لم يقل لي يوما أُحبكِ : قصة حوارية قصيرة

لم يقل لي يوما أُحبكِ : قصة حوارية قصيرة

بقلم مهدي قاسم

قالت لصديقتها مبتسمة بلهجة افتخارٍ وتباهٍ فإن زوجها يقول لها أحيانا :
ـــ أحبكِ !..
فردت الأخرى بنبرة بدت للوهلة الأولى أقرب إلى الشكوى :
ــ أما أنا فلم يقل زوجي أحبكِ إلا نادرا جدا وقبل أن نتزوج و …
قاطعتها صديقتها بنفاد صبر ونبرة مستغربة :
ــ عفوا عزيزتي ! ..ولكن مع احترام أود أن أسئل : فأي زوج هذا الذي لا يقول لزوجته أحبكِ ؟! ..
فردت بابتسامة بدت في هذه المرة أكثر توهجا بحيث أضاءت ملامح وجهها الأنثوية المحببة وجعلتها دافئة بغبطة مرح غامضة :
ــ لا يا عزيزتي ! .. قد يبدو الأمر هكذا، ولكنه ليس كذلك قطعا !.. المظاهر تخدع العين أحيانا .. فانتظري النهاية رجاء ..
ــ إنما !…..
ــ إنما له أسلوبه الفريد في التعبير عن حبه لي ، فعلى سبيل المثال : كأن يقبلني بشكل خاطف وهو ماض إلى شأن ما، أو أن يمسك يدي بيديه على غير توقع مني و يداعبها بلطف و بدفء مشاعر فياضة تزخر و تتألق بها عيناه، بحميمية آسرة ومثيرة أو أن يداعب خصلات شعري بحنان دافق، أو أن يضع في راحة يدي علبة صغيرة فيها أقراط أذن جميلة وهو يقول بنبرة احتفالية إنها بمناسبة حلول ذكرى زواجنا السنوية المعتادة ..
بل ..حتى ……..
في أحيان أخرى يباغتني بباقة ورد يقول إنها بمناسبة يوم تعارفنا الأول وحبنا المجيد والقائم صامدا حتى الآن ، رغم مرور بعض ظروف ومشاجرات عائلية عادية وإشكاليات صعبة أخرى !..
علقت الأولى بنظرات دهشة قد تكون أقرب إلى غيرة أو حسد :
ــ أوه ..هكذا إذن الأمر ؟ .. أنه حقا اسلوب فريد ومميز في التعبير عن مشاعر و أحاسيس الحب بأساليب وصيغ عملية مباشرة ومحسوسة حقا ..
ردت الثانية بنبرة مليئة برضا و اعتزاز وارتياح :
ــ نعم صحيح .. فهنا الدور الكبير للفعل المباشر وهو محمّل بزخم عظيم من شغف و مشاعر عارمة سرعان ما تكون مثمرة حين اكتسابها طاقة تحولات منجزة في تفاصيل الحياة اليومية ، وبالتالي فهي تعادل عندي ديوان شعر كامل الذي يتحدث عن الحب بكلمات فضفاضة على عواهنها وبلا أي طائل ..
ردت الصديقة الأولى متفقة وبلهجة بدت وكأنها ساهمة وشاردة :
ــ نعم أنه كذلك حقا !.. كم أنت محظوظة ..لهذا تبدين سعيدة دوما ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here