وكيل المخابرات المصرية الأسبق يتحدث لـ الزمان في الذكرى 41 لعودة سيناء: يمكن لمصر التنصل من اتفاقية كامب ديفيد في أي
إسرائيل لن تستطيع ضرب المفاعل النووي الإيراني منفردة
القاهرة -مصطفى عمارة
على الرغم من مرور 41 عاما على ذكرى استعادة سيناء إلا أن هذه الذكرى سوف تظل عالقة في التاريخ نظرا لتأثيرات هذا الحدث على مصر والمنطقة ، وفي ظل احتفالات مصر بتلك الذكرى كان هذا الحوار مع اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات المصرية الأسبق والذي تحدث عن تداعيات تحرير مصر لسيناء كما تناول الحوار الأحداث الهامة في المنطقة وعلى رأسها الإتفاق الإيراني السعودي وأحداث السودان وفيما يلي نص الحوار :
- عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد والتي بموجبها انسحبت إسرائيل من سيناء هناك من ينتقد تلك الاتفاقية باعتبارها جردت معظم سيناء من السلاح وهو ما دفع شخصيات مصرية بارزة إلى الاستقالة ، فما هي وجهة نظرك تجاه تلك الاتفاقية ؟
اتفاقية كامب ديفيد رغم مالها وما عليها مصر كانت تعاني موقف اقتصادي صعب وكانت في أمس الحاجة الي بناء اقتصادها وتنميته ويتطلب ذلك مرحلة من الاستقرار بعيدا عن سباق التسلح الذي يبتلع ميزانيتها وعودة وتحرير سيناء الي الحضن المصري ومن هنا كانت مصر تواقه الي تحقيق ذلك من خلال إتفاقية كامب ديفيد وكان الهدف الإسرائيلي إخراج مصر عسكريا من القوة العربية المسلحة لذلك فرضت تقسيم سيناء على مناطق ا.ب.ج والتسليح في كل منطقة، لكن في ظل أي توتر عسكري مع إسرائيل يمكن لمصر التنصل من أي اتفاقيات طبقا للموقف في حينه.
- هل ترى أن ترك مساحات شاسعة من سيناء دون وجود قوات عسكرية مكن الجماعات الإرهابية من تنفيذ عمليات ضد القوات المصرية ؟
المشكله كلها بالنسبة للإرهاب في سيناء يرجع الي حكم جماعة الإخوان المسلمين التي حشدت كل الجماعات الإرهابية في سيناء ووفرت لهم الغطاء السياسي والامني ومنعت القوات المسلحة من التعرض لهم وضمت حركة حماس كجناح عسكري لهم وسمحت لحركة حماس بتخزين أسلحتها وذخيرتها وصواريخها في سيناء بعيدا عن عملاء إسرائيل في القطاع لحمايتها من التدخل الإسرائيلي ولما انتهي حكمهم أطلقوا الجماعات الإرهابية للتعرض لأجهزة الأمن المصرية من القوات المسلحة وقوات الشرطة والقبائل خاصة في منطقة شمال سيناء.
- هل تعتقد أن هناك بنودا سرية في تلك الإتفاقية تنتقص من سيادة مصر على أراضيها ؟
على حد علمي لا توجد بنود سرية في كامب دافيد ومصر لها السيادة الكاملة علي كل شبر في سيناء او غيرها.
- هناك غموض حول تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في التحكيم بالنسبة لمنفذ طابا في ظل أنباء ترددت عن حصول إسرائيل على حقوق استمرار عمل العمال الاسرائيليين في الفندق ، فهل هذا البند ينتقص من سيادة مصر على هذا المنفذ ؟
منفذ طابا له إتفاقية خاصة وافقت عليها مصر وطريقة وأسلوب دخول الإسرائيليين من المنفذ وموضوع استمرار العمال اعتقد انتهي منذ زمن بعيد.
- ما هي وجهة نظرك في القرار الجمهوري الخاص بالسماح للأجانب بتملك أراضي في الشريط الحدودي ؟ وهل هذا البند يمكن أن يكون مدخل لعودة إسرائيل إلى سيناء ؟
القوات المسلحة اصدرت قرارا بمنع تملك الاجانب في الشريط الحدودي واذا كان قد تعدل فأعتقد لن يكن تملكها بل حق استغلال لظروف خاصة وبشروط تمنع عودة أي نشاط إسرائيلي في هذه المنطقة .
- أعلن السادات أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب ، فهل تتفق في الرأي مع وجهة نظر السادات ؟
فعلا حرب اكتوبر هي آخر الحروب لأن اسلوب ألحرب طبقا لحرب أكتوبر قد تعدل وهناك في الأفق اسلوب حديث للحروب يؤدي الي نفس النتيجه لكن لن يكون بالأسلحة التقليدية وأهمها الانهاك البطيئ لإسقاط الدول وتحويلها من دولة مستقرة الي دولة فاشلة غير قادرة علي تحقيق متطلبات شعبها والذي يؤدي الي صراع بين طبقات المجتمع مما ينتج عنه انهيار الدولة داخليا بدون أية فرصة لإعادة بنائها.
- أعلن السيسي أن سيناء أصبحت خالية من الإرهاب فهل ترى أن مصر نجحت بالفعل في استئصال الإرهاب من سيناء أم أن هناك احتمالات لتجدد تلك العمليات مرة أخرى ؟
إن القوات المسلحة والشرطة نجحت في القضاء علي الارهاب بمفهومه الواسع ويمكن القول أن سيناء تحت السيطرة بالكامل لكن ذلك لا يمنع من وجود جيوب للإرهاب لكن القوات في سيناء لها القدرة التدميرية للقضاء علي أي نشاط ارهابي .
- إذا انتقلنا من الشأن الداخلي للخارجي هل ترى أن الإتفاق الأخير الذي أبرم بين إيران والسعودية يمكن أن يوقف التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية كسوريا واليمن والعراق ؟
الاتفاق السعودي الإيراني زلزل المنطقة ودائما كنت تطالب به واقول الا يوجد في كلا الدولتين رجل رشيد يحقق التوافق بين إيران والسعودية بالذات لانهم محور الصراع واتفاقهم سينهي كل الأزمات خاصة الأزمة اليمنية وسوريا ستعود للجامعة العربية بجهود سعودية وستشهد العراق التوافق بينها وبين إيران.
9- هل تتوقعون قيام إسرائيل بضربة للمفاعل النووي العراقي ؟
لن تستطيع إسرائيل منفردة بالتعرض للمفاعل النووي الإيراني ولن تشاركها بأي حال من الأحوال ألولايات ألمتحدة ألأمريكية لأن أمريكا تعلم أن مثل هذا الإجراء يهدد الأم الإسرائيلي والمصالح ألأمريكية في المنطقة ولن تجرؤ أمريكا علي فتح جبهة جديدة للصراع في ظل استمرار ألحرب الروسية والتوتر مع الصين حول تايوان.
10- في النهاية كيف تفسر تفجر الأحداث في السودان في هذا التوقيت ومدى تأثير ذلك على الأمن القومي المصري خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة ؟
نستطيع أن نقول أن الموقف في السودان يدخل في إطار الانهاك البطيئ للدول لتقسيم ألشرق الأوسط من خلال تفتيت كيان الدولة وستستمر الصراعات علي حساب شقاء المواطن السوداني الذي سيصبح النموذج رقم ٢ بعد الشعب السوري وليس في الأفق أي أفق سياسي لتسوية الصراع بين طرفين يمثلان قوة عسكرية لديهم الأسلحة والعتاد وافتقاد السيطرة والذي في مجمله يهدد الأمن القومي المصري لأن السودان طول عمرها ألعمق الاستراتيجي لمصر وفقدان هذا ألعمق يعود سلبا علي تحقيق الامن القومي لمصر وستعاني مصر من التعنت الأثيوبي لتسوية أزمة سد النهضة لأنها في هذه الحالة ستغرد منفردة مما سيزيد من التعنت الأثيوبي في ظل الملأ الرابع للسد بدون اتفاق ينظم ادارة مياه السد.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط