السيسي ومحمد بن سلمان وصلا.. حسابات السياسة والتاريخ بافتتاح المونديال


السيسي في قطر لحضور افتتاح المونديال
نقل التلفزيون المصري عن المتحدث باسم الرئاسة قوله، الأحد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وصل إلى قطر لحضور حفل افتتاح بطولة كأس العالم.

وتحسنت العلاقات بين قطر ومصر ودول خليجية أخرى مطلع العام الماضي بعد خلاف سياسي أدى إلى مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة لمدة ثلاث سنوات.

وتفتتح قطر، الأحد، أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط وسط تدفق زعماء العالم ومشجعي كرة القدم إلى الدولة الغنية بالطاقة، التي سبق أن شهدت مقاطعة إقليمية وانتقادات دولية.

وبغض النظر عن نتيجة المباراة الافتتاحية بين منتخبي قطر والإكوادور، جذبت الدوحة بالفعل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وغيره من الزعماء، لحضور حفل الافتتاح والمباراة الأولى.

حضور الأمير محمد، الذي أغلقت بلاده الحدود البرية الوحيدة لقطر أمام العالم – والتي تمر بحدود المملكة أيضا – خلال نزاع سياسي دام سنوات، من شأنه أن يظهر إلى أي مدى وصل التقارب بين البلدين.

وكانت جذور الخلاف تتمثل في موقف قطر من دعم الإسلاميين الذين صعدوا إلى السلطة في مصر وأماكن أخرى بعد الربيع العربي عام 2011. وبينما اعتبرت قطر وصولهم بمثابة تحريك للمياه الراكدة بأرجاء الشرق الأوسط، رأت دول الخليج العربية الأخرى في الاحتجاجات تهديدا لحكمها.

كما واجهت قطر انتقادات من جانب الغرب لأن الجماعات التي مولتها في البداية في الحرب الأهلية السورية باتت متطرفة. ونفت قطر لاحقا أنها مولت متطرفين إسلاميين.

وأعلنت وكالة الأنباء القطرية التي تديرها الدولة، عن وجود الأمير محمد في البلاد، إلى جانب قادة آخرين في العالم.

وقالت إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس السنغالي ماكي سال والرئيس الرواندي بول كاغامي وصلوا إلى الدوحة.

في غضون ذلك، أوفدت إيران وزير الشباب والرياضة فقط في حين تواجه الجمهورية الإسلامية احتجاجات مستمرة منذ أشهر على وفاة امرأة كانت تبلغ من العمر 22 عاما احتجزتها “شرطة الأخلاق” في البلاد في وقت سابق.

ولا يزال من غير الواضح إلى أي مستوى ستحضر الدول الغربية الحفل والمباراة مساء الأحد. وتعرضت قطر لانتقادات شديدة بسبب موقفها من حقوق مجتمع الميم ومعاملتها للعمال ذوي الأجور المنخفضة الذين شاركوا في بناء بنيئة تحتية للمونديال تقدر قيمتها بأكثر من 200 مليار دولار.

لكن مارك دراكفورد، رئيس وزراء ويلز، المتواجد في قطر، اعتبر، الأحد، أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو في مأزق وينبغي أن يلتزم الصمت، وذلم بعد أن اتهم منتقدين لقطر بالنفاق.

وهاجم إنفانتينو المنتقدين الأوروبيين لقطر بسبب قضايا تتعلق بالعمالة الوافدة وحقوق مجتمع الميم، قائلا إن التواصل هو السبيل الوحيد لتحسين حقوق الإنسان.

وقال دراكفورد، الموجود في قطر احتفاء بمشاركة ويلز لأول مرة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1958، لرويترز، إن الدول الغربية يجب أن تكون مستعدة لمراجعة تاريخها، لكن حقوق الناس “مهمة حقا”.

وقال خلال فعالية في الدوحة “راودتني فكرتان عندما سمعت تلك التعليقات. أولا وقبل أي شيء، أعتقد أن هناك وجهة نظر جدية تتعلق بالاستعداد لمراجعة تاريخنا”.

وأضاف “ويلز بلد شامل الجميع منفتح حيث تهمنا حقوق الناس حقا. ولكن الأمر لم يكن كذلك دائما. في تاريخنا، مررنا بأوقات قمنا فيها بأشياء، بما في ذلك ما فعلناه في أجزاء أخرى من العالم، لا ترقى إلى مستوى المعتقدات والمعايير التي نتمسك بها اليوم، لذا فإن التوقف لحظة من أجل التفكير في تاريخنا لن يكون إهدارا لهذه اللحظة”.

وقال “الفكرة الثانية التي راودتني عندما استمعت إلى ما قيل هو القانون الأول للمآزق (لوزير المالية البريطاني الأسبق دنيس) هايلي، سيتذكر بعض الناس دنيس هايلي، السياسي العظيم الذي كان ينتمي لحزب العمال. وكان قانونه الأول للمآزق هو أنه عندما تجد نفسك في مأزق، لا تزيد الطين بلة”.

وقال دراكفورد إنه كان لديه تحفظات على زيارة قطر.

وأضاف “النقاش حول زيارة قطر أم لا متكافيء جيدا.. هناك كثيرون اختاروا عدم التواجد هنا ويشعرون أن هذه هي أفضل طريقة لإبداء الرأي حول الأمور التي يعتقدون أنها مهمة”.

وقال “على الطرف الآخر من المعادلة، هناك الحجج التي تقول إنه عندما تتمكن دولة صغيرة من الظهور على الساحة العالمية، تقع التزامات إضافية على عاتق البعض منا ليكونوا هنا لتمثيل ويلز من أجل المساعدة في أن توضح لباقي العالم ما لدى ويلز لتقدمه، بل ولتوضيح الأمور التي تشغلنا كأمة معاصرة”.

الحرة / وكالات – واشنطن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here