دقائق عراقية

دقائق عراقية

بغداد: مآب عامر
لم يكن محمد يدرك أن ذكريات مشاركته في تظاهرات تشرين الأول التي خرجت في بغداد وجنوب العراق في عام 2019 ستبقى عصية على النسيان، كما يقول “من غير الممكن أن أنسى أصدقائي الذين انتقلوا إلى رحمة الله أمام عيني واحداً بعد الآخر.. لقد كانت أياماً مريرة لا تخلو من اللحظات الجميلة” .
ولد محمد سمير اللامي الذي كان يعشق الكوميديا عام 1996، وشاءت الظروف أن يترك دراسته بعد حصوله على شهادة الثالث المتوسط، لتكون بدايته في تجربة الإخراج والتمثيل الكوميدي عام 2014.
غادر محمد ساحات الاحتجاج متوجهاً إلى حياته السابقة كغيره من المتظاهرين الذين كانوا يظنون أن الأمور في طريقها إلى التحسن، ولا سيما أن مطالبهم كانت في الإصلاح والتغيير وتوفير فرص عمل مناسبة لهم.
لجأ الشاب للكوميديا “الملهاة” لأنه يشعر بأنها أقرب إليه من بقية الأنواع الدرامية، وهو يوضح كيف أنه يستوحي أفكار أعماله من الشارع العراقي وما يدور فيه من أحداث وقضايا تُعنى بالمجتمع وأفراده.
ويسعى الشاب من خلال عمله في الكوميديا إلى إيصال رسالة عن تلك القضايا التي يطرحها ولكن بطريقة كوميدية بسيطة.
يتمثل نشاطه الكوميدي المستمر عبر برنامجه “دقائق عراقية” الذي يشاهده أكثر من مليون متابع على قناته في تطبيق اليوتيوب كل يوم جمعة في الواحدة ظهراً.
ومع ذلك، واجه الكثير من التحديات والصعوبات كغيره من صناع المحتوى في مسألة استقطاب الجمهور، وخاصة العراقي ومحاولة إرضاء عقولهم وأمزجتهم بما يبثه من محتوى، “تعليقات متابعي قناني تؤثر فيّ بشكل كبير”، وفق تعبيره.
لكن التحديات لا تنتهي عند مزاج الجمهور وتوقعاته في المشاهدة، فهناك شباب يطمحون لتحقيق أحلامهم في مجالات يشعرون بأنهم يتقنونها مثل محمد الذي كان حلمه وما زال في أن يصبح ممثلاً كوميدياً في التلفزيون، ولكنه يشير إلى أن هذا الحلم يحتاج إلى الكثير، خاصة في بلد لا يوجد فيه من يدعم الطاقات الشبابية ومواهبهم في التمثيل الكوميدي.
شارك محمد في العديد من المهرجانات والفعاليات، وأهمها بنظره مهرجان “أبواب الشهرة”، وقد فاز فيه كأفضل ممثل لعام 2017.. المهرجان كان بحضور الكثير من الفنانين الكبار منهم الممثل كاظم القريشي، والممثلة القديرة أنعام الربيعي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here