بمناسبة عيد الفطر السعيد: البهجة والفرح في القرآن الكريم (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله سبحانه وتعالى عن البهجة ومشتقاتها “أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ” ﴿النمل 60﴾ بهجة اسم، حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ: بساتين جميلة بهية، ذات بهجةِ: حُسن، واسألهم مَن خلق السموات والأرض، وأنزل لكم من السماء ماء، فأنبت به حدائق ذات منظر حسن؟ و “وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” ﴿الحج 5﴾ بهيج صفة، بهيج: حسن، زَوْجٍ بَهِيجٍ: صنف حسن المنظر طيب الريح، وترى الأرض يابسةً ميتة لا نبات فيها، فإذا أنزلنا عليها الماء تحركت بالنبات تتفتح عنه، وارتفعت وزادت لارتوائها، وأنبتت من كل نوع من أنواع النبات الحسن الذي يَسُرُّ الناظرين، و “وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” ﴿ق 7﴾ بهيج صفة، زَوْجٍ بَهِيجٍ: صنف حسن المظهر، والأرض وسَّعْناها وفرشناها، وجعلنا فيها جبالا ثوابت، لئلا تميل بأهلها، وأنبتنا فيها من كل نوع حسن المنظر نافع، يَسُرُّ ويبهج الناظر إليه.

ان العيد بالمعنى الأصلي هو وقت حدوث مناسبة السرور والابتهاج الاجتماعي نفسه كحدوث انتصاراً على العدو مثلا او ولادة شخص مهما أو حصول فرج بعد الشدة ونحو ذلك وليس العيد هو ذكراه السنوية المتكررة كل عام لوضوح أن المناسبة الحقيقية لا تحصل كل عام وإنما هو مجرد تكرار او اجترار وتذكر لما كان قد حصل في الزمان الماضي لا أكثر فهو في الحقيقة عيد مجازا وليس عيدا حقيقة. في حين أن العيد الحقيقي هو يوم حصول الحادثة المفرحة نفسه. وهذا هو مراد الآية الكريمة حين تقول: “تَكُونُ لَنَا عِيدًا” (المائدة 114) يعني بمناسبة نزول المائدة من السماء التي هي سبب الفرح والابتهاج ولم يقل انها تكون لنا عيدا نحتفل به كل عام. الا اننا يمكن ان نلاحظ ان المناسبات السنوية الاسلامية او الدينية على كلا الشكلين من هذه الناحية فمنها ما يكون ذكريات سنوية لحوادث سابقة في صدر الاسلام وربما اكثرها كذلك وهو الاعم الاغلب منها بما فيها مناسبات ولادات ووفيات المعصومين سلام الله عليهم وعيد الغدير. ومنها ما يمكن القول أن المناسبة بنفسها تتكرر كل عام فنحن في كل عام في مناسبة جديدة وسبب حقيقي للفرح والابتهاج فيكون عيدا ليس لأجل مجرد الذكرى بل هو عيد فعلي لمناسبة حاصلة تخصه في نفس الوقت وهذا المعنى متحقق في كل من عيد الفطر وعيد الاضحى كما هو متحقق بمعنى آخر في ليلة القدر ويوم عرفة

جاء في موقع طقس العرب عن أجمل عادات المسلمين حول العالم في عيد الفطر المبارك: يمثل عيد الفطر أحد أهم المناسبات التي يحتفل بها العالم الإسلامي حيث تُعمر الموائد وتجتمع العائلات وتكثر الزيارات وتبادل التهاني ومودة الجيران، بالإضافة إلى التصدق على الفقراء وتوزيع الأطعمة على المحتاجين. ويأتي عيد الفطر بعد شهر رمضان ليحمل معه فعاليات خاصة بكل بلدٍ في العالم، حيث يختلف العيد من دولة لأخرى حسب تقاليد المسلمين هناك. وقد يثير دهشتكم اختلاف ملامح العيد من دولة لأخرى، ولكن لا خلاف على قدرة العيد على تغيير المزاج المجتمعي، لكونه مناسبة خاصة.وفي هذا المقال نستعرض العادات والمراسم الخاصة بعيد الفطر في دول العالم. 1. أداء صلاة العيد في الساحات والمساجد الكبرى: من أكثر ما يميز أول أيام العيد عند المسلمين هو أداء صلاة العيد في الساحات والمساجد الكبرى والاستماع لخطبة العيد، لا سيما المسجد الأقصى المبارك (أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين) في القدس ، والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الحرام في مكة المكرمة، بعدها يتبادل المسلمون التهاني في أجواء مميزة من التقارب والألفة. 2. التزين بالحناء في الهند: تتزين النساء الهنديات بالحناء فرحًا بحلول العيد بعد شهر رمضان المبارك، كما يحرص المسلمون على تزيين وتنظيف بيوتهم لتبدو أجمل في العيد. ويتناول الهنود في العيد حلويات خاصة بهذه المناسبة منها حلوى الشعيرية. 3. معارك البيض في أفغانستان: تعم الاحتفالات والتجمعات أفغانستان كباقي دول العالم بعد أداء صلاة العيد، ولكن أكثر ما يميز تقاليد عيد الفطر في أفغانستان هي معارك البيض. معارك البيض هي أحد المراسم التي يواظب على أدائها شعب أفغانستان حيث تحتشد الجموع في الحدائق والأماكن العامة لاختيار من يكسر البيض أسرع من الآخرين. 4. التهلولة في عمان: يتلو المسلمون في سلطنة عمان كلمات التهلولة وهي نص روحاني ينطوي على تبجيل الله وتعظيمه وشكره على فضله ونعمته. يستمر الاحتفال طوال أيام عيد الفطر حيث يكثر خروج العائلات للزيارات العائلية وتبادل التهنئة وتناول القهوة والحلويات. 5. إقامة المهرجانات الشعبية في الصين: يتحول عيد الفطر في الصين إلى كرنفال شعبي يحتفي فيه المسلمون الصينيون بهذا الحدث الديني المقدس، رغم حرص المسلمون في الصين على زيارة المقابر فى العيد وتذكر أحبائهم، إلا أن الجزء الأهم من تقاليد العيد يتمثل في خروجهم إلى الشوارع في ملابس ملونة مُبهجة للاحتفال ضمن مهرجانات شعبية يغلب عليها الطابع المحلي. 6. تعليق زينة مصابيح الزيت في ماليزيا: يزين المسلمون في ماليزيا بيوتهم بمصابيح الزيت القديمة احتفالًا وتجملًا لقدوم عيد الفطر السعيد، ومن أشهر العادات في ماليزيا هو ترك أبواب البيوت مفتوحة أمام الزائرين وتقديم الأطعمة والحلوى للضيوف.

جاء في موقع عدن غد عن عادات وتقاليد العيد بزنجبار للكاتب نزار حافرة: لكل مدينة من مدن الجنوب عادات وتقاليد خاصة بها بمناسبة عيد الفطر المبارك وتختلف بالعديد من المزايا منها مدينة زنجبار التي لديها أرث قديم وجميل فهي تستقبل عيد الفطر قبل قدومه بيوم بان تقوم الأسر بشراء ما لذ وطاب من حلويات العيد وذلك لاستقبال وفود من الأطفال صباح يوم العيد لتوزيع عليهم الحلويات وبعض المال وقد تزينوا بالثياب الجديدة ويأتون من كل الأحياء السكنية إلى المنازل وهم يرددوا الله بعوده سالمين يا حق رب العالمين وهذا المقولة. للأسف أختفت هذه الأيام وأكتفى الأطفال بالذهاب لطرق أبواب المنازل لأخذ كل وأحد منهم حصته من الحلويات والمال وتجد النساء مستعده وقد جهزت من تلك الحلويات لتقديمها للأطفال وكم تكون سعادة الأطفال عند أستلامهم هذه الهدايا وترى كل الأحياء بالمدينة مكتظة بالأطفال وكل وأحد منهم معه سلته وقد امتلأت بالحلويات ، ومن عادات وتقاليد أبناء زنجبار في عيد الفطر المبارك صنع وجبة العيد وهي الهريس باللحم المشهورة وهي خليط من البر المقشور مع اللحم وتضاف اليه بعد تقديم الوجبة العسل أو الدهن البلدي ( السليط ) والبعض يحبها مع السكر وكذلك يتم تصنيع الكعك في العيد، ومن أجمل العادات والتقاليد بالعيد أن يجتمع الأهل والأحباب من الرجال ويذهبوا جميعاً لمعاودة أهلهم وأقاربهم ويتجولون من منزل لمنزل ويبدأون بزيارة كبير العائلة وذلك تقديراً وأحتراماً لهذه الهامه التي تمثل أعلى هرم العائلة ويعتبرونه الأب الروحي لهم ويؤدي ذلك الجمع بينهم الى أواصل المحبة والإخاء وهذا ما يجعل العيد في مدينة زنجبار له طعم ونكهة خاصة عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here