هل الله مع صاحب المدفع الأكبر

هل الله مع صاحب المدفع الأكبر، نعيم الهاشمي الخفاجي

‏هناك فرق بين الحق والقوي، تجد صاحب حق قوي، وكذلك تجد صاحب حق جبان، لذلك لايرتبط صاحب الحق بالقوة الجسدية أو العسكرية، حيوانات متوحشة تملك قوة هائلة، لكن الإنسان الذي هو أضعف قوة من الحيوانات المتوحشة، يستطيع القضاء على الحيوانات المتوحشة، من خلال ابتكاراته العلمية في مجال صناعة الأسلحة سواء كانت أسلحة يدوية مثل أسلحة سلفنا الصالح، السيف والرمح والنبال، أو مثل أسلحة عصرنا الحديث، المتطورة والتي تملك من القوة بتدمير مدن على رؤوس ساكنيها.

الذي يقرأ القرآن الكريم، يجد آيات قرآنية تقول أن الله مع الحق دائما وأبدا، شرط أن يأخذ أهل الحق بكل المتاح من الأسباب، وليس مع صاحب أكبر مدفع،

تحاول الفيالق الإعلامية العربية المرتبطة بالمشاريع الاستعمارية زرع روح اليأس بين أوساط الجماهير العربية من خلال القول، ‏سُئل نابوليون بونابرت من أحد جنوده قبل معركة واترلو، أعداؤنا يقولون ان الله معهم، ونحن نقول كذلك.اذاً الله مع من.

فقال نابليون الله مع صاحب المدفع الاكبر.

هذا السؤال طرحه أحد رؤوس الإعلام العربي المرتبط بالقوى الاستعمارية، وهدفه زرع روح اليأس، هناك حقيقة في المعارك التي فرضتها قريش ضد رسول الله محمد ص، لم ينتصر المسلمون يوما لكثرتهم، بل حققوا كل انتصاراتهم وهم أقل عددا من أعدائهم، بمعركة بدر كان المسلمون سبعين مقاتلا وقريش تفوقهم بعدة أضعاف، لكن انتصر المسلمون بسيف علي بن أبي طالب ع الذي لعب دوراً بارزاً بقتل نصف قتلى المشركين من جيوش الباغي أبو سفيان، وخسر المسلمون وهم كثرة (يوم حُنين) ذلك لأن كثرتهم أعجبتهم.

طبعاً قول نابليون هي حكمة بليغة من فم قائد عظيم وبنفس الوقت مجرم جبار استعمر شعوب وقتل ملايين الابرياء، لكن هذا المجرم حفر اسمه في سطور التاريخ ولا يمكن محو اسمه من كتب التاريخ.

‏‎‎رب العالمين أمر المسلمين في التوحد وإعداد القوة لاخافة الاعداء، { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.

لذلك الله عز وجل ليس مع الأمة المتفرقة المتخاذلة التي لا ينصر بعضها بعضا، لكن بالتأكيد الله عز وجل مع الذين آمنوا.

قوانين البشر تحكمها قوانين يضعها صاحب القوة، بعيدا عن ضمان حق الآخرين بالعيش وفق ماهم يريدون، بل الطرف القوي يفرض عليهم ماهو يريده، لذلك يسود الظلم وتنفقد العدالة، بل العدالة تفقد حتى بين الفئات التي تدعي انها مع الله عز وجل والحق، انا كاتب السطور، ظلمني نظام صدام الجرذ القمعي، واجبرت بشكل قسري على ترك وطني وأهلي واهرب خارج العراق من بطش نظام صدام الجرذ، ضحينا وناضلنا من أجل إسقاط نظام صدام الجرذ، وبعد سقوط النظام، قدمت معاملة فصل سياسي للعودة لوظيفتي، سلمت المعاملة لوزارة الدفاع، حدث خطأ ليس مني، أرادوا ورقة من وزارة الهجرة ولم يبلغني أحد، النتيجة اعطوني رفض غير قابل للطعن، ذهبت إلى مدير هيئة الفصل السياسي اسمه رسول عبدعلي واضع في مكتبه صورة الشهيدين الصدرين، الشهيد السيد محمد باقر الصدر وصورة الشهيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليهم، النتيجة املني خيرا وبالاخير أعطاني رفض، تصوروا رسول عبدعلي من اهل الله عز وجل، والرجل يعتقد انه من أنصار الشهيد الصدر الثاني لكنه قبل بالظلم، هذا الظلم يتنافى مع الحق كمبدأ وعقيدة وإيمان يؤمن به الأخ السيد رسول عبدعلي، فهل الله عز وجل مع رسول عبدعلي لكونه صاحب السلطة بصفته مسؤول وكلامه هو الأول والأخير ولاقيمة لكلامي، المهم رسول عبدعلي شارك صدام الجرذ بظلمه لي، صدام لو مسكني لاعدمني، بسببه عشت خارج بلدي، رسول عبدعلي اكمل الظلم لي في حرماني من العودة لكي اعيش ماتبقى من حياتي بالعراق.

بشكل عام العالم كذَّاب أَشِر،وظالم ومتناقض، يدعي الإنسانية وهو لايعرفها

يحدثونك عن الرحمة والانسانية، والعالم يشاهد جرائم إبادة جماعية لقتل أطفال ونساء بالصورة والصوت، اقولها بمرارة أن الحديث عن العدالة وحقوق الإنسان وعدم ظلم الناس، كذبة كبرى، وفي الحقيقة، نحن نعيش في عالم متوحش فاقد للانسانية، العالم يشاهدون القصف الجوي يستهدف تجمعات سكنية هائلة، بل القصف طال مستشفيات، بظل صمت مريب، وعلى الضحية السكوت ربما صوت المظلوم وكلماته تزعج الظالمين سواء المتسيدين على العالم أو الظالم المحلي المسؤول الذي شاءت الظروف أن يكون رزقك والعودة لوظيفتك بيده ومن صلاحياته.

‏‎سؤال الجندي إلى بونابرت، وجوابه أن الله عز وجل مع صاحب المدفع الكبير ليس دليل على كسب المعركة، والدليل أن بونابرت خسر هذه المعركة تم تحطيم عنفوانه، ‏‎معركة واترلو وقعت في 18 يونيو عام 1815 قرب بروكسل بالمملكة البلجيكية وهي آخر معارك القائد الفرنسي نابليون بونابرت ورأيي أنه عندما نطق بكلمة ان الحق مع صاحب المدفع الأكبر، بل أن نابليون هزم هزيمة شديدة، وأصبح أضحوكة، لدرجة أن الإنجليز يصفون الشخص الذي يعاني من حظ سئ جداً بأنه صادف واترلو.

مصطفى محمود رحمه الله قال،

لو أن ملحداً ومؤمناً سقطوا في الماء،

سينجو من يتقن السباحة.

لايختلف أي عاقل أن الله عز وجل مع الحق ومع الذين ءامنوا، ومدفع الله عز وجل أكبر من كل مدافع هذه الدنيا، الله عز وجل وضع سنن تسير عليها البشرية، الله أراد هذه الدنيا بهذه السنن حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وبالتأكيد بالأخير وبعد أن عم الظلم والفساد، وحكم الجميع وجربوا انظمتهم السياسية، لم يبقى سوى إقامة دولة الحق التي بشر بها كل أنبياء الله، وتقام دولة الحق بقيادة الإمام محمد بن الحسن العسكري، ربما هناك من يسخر من كلامي، نفي الشيء لايعني عدم وجوده، الأطراف السنية لديهم شروط انتخاب الإمام أسهل بكثير من الشيعة، الشيعة لديهم أمام مهدي معروف، الأطراف السنية يستطيعون يجتمعون في انتخاب إمام مهدي لينقذهم من الظلم والقتل، السنة تعقد الإمامة لديهم عندما يجتمع أهل الحل والعقد في انتخاب إمام، ما الذي ينتظرونه القوى الكبرى نكحت ملوكهم ورؤسائهم وأمرائهم وابادة شعوبهم، لا يوجد طياح حظ أكثر من الوضع الذي يعيشه العرب والمسلمين بزمننا هذا، وإذا كان المسلمين السنة عاجزين عن انتخاب مهدي لهم فعليهم الرضوخ للحق والاعتراف أن الأمام المهدي هو إمام الشيعة الإمام محمد بن الحسن العسكري دون غيره، وهو المنتظر لاقامة دولة الحق والعدالة الإنسانية ليعم السلام والعدل للبشرية جميعاً.

﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ سورة النحل آية ١٢٨.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

11/11/2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here