الي الدعاء لنصرة المسلمين في تورو بورو وقندهار والشيشان والبوسنة والهرسك ودارفور والواق واق والقطب الشمالي والجنوبي ، وأهل العراق يُبخل عليهم حتى في أدعيةٍ قد تستجاب وقد لا تستجاب .. الأمريكيون مسحوا هيروشيما وناكازاكي في اليابان من الخريطة عام 1945 وقتلوا مئات الآلاف وشردوا وأعاقوا الملايين من اليابانيين، وأوروبا إشتعلت بها حربٌ أحالت اخضرارها الى يباب وزرقة مائها الي دمٍ أحمر أهدرته ماكنة الحرب العالمية الثانية ليقتل الألمان من الحلفاء ملايين الأبرياء ويقتل الحلفاء من الألمان الملايين .. لكنهم بعد سنوات نسوا كل ذلك وبدأوا ببناء عالمهم الجديد وأوروبا الواحدة وهم علي أعراق وديانات ومفاهيم ومعتقدات مختلفة , العراقيون الآن ضاعت عليهم التفسيرات ، بلدهم العظيم الثري الفتي الكبير السوي الأخضر بلدهم ذو الأئمة والماء العذب يعذبه الأمريكيون فجعلوه جسراً بصراعهم المصيري مع الجارة العزيزة ايران التي بدأت تنسحب من العراق متوجهة بكل ثقلها إلى الحدود الشرقية مهما كلفها الثمن لحسم المواجهة ، فايران بالكاد تعثر علي قنبلة يدوية أو رصاصة صالحة للاستعمال لقتل اكثر عدد من العراقيين ، بينما بدأت ايران تساعدها امريكا لضرب قنابل الكلور وآلاف الأطنان من المتفجرات! العراق الآن تجاوز مرحلة التمغنط وبدأ يتأكسد والتأكسد بعيون الكيميائيين والفيزيائيين معاً يبقي طويلاً طويلاً أنه يستمر قرونا لكننا إذا عرفنا عنصر التأكسد وعنصر إزالته فسيرون كيف سيتنظف العراق ويرتاح العراقيون ولا يوجد عنصر واحد آخر غير خروج الاصوليين من غير العراقيين الاصليين من العراق . سيرتاح العراقيون وأيضا مهما كان الثمن فادحاً ، من جيوش الأئمة والباحثين عن الجنان والمدعين والمتهاوين والمدعين بها زورا وكـــــذباً .. وان العلاقة المبطنة بدءت تظهر ما بين ايران وامريكا على السطح بعد المجازر الدموية التي حدثت ولا زالت تحدث في بلدي العراق وامريكا المحتلة لم تحرك ساكن غير المهاترات الاعلامية التي يتحدث عنها بين الحين والاخر عدد من الساسة الامريكان من المحير أن أبواباً عديدة تُدق ونوافذ تفتح ولا أحد يكلف نفسه الرد !
منذ سنين حذر الشرفاء والحريصون والعلماء والمثقفون والمؤرخون من حدوثِ جزرٍ خطير ونقصٍ لا يوصف ، فيما يفترض به أصلاً أن يزداد ويتوسع منطقياً وأعني التدخل الايراني في العراق بدافع واضح من المحتلون الامريكان وضرورة الوقوف جدياً وعملياً أمام نواقيس الخطر التي بدأت أصواتها تعلو محذرةً من اقترابٍ وشيك لاندثار كل ما هو خير في هذا البلد وفي عراقنا العزيزتعددت الاسباب افسح المجال للجارة ايران بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة لدمار بلدنا العزيز .. وتعدى التحذير ما أطلقه أبناء العراق الغياري الي أصواتٍ شريفة من أشقاء عرب وأصدقاء أجانب قدموا للحكومة والبرلمان والوزارة وكل المعنيين بالأمر إحصاءات وبيانات مذهلة عن حربٍ وبرامج منظمة هدفها استئصال العقلية العراقية الاصيلةعن الساحة السياسية الحالية أو الأقل الوصول الي أهداف مغرضة خُطط لها بإتقان منذ عقود لعل من المنطق السليم ان تغلق امريكا الحدود مع ايران اذا كانت النية صادقة لابعاد هذا البعع المخيف عن هذا البلد ولم كافة الصبات الكوتكريتية من الشوارع العراقية وضعها على الحدود العراقية – الايرانية واخيرا احب ان اوصي قبل ان اذكر ارجو من قادة الاحتلال الابتعاد عن اللعبة الايرانية وايجاد مخارج جديدة وحديثة لخروج القوات الغازية من الايرانيين قبل الامريكان من العراق لان ايران اليوم اخطر من قوات الاحتلال على العراقيين .. ولله .. الآمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here