على عكس من شخابيط هذا الوقت : أعمال روائية خلدّت أسماء كتّابها

على عكس من شخابيط هذا الوقت : أعمال روائية خلدّت أسماء كتّابها

بقلم مهدي قاسم

ثمة روائيون مبدعون كبار كتبوا روايات ذات ملامح فنية و إبداعية مميزة سواء ببنائها الفني أو بشخصياتها ذات ملامح و طبائع و صفات معبرّة و كأنها حي تُرزق بيننا ،فباتت هذه الروايات هي التي تخّلد أسماء كتابها في ذاكرة الأجيال و ربما من جيل إلى جيل ، وعبر عقود و عصور طويلة فمثلا :
حينما نذكر اسم رواية ” البؤساء ” حتى يقولون لك اسم كاتبها : فيكتور هيجو ، و رواية ” قلب بسيط ــ ” مدام بوفاري ” فيذكرون لك اسم غوستاف فلوبير *، رواية ” الجلد المسحور ــ الأب غوريو ” لأونوريه دي بلزاك ، أو رواية ” البحث عن الزمن الضائع ” لمارسيل بروست ، ” و الأحمر والأسود ” لستاندال ، ” مزيفو النقود ” أندريه جيد ، رواية ” من أجل سعادة النساء ” لإميل زولا ، ” الغثيان ” لسارتر ، ” الغريب ــ الطاعون ” لكامو ، رواية ” صمت البحر ” لفيركور ، ” رواية صباح الخير أيها الحزن لفرنسواز ساغان ، ” رواية” بريد الجنوب ــ حكاية الأمير الصغير لأنطوان دو سانت إكزوبيري” قصة مدينتين ” تشارلز ديكنز ، “الأمريكي الهادئ” لجرهام جرين ، رواية ” جين إير ” لشرلوت برونتي ، رواية ” مزرعة الحيوان ــ رواية 1984لجورج أورويل ، رواية آلام فارتر ” لغوته ، ” ذئب البوادي ” لهيرمان هيسه ، رواية للحب وقت وللموت وقت لإريش ماريا ريماك ، كتاب ” ، هكذا تكلم زرادشت ” لفريدريك نيتشه ، رواية ” الموت في البندقية ” لتوماس مان ، رواية “الجريمة والعقاب ــ الأخوة كارمازوف ” لدوستويفسكي ، رواية ” الحرب والسلام ــ آنا كارنينا ” لليو تولستوي ، ” النفوس الميتة غوغول ” ” أبنة الضابط ” لبوشكين ، رواية ” الأم ” لماكسيم غوركي ، رواية ” الآباء والبنون لتورجنيف ، رواية ” أرخبيل كولاغ ” لسولجنستين ، رواية المسخ ـ المحكمة لكافكا ، رواية ” الأمير والفقير لمارك توين ،العقب الحديدية لجاك لندن ” الصخب والعنف ” لوليام فوكنر رواية ” جاتسبي العظيم ” لسكوت فيتزجيرالد ، رواية هم يقتلون الخيول أليس كذلك لهوراس ماكوي ” رواية موبي ديك لهرمان ملفل ” رواية “كابوس مكيف الهواء أو رواية مدار السرطان لهنري ميلر ” رواية “ذهب مع الريح ” مارغريت ميتشل ، رواية” رواية لمن تقرع الأجراس ــ الشيخ و البحر لهمنغواي ، رواية ” العراب ” لماريو بوزو ..
ثم رواية ” يوليسيس ” للكاتب الأيرلندي جيمس جويس ” و مسرحية ” في انتظار غودو ” لصمويل بيكيت ، رواية دون كيخوتة للأسباني ثيربانتس سايدرا ، رواية ” مائة عام من العزلة ” لغارسيا ماركيز ” رواية ” المخلوقات الوهمية ” للأرجنتيني لويس بورخيس ، رواية بلد الثلوج ــ البحيرة للروائي الياباني ياسوناري كواباتا و ” اعترافات قناع ” ليوكيو ميشيما .والخ .ألخ ..
أما عربيا : فيكفي أن نذكر ثلاثية نجيب محفوظ قصر الشوق والسكرية ، بين قصرين ” أو أولاد حارتنا و ” رواية اللص والكلاب مثلا و ليس حصرا ، ثم نضيف ” الأيام ” ل طه حسين ” و ” يوميات نائب في الأرياف ــ عودة الروح ” لتوفيق الحكيم ، رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني ، رواية فساد الأمكنة لصبرى موسى، الأجنحة المتكسرة ــ النبي لجبران خليل جبران ، عراقيا ” خمسة أصوات أو النخلة والجيران لغائب طعمة فرمان ــ أظن تمسرحت ” فباتت معروفة على نطاق واسع ، رواية ” الرجع البعيد ” فؤاد تكرلي إلى حد ما ” المملكة السوداء لمحمد خضير ، المصابيح الزرق ــ الشمس في يوم غائم ــ الياطر للروائي السوري حنا مينة ، ” الأشجار واغتيال مرزوق ــ مدن الملح ” للروائي السعودي عبد الرحمن المنيف ، رواية موسم الهجرة إلى الشمال ” للروائي السوداني الطيب صالح رواية ” رجال في الشمس” لغسان كنفاني ، رواية ” المتشائل “لإميل حبيبي ، رواية ” نجران تحت الصفر ” ليحيى يخلف ورواية ” الشهداء يعودون هذا الأسبوع ” للجزائري الطاهر وطار ، رواية ” الخبز الحافي ” سيرة ذاتية للمغربي محمد شكري .. رواية الضحك ــ ثلاثة وجوه لبغداد ” لغالب هلسا الخ من مئات أسماء روائية وقصصية مهمة ومعتبرة نعتذر عن ذكرها لضيق المساحة والوقت ..
و أكرر: بالطبع هذه الأسماء ــ أعلاه ــ مجرد هي عينات ونماذج فحسب و ليس جردا شاملا أو مسحا كليا ، عن روايات عالمية أو عربية التي خلدت كتّابها في ذاكرة الأجيال ، فبدون شك توجد ثمة أعمال روائية عربية جيدة وممتازة و مرموقة و جديرة هي الأخرى بالخلود في ذاكرة الأجيال من حيث الأهمية الإبداعية والقيمة الفنية ، إلا أن هذا ليس قصدنا بقدر ما أسعى إلى جعلها مقدمة لطرح سؤال مشروع كامتداد لمقالنا السابق ـ القسم الأول من المقالة ــ الذي تطرق إلى عملية استسهال كتابة العمل الروائي في السنوات الأخيرة ـــ إلا وهو :
ـــ كم رواية من مئات روايات التي تُطبع وتنُشر ــ على عجالة ــ سنويا في بلدان عربية ــ طبعا على نفقات شخصية ــ والتي من الممكن أن تبقى راسخة في ذاكرة القراء حتى ولو لفترة ، بل مجرد كعنوانين فحسب ، ناهيك عن عقود أو قرون ، مثلما تلك الروايات الآنفة الذكر ـ أعلاه ــ ؟..
إنه مجرد سؤال فقط ، بعيدا عن أي تقييم أو تصنيف ..
* وقع سهو في القسم الأول من مقالي ” الجهد الإبداعي الروائي سابقا و حاليا ” حيث حدث خلط بين اسمي الروائيين الفرنسيين أونوريه دي بلزاك و غوستاف فلوبير فبدا الأمر و كأن بلزاك هو مَن كتب رواية ” مدام بوفاري ” لذا اقتضى التنويه !.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here