توبة الإخوان المسلمين كتوبة القط، نعيم الهاشمي الخفاجي
قصة توبة القط ولباسه ثوب التدين، من القصص التي اهتمت بها الكثير من الأمم، لكن أهتمام الأدب الفارسي مميز، سجلت الكتب المهتمة بالأدب، قبل ثمانية قرون، قصة إلى الأديب عبيد الزاكاني، وهو شاعر إيراني وقاص من أصل عربي من قبيلة خفاجة العربية، هذا الأديب عاصر الحروب التي وقعت بعد حكم المغول إلى إيران، وشاهد تخاذل المسلمين من المتصوفة وسائر المذاهب الإسلامية السنية التي تعاون قادتهم مع التتار.
الف قصة الفأر والقط، ولازالت القصة يتداولها المثقفين والعلماء والأطباء بأقوالهم وخطبهم وأحاديثهم، حتى أنني قرأت كلام للسيد الإمام الخميني رحمه الله، تطرق لقصة توبة القط بثورة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه الراحل.
القصة طويلة لكن نختصر لكم القصة من بحث للكاتبة العراقية ندى حسون، القصة كالتالي، يدخل قط الحانة لاصطياد الفئران، ويتخذ كميناً خلف إناء النبيذ ، فيرى فأراً صغيراً وقد قفز من الجدار وأدخل رأسه في الإناء حتى سكر، وأخذ يتحدث عن القط مهدداً ومتوعداً قائلاً ، إن القط أمامي كالكلب، ومتى كان الكلب يواجه في الميدان؟ أين هو لأقطع رأسه وأسلخ جلده عن لحمه؟
قال الفأر أنا خادم لك، اصفح عني أنا هذا المذنب، كنت ثملاً، أحياناً يفرط في الشراب السكارى، يلتهم القط ذلك الفأر، ويذهب إلى المسجد معلناً توبته بصوت عال، وتالياُ الأوراد ومتصدقاُ بشيء من الخبز ليلفت إليه أنظار الفئران، قتل القط ذلك الفأر وأكله، ومضى متبختراً نحو المسجد، غسل يده ومسح وجهه، وكان يتلو الأوراد كالملا.
يسمع أحد الفئران الخبر من خلف المنبر، ويسارع إلى الفئران لإبلاغهم بهذا الأمر العظيم، تُسَرّ الفئران وتختار سبعة من أكابر وأشراف الفئران لنقل أنواع مختلفة من الأطعمة هدية للقط، مضت تلك الفئران إلى القط .. بالسلام والتعظيم والإحسان .
يستقبل القط الفئران بسرور، ويدّعي أنه كان صائماً في الأيام الأخيرة من أجل رضى الله، وقد جزاه فأرسل إليه رزقه.
كل من يقوم بأعمال الله يقيناً يصبح رزقه وفيراً.
ويطلب من الفئران الاقتراب منه؛ فيقفز، ويصطاد خمسة منها دفعة واحدة ويفرّ اثنان
اثنتان بهذه القبضة واثنتان بهذه المخالب، واحدة بالأسنان كالأسد المزمجر، يخبر الفأران الناجيان باقي الفئران بما حدث، فتلبس الفئران السواد على هذه المصيبة، وتحثو على رأسها التراب.
حثوا التراب على رؤوسهم وكانوا يقولون .. يا أسف على رؤساء الفئران، ثم يتفق الجميع للذهاب إلى ملك الفئران لعرض حالهم.بعد ذلك اتفقوا : علينا الذهاب جميعاً إلى بلاط السلطان.
لنعرض حالنا على الملك من ظلم خيل القطط.
يقرر الملك تجهيز جيش عظيم، بعد ذلك جهز جيشاً .. من ثلاثمئة وثلاثين ألف فأراً
الجميع بالرماح والسهم والقوس .. الجميع بالسيوف القاطعة
أفواج المشاة من جهة .. السيوف في الوسط تلوح
كيف تم جمع الجيش .. من خراسان ورشت وجيلان
يختارون فأراً ذكياً كوزير للفئران، يقترح الذهاب إلى القط في كرمان لإعلامه بنية الفئران
أحد الفئران كان وزيراً للجيش .. ذكي وشجاع وفطن
قال إن أحدنا يجب أن يذهب إلى القط في مدينة كرمان
يذهب أحدهم ويخبر القط أن الفئران عازمة على الحرب، فإما أن يذهب إلى عرش ملك الفئران صاغراً، أو يستعد للحرب.
و حين يبلغ الخبر القط، يقول إنه لن يخرج من كرمان، لكنه يعدّ جيشاً جراراً من القطط في الخفاء.
قطط لامعة صائدة للأسود .. من أصفهان ويزد وكرمان .
يرسل القطط إلى ساحة المعركة في صحراء فارْس ، وتنشب حرب طاحنة بين الجيشين
جيش الفئران من طريق الصحراء .. جيش القطط من الجبال
تنتصر الفئران في البداية فيصيبها الغرور .
قرعت الفئران طبول الفرح .. من أجل الفتح والنصر المؤزر
ركب ملك الفئران على الفيل .. والجيش يصخب من أمامه وخلفه
قيّد يديّ القط بعضهما ببعض .. بالبكرة والحبل والرسن
قال الملك أن يعلقوا في المشنقة .. هذا الكلب الأسود الوجه الجاهل
لكن القط تأخذه الغيرة، فيقرض القيد بأسنانه، ويمسك بالفئران فيفر الجيش من جهة ويهرب الملك من جهة، ويقتل العديد منها
حين رأى القط ملك الفئران .. أصبح من الغيرة يغلي كالقدر
جلس كالأسد على ركبتيه .. وقرض ذاك الحبل بأسنانه
أمسك بالفئران .. وضربها بالأرض فسوّاها بالتراب
الجيش فرّ من جهة .. والملك هاربا من جهة
وهكذا تنتصر القطط وتهلك الفئران، ويسلب منها التاج والعرش والخزينة.
تطرق أمير الشعراء احمد شوقي لقصة توبة القط والظاهر سرقها من عبيد الزاكاني، طبيعة العرب يسرقون اتعاب الاخرين، يقول أحمد شوقي،
بـرز الـثـعلب يوما فى ثياب الواعظينا !
فـمـشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينا ii!
ويـقـول : الـحـمـد لـلـه إله العالمينا ii!
يـا عـبـاد الله تـوبوا فهو كهف التائبينا ii!
وازهدوا في الطير ان العيش عيش الزاهدينا !
وأطـلـبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا ii!
فـأتـى الـديـك رسول من إمام الناسكينا!
عـرض الأمـر عـليه وهو يرجو أن يلينا ii!
فـأجـاب الـديك عذرا يا أضل iiالمهتدينا!
بـلـغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا ii!
عـن ذوي التيجان ممن دخل البطن iiاللعينا!
أنـهـم قـالـوا وخير القول قول العارفينا !
مـخـطـىء من ظن يوما أن للثعلب iiدينا!.
لنعيد الذاكرة إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، ظهر تنظيم القاعدة بقيادة الشيخ السعودي الوهابي أسامة بن لادن والذي كان صديق الأمير تركي الفيصل مسؤول جهاز المخابرات السعودي، وعمل سفير خادم الحرمين الشريفين في باكستان، وبتمويل من خادم الحرمين تم تأسيس حركة طالبان الأفغانية ومنها ولدت أفغان الباكستانية.
بعد هزيمة السوفيت في كابل، وغزو صدام الجرذ لدولة الكويت، مشايخ الوهابية أصدروا فتوى بجواز الاستعانة باليهود والنصارى لقتال المسلمين، بن لادن رفض وتكفل بهزيمة جيش صدام بالكويت لكن حكومة خادم الحرمين رفضت ذلك، ابن لادن أسس القاعدة في الجزيرة العربية.
تنظيم القاعدة نفذ عمليات بالسعودية وفي مصر وعشرات الدول الافريقية، استهدف سفارات امريكية، حدثت أحداث سبتمبر، غالبية شيوخ الصحوة مع أبن لادن، حدث غزو العراق، قام تنظيم القاعدة بتنفيذ عشرات التفجيرات بالسعودية، تم اعتقال العشرات من شيوخ الصحوة وهم مراجع الحركات الاخوانية التكفيرية مثل عايض القرني وسلمان العودة وناصر العمر وسعيد الزعير….الخ.
بعد أن أودعتهم السلطات السعودية السجون، أعلن الكثير من شيوخ الوهابية التوبة، السلطات السعودية تعاملت حتى مع السجناء بطريقة طائفية، أعطت فرصة إلى شيوخ الإرهاب الوهابي فرصة اسمها التوبة، والشيعي لم يعطوه فرصة التوبة سميت ب( المراجعة)، تم إعدام عشرات السجناء الشيعة السعوديين دون شمولهم في التوبة التي عملت بها المحاكم السعودية.
وكانت مطالب السلطات السعودية تهيئة تيار وهابي مدخلي وليس كما يدعون الفصل بين الدين والسياسة، لأنه لاتوجد عندهم حرية سياسية ولا قانون يسمح بوجود أحزاب سياسية.
ولكن بعد اندلاع الربيع العربي عام 2011 تغير كل شىء وتم النكث بالتوبة وتم إرسال كتائب المفخخين إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتحقق نصر للإخوان في مصر مثل نصر الفئران على القطط لكن نصر مؤقت لم يدوم طويلا.
في مصر أيضا حدثت توبة للتنظيمات الاخوانية الوهابية، أشار إليها الصديق الدكتور صالح الورداني والذي كان اخوانيا وهابيا وتحول فيما بعد نحو الشيعة.
لكن عندما بدأت صفحة الربيع العربي، نقض الإخوان توبتهم وتزعموا المظاهرات واصبحوا هم أصحاب الثورة، وبعد وصول الإخوان للسلطة، وقع الإرهابي الإخواني أحمد منصور معد برنامج الكذب بلا حدود بقناة الجزيرة، بخطأ عندما استضاف خيرت الشاطر زعيم الإخوان وافشى كل اسرارهم بالثورة، اعترافات خيرت الشاطر كشفت أماكن قوة الإخوان أتاحت الفرصة إلى الجنرال السيسي لعمل ثورة للقضاء على الإخوان واعتقال مرسي الذي لعنه رسول الله محمد ص واسماه في اخنس مصر، كما هو وارد في أحاديث عن رسول الله محمد ص.
في المظاهرات بمصر أصبح التائبون الذين خرجوا من السجون هم رؤساء الأحزاب السياسية.
الاخوان دبروا محاولة اغتيال جمال عبدالناصر عام ١٩٥٤ في يوم ٢٦ اكتوبر لكن انكروا واستنكروا محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى منطقة المنشية.
تصوروا مات عبدالناصر والإخوان ينكرون تورطهم بالعملية، وكانوا يقولون عملية الاغتيال كانت مؤامرة للتخلص منهم، ولكن بعد أن وصلوا إلى السلطة فى 25 يناير، اعترفوا بأنهم حاولوا اغتيال عبد الناصر وتغزلوا فى مرتكبيها وبطولاتهم واعتبروهم شهداء هههههههههه.
القيادي الإخواني صفوت حجازى الذي قتل الحافظ حسن شحاته قاريء القرآن المعروف لكونه متشيع، قال كلمة كاذبة قال، بالملايين على القدس رايحين، بينما مرسي وصف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بـ عزيزى وصديقى العظيم، بحقبة حكم الإخوان اشتدت عمليات استهداف الجيش المصري والضباط الكبار لعملية التمهيد للقضاء على قادة الجيش وهيكلته والسيطرة على مصر بشكل تام وكامل.
الإخوان من خلال قناة الجزيرة جعلوا الدين الحنيف والسلف الصالح واجهة للتستر خلفها، ونصرة أهل السنة والجماعة ومحاربة الشيعة للضحك على عقول الغالبية الساحقة من السذج والمغفلين.
لكن يا سبحان الله كيف دارت عليهم الدائرة وهجم عليه الجنرال السيسي فجعلهم شذراً مذراً، ظُلم وقتل الصالحين لا يدوم، بيوم ارتكاب الإخوان جريمتهم بقتل حافظ القرآن شيخ حسن شحاته والتمثيل بجثته دون ذنب سوى كونه متشيع، أيقنت أن حكم اخنس مصر اللعين مرسي بطريقه إلى الزوال.
بعهد مرسي تم تدمير سوريا لأسباب مذهبية وخدمة لإعداء العرب، وتورطت معهم منظمة حماس التي تنكرت لدعم القيادة والشعب السوري، وتنكرت إلى الشيعة، ووقف الحماسيون مع عصابات الإخوان التكفيريون ولننظر كيف نرى ونشاهد مايحدث الان بغزة بظل تدمير الدول العربية وعلى رأسها سوريا، حماس شاركت في أضعاف نفسها من خلال الغدر بالدولة والشعب السوري، لذلك يفترض عدم الحزن على منظمة حماس، نعم نرفض وندين قتل أطفال ونساء شعب غزة، من منطلق انساني، وأرجوا من الإخوان تقدير خصوصيتي فليٌ رأي مختلف عن الكثير من آراء إخواني الكتاب الكرام المتعاطفين مع حماس، انا شخصياً لم ولن أنسى سباب وشتائم عبدالعزيز الرنتيسي بيوم إلقاء القبض على صدام جرذ العوجة، لكن بيوم اغتيال عبدالعزيز الرنتيسي من قبل طيران الجنرال شارون، أتذكر سألت دموعي، عندما كنت اشاهد نقل جثمان عبدالعزيز الرنتيسي وهو يتألم ويلفظ آخر انفاسه، تعاطفت معه، من جانب انساني، الرجل رحمه الله استشهد بسبب مطالبته بحقه الطبيعي دولة فلسطينية منزوعة السلاح ضمن قرارات مجلس الأمن والامم المتحدة بقرار التقسيم، قرارات الأمم المتحدة أعطت إلى الفلسطينين أرض مايعرف حزيران عام ١٩٦٧، وحتى لو نتنياهو يعطيهم قرية صغير بالضفة الغربية وقضاء رفح من قطاع غزة ويقبلون بها الفلسطينيين، الأمر يخصهم إن قبلوا بذلك، بل يخلصونا من كل هذه الفتن والحروب والمشاكل والتآمر، بحيث الشريك البعثي السني تاجر حتى بفرج صابرين الجنابي وبكل الموبقات للكسب السياسي الغير شريف.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
23/1/2024
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط