الغيره سز ؟

الكاتب : د . خالد القرة غولي

معنى هذه الكلمة المستخدمة كثيراً في قاموس اللغة العامية الشائعة
( وأصلها تركي ) وهو الإنسان الذي لايمتلك غيرةً على دينه ووطنه وشعبه ودائرته ومدينته ومقدساته وتاريخه وعائلته وزوجته واولاده أي أنه قليل الإحساس ولايدرك أبداً أنَّ للغيرة محطات لعلاج الخونة ومكافحة الجواسيس والتصدي للعدوان أنّى كان مصدره واذا قلّت الغيرة نقص وقل معها كل شيء .. الإيمان ، الضمير ، العقل ، النجاح ، وغيرها من مقومات تكوين الإنسان ..وما يحدث في العراق أظهر لنا عمالقة في الغيره سزية وعديمي الاحساس بدءاً بمن إبتسم بوجه العدو الامريكي وهو يحتل العراق ومن بدأ يستبدل لغة العرب بلغة العجم فاتحاً حدوده للعدو الايراني ظاهراً وباطناً ومن اعتقد أيضاً أن القطريين والسعوديين والكويتيين سينظرون الى العراق والعراقيين يوماً بعين الاخوة والجيرة ، ومن ظن ان الدولة الاتاتوركية ستفتح سدود دجلة والفرات مجاناً على وادي الرافدين وكل من إعتقد أنَّ أمريكا وبريطانيا وما يسمى بالإتحاد الاوربي هم اصدقاء للعراق فهو غيره سز بلا تردد , اما اذا كان الغيره سز من أبناء بلدك ويضحك بينما انت تبكي .. ويفرح بينما انت تحزن .. وينثر الورود بينما الدم يُنثر فوق رأسك .. ويوقد نار الدفء مبتهجاً باستهداف مدينة اربيل العزيزة الغالية من قبل الحرس الثوري الايراني بينما تلتهم الحرائق والنيران أجساد أبنائك وبناتك فهو غيره سز بالإجماع .. فمن يُريد أن يتوب عن الغيره سزيه ولو لعامٍ واحد كي يُعيد حساب أوراقه امس بعيد الدماء وعيد الضحايا وعيد الحرائق وعيد الاشلاء وعيد المفقودين وعيد الموتى .. أهدي هذه الكلمات الحزينة مخضبةً بدم الشهداء وعتبهم إلى كل من يحاول أن يغتنم فرصةً ما كي يلمح أو يدعو قوات العدو الأمريكي المحتل الآثم إلى دخول العراق مرةً أخرى وبأي حجة أو تبرير أو أي قوات من أي دولة مهما كان إسمها .. ومهما كان ( هذا الذي يدعو !! ) إسمه أو دينه أو مذهبه أو قوميته أو طائفته أو عرقه أو شهادته أو أصله أو عمره أو منطقته ولنتذكر معاً أيها العراقيون في كل مكان ماذا فعل العدو الأمريكي بنا .. وماذا أفرز وأنتج ودمر وهجر وسلب ونهب وإنظروا أيها المطبلون لعودة العدو إلى العراق ماذا نعاني الآن جراء إحتلاله البغيض .. أو الدعوة لدخول قطر وتركيا والسعودية وماالذي تفعله إيران بالخفاء والعلن !؟ وسحقاً لكل غيره سز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here