تضخم حصاد الكوارث وانهيار قيمة الانسان

أ.د عبودي جواد حسن\العراق
برفيسور في الترجمة الاعلامية

ما كان يتمنى اي امرء ان يرى الذحداث المؤلمة التي تعرضت لها البلدان العربية في الاونة الاخيرة والتي راح ضحيتها آلاف من الناس الآمنين واضاعوا كل ما يملكون وفقدوا اعزتهم الذين طمرتهم بقايا مابنوه او ابتلعتهم المياه اوجرفتهم التيارات الى عرض البحر ولم يعثروا على جثامين اعزاءهم الا على شواطيء البحر بعيدا عن من موقع الكارثة.
اعزتي لوكان الذي حدث في درنة -ليبيا- مثلا كان قد حدث في الغرب هل سيكون عدد الضحايا البشرية بهذا الكم الهائل ؟ بالتأكيد لا لسبب واضح وبسيط هو ان البشر عند غيرنا من الشعوب اهم واثمن حاجة في الوجود و سلامته هي من اولوليات سلطات الدولة ويقاس عمل واخلاص هذه السلطات على مدى ومقدار الخدمة المقدمه له. الذي عندنا هو الحفاظ والبقاء على كرسي السلطة اهم بكثير من اي كان من ابناء الوطن, وهو الكرسي اللعين الذي طالما ين صرخة تستحق الاطلاق على قادة لايعرفون الا مصالحهم ومصالح محسوبيهم ومنسوبيهم ؟
هل الذي حدث في درنة جزء كبير منه يرجع الى تقصير بشري ايضا بالاضافة الى قسوة الظروف ؟ بالتاكيد نعم. أما كان من الاولى باطراف التزاع الليبي الاهتمام بسلامة اسر واطفال الليبيين وممتلكاتهم بدل انشغالهم كليا بالصراع على السلطة وعدم التفكير بسلامة مواطنيهم ؟ ولابد كذلك ان تقوم الاسرة الدولية بواجبها تجاه دولة اصبحت فاشلة من دولها حفظا على الاهالي وممتلكاتهم ويتمثل واجبها بتقديم ما يمكن تقديمه قبل وبعد وقوع الكارثة لتوفر امكانياتها بالرغم من الظرف الدولي الراهن-الحرب في اوكرانيا- والخلاف الروسي- الامريكي الذي عطل ويعطل عمل الامم المتحدة التي اصبحت غير قادرة على العمل في ظل الخلافات الجوهرية بين الدول الكبرى. الم ينطبق هذا الامر على الجامعة العربية تجاه عضو من اعضائها بالرغم من وضعها الحالي ومحدودية امكانيلتها في الظروف الراهنة ؟
اعتدنا كما اعتادت دول كثيرة غير دولنا من سكان المعمورة على سماع اخبارفي الاعلام بخصوص التحذيرات بوقوع الكوارث قبل حدوثها بزمن كاف الى حد ما لاتخاذ ما يلزم من اجل سلامتهم وسلامة اسرهم واطفالهم وذلك لحماية البشر وخفض حجم الخسائر البشرية عندهم وهو الاهم. أسمعتم اية تحذيرات من هذا النوع او بالاحرى أ سمع الاهالي في ليبيا بذلك من اية جهة كانت ؟
على صعيد متصل لماذا نذم ونشتم ونلوم غيرنا عندما يسعى شبابنا واسرنا للبحث عن ملاذ أمن مثلا للاستقرار والعيش بعيدا عن ظلم ذوي القربى والبقاء في دول غير دولنا ؟ لماذا لا يفكر اهالي دول من اجناس والوان اخرى بالنزوح باعداد هائلة وركب المخاطر الجغرافية والبيئية واللجوء عندنا ونحن خير امة اخرجت للناس؟ ألا يستحق منا كل هذا التفكير في سلوكنا هذا؟
اننا نعتقد ان الاجابة عن كل ما ورد من اسئلة اعلاه هو ان قيمة الانسان عندنا تساوي صفر ولا يشعر الانسان عندنا قط بانسانيته وذللك لسيادة الانانية لمن في حوزتهم السلطة. وسيادة فكرة الاختلاف السلبي عندهم والترقي على غيرهم من ابناء جلدتهم وعدم تكامل فكرة الانفجار والثورة والانتفاض عندعامة الناس خوفا من الاضطهاد الشامل . فما قيمة الحياة دون حرية؟
ولابد من القول اننا لا نحس ولا نشعر بهذا الاعندما تحل بنا كوارث كبرى كالزلازل والفضيانات والبراكين او عندما تغرق زوراق المهاجرين المكتظة بركابها و التي تحمل مالا طاقة به من الافرداوتطفو جثامينهم في عرض البحر ويتم ذلك باشراف ابشع المهربين والاستغلاليين البشعيين.
الم نتعظ مانراه يحصل في عمليات تبادل الاسرى مع الخصوم عندما نطلق سراح اسير واحد من ابناء الخصم مقابل المئات او الالاف من ابنائنا بواساطة وعمليات تفاوض ومبالغ كبيرة مقابل اطلاق سراح اسراهم ؟ ألم تكن هذه رسالة لنا ان ارواح البشر عندهم اغلى من اروحنا؟ هل سمعتم اعزائي القراء اننا طلبنا فك اسر شخص واحد من اسرانا مقابل اضعاف مضاعفة من اسراهم؟ طبعا لا لاننا قلما ننتصر دائما في المعارك الفعلية والمعنوية وتكون لدينا هذه الاعداد من الاسرى.
وقد يخرج علينا احدهم ليقول ان كل هذا من فعل الدول الكبرى لنقول له او لها نعم ونعم انه من فعل رضع الشيطان صحيح لكن هل نكون اقل ذكاء منهم ونخضع لمخططاتهم الحهنمية؟ فقد حبنا الله بالذكاء الفطري والقدرة على التفكير والتصدي لمخططات الشياطين وعدم الوقوف مكتوفي الايدي امام خبثهم ؟ ولابد ان نجد البدائل وسبل الوقاية.
ما اردنا قوله هو ان الامم تسير الى الامام وباقل خسائر وعندها الانسان من اغلى القيم واسماها وعندنا المنصب والكرسي هو اغلى القيم ولا ىهم الانسان عند اصحاب السلطة. واذا تطلب البقاء على الكرسي عندنا سفك دما او فناء كامل فليكن ولايهم اصحاب السلطة او المتصارعين عليها سلامة الشعوب لاتهمهم اطلاقا. وعند هؤلاء ذرائع القاء اللوم على الاخر او على مشبئة الاقدار او ابتداع ما شاؤوا من التهم على غيرهم ونكران ما يقع عليهم من لوم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here