حينما تستوي ديمقراطية الغرب مع ديكتاتورية النازيين السابقين

حينما تستوي ديمقراطية الغرب مع ديكتاتورية النازيين السابقين

بقلم مهدي قاسم

أفرطت الأحزاب الديمقراطية و التيارات الليبرالية المتطرفة في توسيع مفهوم ” حرية التعبير ” على نحو قد يتعارض حتى بعض مزاعم القيم الحضارية والمدنية التي تزعم حكومات غربية تبنيها أو السير على هُديها في هذا المضمار ..

ففي الإذن القانوني المسموح به والمنصوص عليه في دساتير دول غربية عديدة من جهة قيام بعملية حرق كتاب ، على أساس كأحد أنواع أو أشكال حرية التعبير المضمونة ، ينبغي أن يتنافى ويتعارض مع تلك القيم الحضارية والمدنية ذاتها ، لكون الكتاب ــ مهما كان مضمونه ــ فهو يشكل جهودا وقيمة فكرية ـ على إبداعية مهمة تصب في خانة الإبداع البشري ويساهم بشكل من الأشكال في التطور الحضاري نحو الرقي الإنساني العام ، و بالتالي حتى إذا أحتوى هذا الكتاب أو ذاك على مسائل و أمور تُعد في نظر البعض خطرة أو مضرة على السلم الاجتماعي ، فهنا يجب إعطاء الدور الرئيسي لعملية النقد الموضوعي والبنّاء ، و ذلك للقيام بعملية التفكيك أو التصدي المفصلة والمقنعة ، و بمهنية نقدية أكاديمية ، لمثل هذه المسائل والأفكار المضرة أو الخطرة ، بدلا من حرق الكتاب برمته بذريعة حرية التعبير المكفولة ..

فيا ترى كيف تستوي ديمقراطية الغرب الحالية من هذه الناحية مع ديكتاتورية الفاشيين والنازيين وذوي العقائد الشمولية و الذين كانوا يحرقون الكتب التي لا تتناسب مع أفكارهم و ايديولوجيتهم النازية ؟..

أما من يعتقد بأنه بحرقه لكتاب ما سيقضي على الأفكار التي يحتويها مضمون ذلك الكتاب فهم واهم تماما ، إذا أن الأفكار تولد أصلا في الأذهان قبل أي شيء آخر ، ثم فيما بعد ، تتخذ طابع الكتاب الجاهز للصدور ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here