مصيبة النظام ومأزقه المميت

محمد حسين المياحي

إلقاء نظرة على الاحداث والتطورات الجارية في إيران منذ قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإنه وطوال ال43 عاما المنصرمة، واجه هذا النظام معارضة وطنية فريدة من نوعها رفضت الانصياع له ومماشاته على الرغم من کل أساليب الترغيب والترهيب، والنظام بذلك صار حاله أشبه بحال سلفه نظام الشاه الذي عمل کل ماامن شأنه من أجل القضاء على هذه المعارضة ولکن لم يتمکن من ذلك لأنها هي التي هيأت الارضية المناسبة لإسقاطه، والمعارضة التي نتحدث عنها هنا هي منظمة مجاهدي خلق!
النظام الايراني الذي قام بشن حملات إعلامية ـ فکرية ـ سياسية ـ فنية واسعة النطاق ضد منظمة مجاهدي خلق وسعى بکل الطرق والاساليب لتشويه سمعتها وتحريف وتشويه تأريخها النضالي ضد الدکتاتورية ومن أجل الحرية والکرامة الانسانية، علما بأنه قد جند إمکانيات مالية وبشرية هائلة من أجل تحقيق أهدافه، ولئن سعى من خلال ممارسته للکذب والتمويه بهذا الصدد وحتى إنه من کثرة کذبه قد صدق کذباته، لکن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، قد جاءت لتفضحه شر فضيحة عندما توضح للعالم کله الدور والتأثير العملي للمنظمة في هذه الانتفاضة وفي ديمومتها بعد أن سادها وبفضل دور المنظمة طابعا منظما إفتقرت له سائر الانتفاضات السابقة، وهذا هو ماقد أصاب النظام بالذعر أکثر من أي شئ آخر لأنه نفس الامر الذي قامت به المنظمة ضد النظام السابق.
بعد طول فترة کذب وخداع وتمويه، يبادر النظام الايراني خلال هذه الفترة بتناول الدور والتأثير الفعال للمنظمة على الانتفاضة ومن إنها تمسك بزمام النشاطات والتحرکات المضادة للنظام في الانتفاضة وهي من تعمل وبکل وضوح على ديمومتها وإستمراريتها، وهذه الحقيقة تناولتها صحيفة”مشرق” التابعة لجهازاستخبارات الحرس الثوري وکذلك وكالة أنباء نادي المراسلين التابعة لإذاعة وتلفزيون النظام الخاضع أيضا لسيطرة قوات الحرس، وقد جاء في سياق تحليل لهذه الوکالة يعبر عن تألم النظام بعنوان “مريم رجوي قائدة الشغب”، وهو ما يعكس كابوس النظام اللامتناهي من مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية وكتبت تقول: بعد البرلمان الكندي، الآن جاء دور المسؤولين السابقين في الحكومة الأمريكية للإشادة بشمولية مجاهدي خلق. 
وأكد التحليل: “منظمة مجاهدي خلق، التي تسللت في الثمانينات إلى المؤسسات الثورية حديثة النشأة آنذاك ووجهت ضربات للنظام، غيرت وجهها هذه الأيام وأثرت على المؤسسات السياسية للدول التي تدعي الديمقراطية، وسيطرت على الاضطرابات في إيران وبدأت تطالب بالحرية. “، ومن دون شك فإن النظام ومن خلال إعترافات أهم وأخطر أجهزته الامنية والاعلامية فإنه يعبر بذلك وبکل وضوح عن عمق مصيبته ومأزقه المميت في مواجهة هذه المنظمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here