صانع الجمال الأمهر !..
بقلم مهدي قاسم
موهبة استثنائية لفنان الشارع في عملين إبداعيين رائعين بتواز مذهل : براعة العزف و مهارة تحريك الدمية في آن واحد ..
و كأن الدمية هي العازفة وقائد الأوركسترا فعلا ! ..
بالطبع وهو ليس بأمر جديد قطعا ..
ولكن ليس هذا كل ما كنتُ أنوي قوله إنما :
من المؤكد إن بعضا ممن مروا أو يمرون على هذا العرض الموسيقى الجميل بنغمته الحزينة الآسرة، ويستمعون إليه بشكل عابر أو توقفا للحظات قصيرة ، أو يلقون نظرة مستعجلة على حركات الدمية الرشيقة وبعضهم الآخر قد يرمي بقطعة نقدية ثم يمضي إلى شأنه ، دون تفكير بالجهد الكبير الذين بذله هذا العازف أو ذاك عبر تمارين طويلة ، مرهقة و متعبة ، قد تستمر لأسابيع طويلة ليخرج بمعزوفة ذات قيمة إبداعية جيدة ..
ولكن من أين لمستطرق أو عابر السبيل المستعجل أن يعرف ذلك ، وهو أصلا غير معني بالأمر ؟
..
لا يعرف هذا الجهد الكبير المبذول غير صانع الجمال الأمهر وحده ..
باختزال مكثف جدا : الروعة لا تكمن في العزف الجميل وحده فقط ، إنما في عظمة الجهد المبذول أيضا في إنجاز هذه القطعة المميزة من الإبداع الفني !..
و هذا لا ينسحب على العازف فقط ، إنما على الفنان، المطرب ــ المغني ، و الممثل أو المخرج و الكاتب والشاعر أو المترجم والفنان التشكيلي والنحات و الخ من صانعي الجمال الأصيل ، طبعا المقصود هنا نساء و رجالا على حد سواء .