لقد بلغ السيل الزبى

أ.د عبودي جواد حسن
برفيسور في الترجمة الاعلامية

ما من احد يتمنى ان يعيش في عالم كهذا ومامن احد كان يتمنى ان يصل الشر والسوء الى افظع حالاته حيث يظلم المظلوم ويعبث الظالم بمصائر ومقادير الاخرين دون رادع بل يقوم هذا الظالم بذلك بمساعدة الأقوياء والمتنفذين امام انظار العالم والادهى من ذلك يترك ذو القربى المظلوم لوحده يتلقى الويل ولكنه صامد وصامد الى ان يسحق الظالم وينتصر بمساعدة الاخيار من الشعوب وأقول الشعوب والشعوب لاغيرها كما تحقق لمنديلا جنوب افريقيا ولكاسترو كوبا.
لااصدق ان أحدا يتصفح منابر التواصل الاجتماعي ولا تنهار دموعه من وقع ما يشاهد وما يسمع. الم تتحول غزة الى مقبرة للأطفال ؟الم تصبح مشافيها اهداف مشروعة بنظر المعتدي ومناصريه؟ الم تقطع اساسيات الحياة من ماء وكهرباء وغذاء ومواصلات عن الأهالي المهجرين وغيرهم ؟ الم تصبح مشاهد الدم والتيتم والترمل ومعاناة المسنين مشاهد عادية على بعض شاشات التلفاز في كل انحاء العالم ؟ الم تصبح دموع المراسلين ومذيعوا النشرات الإخبارية جدا مألوفة عند المتلقين؟ اتحدى متصفحي الانترنيت او المتعاملين مع مواقع التواصل ان يحبسوا دموعهم او يتجنبوا العبرات عند رؤية ما يجري في غزة وما يجري من احتجاجات ميلونية أحيانا في العالم. هل ما تقوم به إسرائيل عقوبة جماعية ام حرب إبادة لاصحاب حقوق مظلومين ام تطهير عرقي؟ انه كل هذا حتى لو سئلت هذا السؤال لمخلوق من كوكب اخر لكانت نفس الإجابة وليس كما يدعي الإسرائيليون وانصارهم انها “دفاع عن النفس” في ارض مغتصبة.
هذا ما نقوله ليس كلام انشائي كما يقولون ولا جرد لجرائم المغتصب الواضحة للعيان ونشهدها يوميا بل وصف لواقع حال وشعور كاتب مقال نابع عن رؤية صادقة لما يجري في عالم اليوم من انتهاك للقوانين الموضوعة وحتى السماوية منها ولما ألفناه وألفه العالم والإنسانية الحقة من اعراف وتقاليد ومنها مثلا مرعاة المرضى وتجنب مقاتلتهم وتجويع وتعطيش العزل وخاصة الاطفال كما كان يحصل في العصور الغابرة.
وهذا ليس تكهن او تحليل او تنظير او تحاجج بل ما يفيض من شعور انساني نابع و مرافق لوصف لاتحتمله المشاعر الإنسانية وتدينه وذلك بخصوص اعمال حتى اسوء الحيوانات لاتقدم ولا تقبل على ممارستها لانها بشعة وفظيعة يقوم بها بشر سبق وان ادعى انه تعرض لها ابان الحرب العالمية الثانية واتخذ هذا الحدث وسيلة للتعاطف وغطاء لفعل الفعائل وتسلق المناصب التنفيذية والتشريعية والقضائية في الغرب خصوصا والعالم عموما واباح كل المحظورات الحيوانية ويدعي المدنية والتحضر في ارض غير ارضه
احقا هذا العالم لايستطيع ايقاف ما نشهده من مجازر بشرية وعاجز عن احقاق الحق ونصرة المظلوم وكبح جماح الظالم المعتدي على شعب مغتصبة حقوقه ينضال بشتى الطرق للفت الاهتمام لحقوقه المغتصبة ويكبح بطرق وحشية وهمجية وبمساندة حكومات دول غربية تفتخر وتتباهى بانها اصل العدالة والديمقراطية هذا هو الغريب بالامر. لالا انه من سوء حظ البشرية ان تجد نفسها في هذه الفترة على هذا الكوكب وهذه البيئة السياسية الجديدة والغريبة على الإنسانية.
وسبق لهذه الدول ان انتصرت لنفس هذا المعتدي وانقذت ما تبقى من هلاك جنسه البشري في حرب عالمية مدمرة لأغراض ذاتية والان نراها تكيل بمكيالين وتعتبر ما تقوم به إسرائيل دفاعا عن النفس في ارض لا تملكها وانما اغتصبتها وما يلحق بالفلسطنيين من جرائم استحقاقا لتجرأهم ولتصديهم لظلم حليفهم ولسلب اراضيهم.
وأخيرا هكذا اصبح عالمنا وهكذا صارت دول الاجرام تتحدى وتسعى الى قتل الإنسانية وطفولتها من خلال نصرة الظالم. لنطلق صرخة مدوية ولتسمعها المخلوقات في كل مكان ان كوكبنا اجتاحه الظلم وساد وصرنا ضحايا لمن لا ضمير له ولكن لكل ظالم نهاية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here