الفرد والأمة و”الشبكة العربية للعلوم النفسية”!!

الأمم بأفرادها , والفرد يصنع أمة ويتمثل في الأجيال , فلا توجد خطوة للأمام لم ينجزها فرد لوحده وتبعته الناس , والأمثلة كثيرة , ومنها السيارة صنعها فرد , وكذلك الطائرة , وشبكة الإنترنيت , ووسائل التواصل الإجتماعي , وأي حالة فاعلة في الدنيا ستجد أن فردا لوحده قد إنطلق بها , وأسس لوجودها , فتنامت وشملت الناس أجمعين.
وفي مجتمعاتنا نتأوف ونتشكى من عدم القدرة على العمل الجماعي في هذا الميدان أو ذاك , وبأن العرب إتفقوا على أن لا يتفقوا , وكأنهم لوحدهم كذلك , بينما المطلوب جهد فردي صادق ومؤثر يرسم سكة تسير عليها الجماهير.
زميلي أسس مشروعا متميزا في ميادين العلوم النفسية , ويرى أن بعضهم ينظر إليه بعين أخرى , وهذا ما يواجهه أي مشروع ناجح في مجتمعاتنا , فالناجحون يعانون أكثر من الفاشلين في ديارنا , غير أن الإيمان بالفكرة والإصرار على المواصلة , من أهم الركائز التي تصنع المجد الإنجازي الساطع , رغم العقبات والمصدات التي يتفنن بإبداعها الفاشلون.
الشبكة العربية للعلوم النفسية , أيقونة معرفية ومنصة تفاعلية لصهر أفكار العقول العلمية النابهة في بودقة الأمة المتطلعة لحضور إبداعي معاصر أصيل.
الشبكة العربية للعلوم النفسية , منجز علمي يتوافق وحاجات الأمة الضرورية لحاضر زاهر ومستقبل سعيد تشرق فيه النواهي المبدعة.
الشبكة العربية للعلوم النفسية تأسست منذ أكثر من عقدين في بلاد تونس الخضراء وفي مدينة صفاقس , بجهد فرد عصامي غيور متوثب هو الدكتور (جمال التركي) , الذي وضع أسسها ومنطلقاتها , وعمل بجد ومثابرة للإرتقاء بها , لتكون موسوعة معرفية متوهجة الأثر . فتفاعلت معها الإختصاصات النفسية العربية في كل مكان , وأسهمت بإثراء أرشيفها الغني بالنشاطات العلمية والفكرية والأدبية العلياء.
وأصبحت المنبر الحر للعلوم النفسية وباللغة العربية , وبجهود فرد واحد مؤمن برسالته , تحوّلت إلى مؤسسة تضاهي قدرات منابر إعلامية تديرها دول.
ومن الغريب أن البعض يتجاهلها , ويبخس دورها وقيمتها وأهميتها التنويرية , ورسالتها الإشراقية , التي تهدف لمحو الأمية النفسية في مجتمعاتنا , المرهونة بالويلات والتداعيات السلوكية , والإحباطات النفسية القاسية. ويبدو أن من واجب النخب أن تتفاعل معها وتستقي منها , لضرورة الوعي النفسي وأهميته في إثراء الإبداعات بأنواعها.
و”اعملوا , فكلٌ مُيسر لما خُلق له”!!
و”كم واثقٍ بالنفسِ نهّاضٍ بها…ساد البريّة فيه وهو عصام”!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here