مدرسة الإمام الخالصي تحيي يوم القدس العالمي

خلال فعالية جماهيرية كبيرة احييت مدرسة الإمام الخالصي في مدينة الكاظمية المقدسة بتاريخ 23 رمضان 1444هـ الموافق لـ 14 نيسان 2023م، ذكرى يوم القدس العالمي وهي ترفع شعارات تؤكد بأن القدس مدرسة الجهاد والمقاومة ولا يمكن التنازل عن أي حق لأهل الأرض في مقدساتهم.

كما وأكدت ارجوزة مرجعها الكبير الإمام الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله) والمتضمنة:

ثلاثة لا تقبل المساومة ** القدس والعودة والمقاومة

فالقدس حق مقدس لا يحق لأي طرف التنازل عنه، والقدس قدسنا والأرض ارضنا والشعب شبعنا، والعودة للأرض ولأبناء الوطن امر حتمي ولا يحق لأحد ايضاً ان يتنازل عنه، فهو حق أزلي وباقٍ حتى يعود لاهله، ولا يحقق ذلك إلا المقاومة بكل اشكالها، فالمطبعين والخانعين والمتآمرين لن يستطيعوا اسكات صوت المقاومة، وستعود فلسطين إلينا وهو وعد الله في كتابه العزيز (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) الاسراء:7.

وقد تخللت الفعالية مجموعة من الكلمات ابتدأت بكلمة ترحيبية لسماحة الشيخ علي الجبوري عضو الهيئة العلمية لمدرسة الإمام الخالصي، ومن ثم جاءت كلمة الشيخ عدنان العاني والتي أكد فيها على دور مدرسة الإمام الخالصي في احياء روح المقاومة منذ ان زارها شاباً برفقة المرحوم الشيخ محمود غريب، وتواصلت العلاقة الإيمانية مع هذه المدرسة بعد الاحتلال عندما رفعت المدرسة الخالصية شعار المقاومة ورفض مشروع الاحتلال وافرازاته، وهو يتشرف بحضوره اليوم ليكون جزءًا من أبناء الامة وهم يحيون يوم القدس العالمي في هذه البقعة المباركة.

وتلاها كلمة السيد كاظم الجابري رئيس مؤسسة العراق للتقريب بين المذاهب الإسلامية، التي تناولت علاقة هذه الذكرى بمسيرة الامام الخميني الراحل (قدس) وان قضية فلسطين لم تكن وليدة الازمات الحالية في الفكر الإسلامي المعاصر، وانما كانت موجودة في حركة الجهاد ضد الطغيان الشاهنشاهي الذي كان عميلاً للصهيونية العالمية، فجاءت الثورة الإسلامية لكي تعيد بوصلة العمل في ايران إلى جادة الإسلام الحق، فحوّلت الثورة الإسلامية بقيادة الامام الخميني اكبر سفارة صهيونية في المنطقة في العاصمة طهران إلى سفارة لفلسطين وسلمتها إلى أبناء الشعب الفلسطيني بحضور رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات.

كما وأشاد سماحته بموقف مدرسة الإمام الخالصي منذ تأسيسها وإلى اليوم ودور مرجعيتها الدينية في الوقوف مع قضايا الامة، وخصوصاً في فلسطين، مشيداً بالارجوزة الخالدة التي اطلقها الإمام الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، رافعاً صوته بها ومطالباً الجماهير بالهتاف معه.

ثلاثة لا تقبل المساومة ** القدس والعودة والمقاومة

وختمت الوقفة بكلمة لسماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، اكد فيها على وجوب احياء هذا اليوم لكي تبقى الامة على تواصل مع فلسطين وقضيتها المركزية، لافتاً إلى ان الأعداء حاولوا بكل الطرق والوسائل ان يغيروا موقف الشعب العراقي من فلسطين وما يجري فيها، ولكن هذا الشعب والمرجعيات المخلصة معه لم تخضع لإرادة المحتلين ومخططاتهم الخبيثة، حتى رفعنا شعاراً منذ أيام الاحتلال الاولى: (العراق وفلسطين قضية واحدة). لنؤكد من خلال هذا الشعار ان المخطط الذي جرى على فلطسين هو يجري على العراق، واذا سمح الحكّام يوم ذاك بالتنازل عن فلسطين وحقها في الوجود، فلن نسمح اليوم بالتنازل عن أي شبر من هذه الأرض الطاهرة سواء في العراق او فلسطين او غيرها من أراضينا المقدسة.

ولكي تتحرر فلسطين لابد للعراق ان يتحرر اولاً، ولا يتم ذلك إلا من خلال إعادة النظر في العملية السياسية الاحتلالية وبناء مشروع عراقي مستقل يقوده أبناء العراق المخلصون بعيداً عن الولاءات الخارجية والاملاءات من هنا وهناك، مشروع يعيد للعراق هيبته ومكانته ودوره في قيادة الامة نحو مشروع الخلاص وتحرير فلسطين ان شاء الله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here