شذرات عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي للشيخ صالح الكرباسي عن من هو الإمام جعفر الصادق؟ فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول الإمام جعفر الصادق عليه السَّلام: إسمه و نسبه: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السَّلام. أشهر ألقابه: الصادق، البار، الأمين. كنيته: أبو عبد الله. أبوه: الإمام محمد الباقر عليه السَّلام. أمه: فاطمة المكناة بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. ولادته: عند طلوع الفجر من يوم الاثنين أو الجمعة ( 17 ) شهر ربيع الأول ، أو قبل شهر رجب سنة (83) هجرية. محل ولادته: المدينة المنورة. مدة عمره: ( 65 ) سنة. مدة إمامته: ( 34 ) سنة، أي من ( 7 ) ذي الحجة سنة ( 114 ) و حتى (148). شهادته : مضى شهيداً في شهر شوال سنة : 148 هجرية. نقش خاتمه: اللهم أنت ثقتي، الله خالق كل شيء. زوجاته: من زوجاته: حميدة البربرية أو المغربية بنت صاعد، أم ولد و تلقّب بـ المصفاة. سبب شهادته: السم من قبل المنصور الدوانيقي، في أيام خلافة المنصور. مدفنه: جنة البقيع في المدينة المنورة. الصّلاة على الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السَّلام: اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ، خازِنِ الْعِلْم، الدّاعي اِلَيْكَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبينِ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَ وَحْيِكَ وَ خازِنَ عِلْمِكَ وَ لِسانَ تَوْحيدِكَ، وَ وَلِيَّ اَمْرِكَ وَ مُسْتَحْفِظَ دينِكَ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ حُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم ‌السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: سموّ أخلاقه: روى المؤرخون أنّ رجلا من الحُجّاج توهّم أن هميانه قد ضاع منه، فخرج يُفتّش عنه، فرأى الإمام الصادق عليه السلام يصلّي في الجامع النبوي فتعلّق به، ولم يعرفه، وقال: (أنت أخذت همياني؟). فقال له الإمام عليه السلام بعطف ورفق: ما كان فيه؟ فقال الرجل: ألف دينار. فأعطاه الإمام عليه السلام ألف دينار، ومضى الرجل إلى مكانه، فوجد هميانه، فعاد إلى الإمام معتذرا منه، ومعه المال، فأبى الإمام عليه السلام قبوله، وقال له: شئ خرج من يدي فلا يعود إليَّ، فبُهر الرجل وسأل عنه، فقيل له: هذا جعفر الصادق، وراح الرجل يقول بإعجاب: (لا جرم هذا فعال أمثاله). لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة الدالة على إمامة أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن طريق أهل بيت العصمة عليهم السلام، ومنها: عن عبد الغفار بن القاسم عن الباقر عليه السلام في حديث، قال: (قلت إن كان من هذا كائن‏ يا ابن رسول اللّه صلی الله عليه وآله وسلم، فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر هذا سيد أولادي، وأبو الأئمة صادق في قوله وفعله). يوجد هناك العديد من الكتب التي نُسبت إلى الإمام الصادق عليه السلام، ومنها: الجفر الأحمر: وهذا الكتاب لم يصل لنا. مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة: هذا الكتاب مطبوع، ويعرض إلى كلمات الإمام الصادق عليه السلام. الهفت الشريف: هذا الكتاب مطبوع. الجعفريّات: هذا الكتاب مطبوع، ويحوي على ألف حديث مسند للامام الصادق عليه السلام. مصحف بخطّه: يُنسب له عليه السلام مصحف بالخط الكوفي، ولايُعلم في أي خزانة من مكتبات العالم.
السيرة السياسية: تزامنت حياة الإمام الصادق عليه السلام مع الخلفاء العشرة الأواخر لـبني أمية منهم عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك، وخليفتي الأول لبني العباس وهما السفاح والمنصور الدوانيقي، وكان الإمام عليه السلام برفقة أبيه الإمام الباقر عليه السلام في رحلته إلى الشام عند ما طلب هشام بن عبد الملك من الإمام الباقر عليه السلام يأتي إلى الشام، وتزامنت إمامة الإمام الصادق عليه السلام مع الخلفاء الخمسة الأواخر لبني أمية أي من خلافة هشام بن عبد الملك فصاعدا، ثم حكم السفاح العباسي والمنصور: الابتعاد من القيام المسلح: مع أن إمامة الإمام الصادق عليه السلام كانت متزامنة مع ضعف وانهيار الأمويين، لكن الإمام ابتعد عن المواجهة العسكرية والسياسية حتى أنه رفض الدعوة إلى الخلافة، ويروي الشهرستاني أن أبا مسلم الخراساني وبعد موت إبراهيم الإمام بعث رسالة إلى الإمام الصادق عليه السلام عرّف الإمام بأنه الشخص الكفوء لمنصب الخلافة، ودعاه إلى استلام الخلافة، فردّ الإمام الصادق عليه السلام عليه: ما أنت من رجالي، ولا الزمان زماني. كما أحرق رسالة الدعوة لأبي سلمة عندما دعاه للخلافة، ولم يشارك الإمام عليه السلام أيضا في الثورات التي قامت ضد الدولة آنذاك منها ثورة عمه زيد بن علي، وبناء على حديث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام يقول فيه أن عدم وجود أنصار مخلصين السبب في امتناعه من القيام بالأمر. كما مجّد ثورة زيد وقال لأصحابه: (وَلَا تَقُولُوا خَرَجَ زَيْدٌ فَإِنَّ زَيْداً كَانَ عَالِماً وَكَانَ صَدُوقاً وَلَمْ يَدْعُكُمْ إِلَى نَفْسِهِ إِنَّمَا دَعَاكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام وَلَوْ ظَهَرَ لَوَفَى بِمَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى سُلْطَانٍ مُجْتَمِعٍ لِيَنْقُضَهُ). الخلاف مع عبد الله بن الحسن المثنى: في السنوات الأخيرة لحكم بني أمية اجتمت جماعة من بني هاشم منهم عبد الله بن الحسن المثنى، وأولاده، والسفاح والمنصور في منطقة الأبواء، كي يبايع أحد الحاضرين في الاجتماع للقيام ضد الدولة، ففي هذه الجلسة عرّف عبد الله ابنَه محمد بأنه المهدي، وطلب من المشاركين أن يبايعوه. وعندما علم الإمام الصادق عليه السلام بالأمر قال: إن ابنك ليس المهدي، وليس الآن وقت ظهور المهدي عجل الله فرجه، فغضب عبد الله من كلام الإمام عليه السلام واتهمه بـالحسد، فحلف الإمام الصادق عليه السلام أنه لم يتكلم بداع الحسد، وتابع قائلا أن ابنيه مقتولان، والخلافة تصل إلى السفاح والمنصور. ويعتقد رسول جعفريان أن الخلاف والنزاع بين أولاد الإمام الحسن والحسين عليه السلام بدأ من هذه الحادثة. إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام: بناء على ما ورد في كتاب الكافي من تأليف محمد بن يعقوب الكليني، عند ما كان الحسن بن زيد والي مكة والمدينة أضرم النار في بيت الإمام الصادق عليه السلام، وذلك بأمر المنصور الدوانيقي، وتقول الرواية أن في هذا الحدث احترق باب بيت الإمام عليه السلام والدهليز، وخرج الإمام عليه السلام من البيت، وهو يتخطى النار، ويمشي فيها، وهو يقول: (أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرى (لقب إسماعيل النبي)، أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ خَلِيلِ اللهِ). لكن أورد الطبري أن المنصور في سنة 150 هـ وبعد سنتين من استشهاد الإمام الصادق عليه السلام عيّن الحسن بن زيد واليا على المدينة.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام: إِنَّ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَخْزُنَ عِلْمَهُ وَلَا يُؤْخَذَ عَنْهُ، فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ الْأَوَّلِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ إِذَا وُعِظَ أَنِفَ، وَإِذَا وَعَظَ عَنَّفَ فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ الثَّانِي مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَرَى أَنْ يَضَعَ الْعِلْمَ عِنْدَ ذَوِي الثَّرْوَةِ وَالشَّرَفِ، وَلَا يَرَى لَهُ فِي الْمَسَاكِينِ وَضْعاً فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ الثَّالِثِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَذْهَبُ فِي عِلْمِهِ مَذْهَبَ الْجَبَابِرَةِ وَالسَّلَاطِينِ فَإِنْ رُدَّ عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ مِنْ قَوْلِهِ أَوْ قُصِّرَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَمْرِهِ غَضِبَ، فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الرَّابِعِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَطْلُبُ أَحَادِيثَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ليعزز بِهِ عِلْمُهُ وَيَكْثُرَ بِهِ حَدِيثُهُ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الْخَامِسِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ يَضَعُ نَفْسَهُ لِلْفُتْيَا وَيَقُولُ سَلُونِي وَلَعَلَّهُ لَا يُصِيبُ حَرْفاً وَاحِداً وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُتَكَلِّفِينَ فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ السَّادِسِ مِنَ النَّارِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ يَتَّخِذُ عِلْمَهُ مُرُوَّةً وَعَقْلًا فَذَلِكَ فِي الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ.
جاء في اصول الكافي من أقوال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام فلان بن عبادته ودينه و فضله فقال: كيف عقله؟ قلت: أدري: فقال: ان الثواب على قدر العقل)، و (أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا)، و (قال رسول الله: إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم)، و (قال رجل له عليه السلام ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان . قال : قلت : فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، و ليست بالعقل)، و (عبدالله بن سنان قال: ذكرت لابي عبدالله عليه السلام رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة و قلت: هو رجل عاقل ، فقال : أبو عبدالله و أي عقل له وهو يطيع الشيطان؟ فقلت له: و كيف يطيع الشيطان؟ فقلت له : سله هذا الذي يأتيه من أي شي هو؟ فإنه يقول لك من عمل الشيطان)، و (قال عليه السلام: قال رسول الله: يا علي فقر أشد من الجهل، مال أعود من العقل، و يفلح من يعقل)، و (ليس بين الإيمان و الكفر قلة العقل قيل: و كيف ذاك يا ابن رسول الله؟ قال إن العبد يرفع رغبته الي مخلوق فلو أخلص نيته لله لأتاه الذي يريد في أسرع من ذلك)، و (ان عظيم الأجر لمع عظيم البلاء وما أحب الله قوما ابتلاهم)، و (المؤمن يمضي عليه أربعون ليلة اعرض له أمر يحزنه يذكر به. لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمني أنه قرض بالمقاريض)، و (قال الله عز و جل: لو أن يجد عبدي المؤمن في قلبه لعصبت رأس الكافر بعصابة حديد يصدع رأسه أبدا)، و (ما أعطي عبد من الدنيا اعتبارا وما زوي عنه ااختبارا)، و (أما إنه ليس من عرق يضرب و نكبة و صداع و مرض ابذنب)، و (إن الذنب يحرم العبد الرزق)، وإذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت و إن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا)، و (لان العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم)، و (ما أنعم الله علي عبد نعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب)، و (و الله يقبل الله شيئا من طاعته على الاصرار علي شيء من معاصيه)، و (من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له)، و (قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ثلاث علامات للمرائي: ينشط اذا رأي الناس، و يكسل اذا كان وحده ويحب ان يحمد في جميع أموره)، و (الغضب مفتاح كل شر)، و (إن الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب)، و (يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر)، و (الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحق).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here