قصة قصيرة.. الووووو

قصة قصيرة.. الووووو

سهير فؤاد الرمحي / الأردن
الجزء الأول
الوووووو
باكراً رن هاتفي على غير عادته…كنت أحتسي فنجان قهوتي…. قد لا يفهم البعض معنى أن يكون فنجان القهوة وحيداً وأن وحيداً يشربه!
“كم انتظرت هذه المكالمة… إنه هو… افتقدته كثيراً فمنذ فترة لم يهاتفني… يضيء ويخبو كقنديل زيت….وأنا أظل أتأرجح بين أرقين….. أرق النهار وأرق الليل…
– ألووووووووو
-ألوووو
– أهلاً أهلاً كم أنا مشتاقة إليك!
– كيف الأولاد طمنيني عنهم ، هل هم بخير؟ قلبي ينبض بحبهم، ولساني لا يتوقف عن ذكر أسمائهم…
“بحثت عني في قائمة الأسماء ولم أجدني”
-جميعهم بخير يا حبيبي….
– أرسلت مع صديقي حقيبة حاولت أن اشتري كل ما يفرح الأولاد!
– لا تتعب نفسك بالتفكير بنا المهم عندي أن تكون بخير…
” ليتني أسترد بعضي منك… عقاباً لي سأحرمك مني”
بصوت يخنق الحروف : طمني عنك!?
– أرسلت لسلمى فستاناً أصفر فهي تحب هذا اللون كثيراً
” يبدو أنه أخطأ فأنا من يحب اللون الأصفر ”
…وعليه فراشات حمراء تليق بمدللتي الجميلة….
وأما حسام فأرسلت له سيارة سيلعب بها بكل زهو وسيفخر بها أمام أصحابه
” يغد على نبضاتي بحبه ، فلم لا يتذكر قلبي!؟”
– نعم صدقت حسام يحب اللعب بالسيارات
وماذا عنك ، هل تأكل جيداً؟ هل الطعام شهي وكما تحب؟
“هل سيخبرني أنه … لا بد أنه اشتاق لأكلي فأنا ماهرة بصنع كل ما يحب”
– جداً شهي كل شيئ كما أحب وأكثر…
وأما جمانة حبيبة قلبي فهي تحب الرسم فأرسلت لها دفاتر رائعة برسومات مبتكرة وألوان من كل الأنواع اعتني بها فابنتي موهوبة ”
” بعد ولادتها داهمني سيل الوهن الجسدي مع أمراضه”
– المهم طمني عنك أنا أفتقدك كثيراً…
” فتش عني بين حروفك بين نبضات قلبك …ألا ترى آثار خطواتنا معا؟”
– أنا بخير أنا آسف على عدم مهاتفتي لكم بسبب انشغالي….
– أنا بانتظارك بقلب مشتعل شوقاً!
– لا تنسي دفع فواتير المياه والكهرباء والنت.!ولا تنسي …
” مغرق في النسيان أنت ، وتحمل نشرات التحذير منه كلها ”
الآن أنا مستعجل عندي اجتماع … أخبري الأولاد أني أحبهم كثيراً…آه، نعم بطاقة السحب الآلي معك لا تحرميهم من شيء… سلام
توووووت
سهير الرمحي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here