حديث الوطن وتحديّات ماقبل 2003

رفعت الزبيدي

هل نحتاج الى العودة الى الماضي ونحن نعيش مرحلة جديدة لعراق مابعد الاحتلال الأجنبي؟ نعم نحتاج الى ذلك. لماذا؟ لأن في العرف او الدراسات السياسية تُناقش القضية من خلال ماهي التحديات للدولة ولنأخذ عيّنة العراق. بعد أن نحدد التحديّات توضع كملف أمام المعنيين من خارج قيادة الدولة. كيف سيتعاملون مع التحديات المعروضة أمامهم عند تغيير النظام السابق والمعرّف بالنظام الشمولي. الآن سأجمل الجواب بالنقاط التالية :
النظام الشمولي وغياب الممارسة الديمقراطية
الاقتصاد الراكد والنظام الاداري الشديد المركزية
قمع الحريات المدنية بما في ذلك حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع.يضاف اليه سيطرة الأنظمة الشمولية على وسائل الإعلام وقمع حرية المعلومات.
التحديّات الأمنية وغياب العدالة الاجتماعية نتيجة انتهاكات حقوق الانسان
العلاقات الدولية والدبلوماسية
غياب المجتمع المدني
نناقش تلك التحديّات مع الاضافات المهمة لنتائج الحكم كقرارات دولية جائرة كان الشعب العراقي هو الضحية لمرحلة العقوبات الدولية المفروضة بسبب غزو الكويت. والتعويضات المفروضة على العراق للكويت وايران أيضا. نتيجة لمحاولات الحاكم المدني بول برايمر في تطبيق مايُعرف بالنظام الديمقراطي والتعددية الاسياسية أوجد ما يُعرف بالفوضى السياسية والأمنية في العراق. شاركته في ذلك غياب تجربة ادارة الدولة من الأحزاب المؤتلفة ضمن مجلس الحكم الانتقالي.الآن أستعرض تحديّات العراق ولاحظوا انا لم استخدم عبارة التحديات التي واجهت نظام صدام حسين او قيادات مرحلة مابعد صدام. بل قلتُ تحديات العراق كوطن.
معظم الأحزاب والحركات السياسية في مرحلة المعارضة كانت متورطة في ملفات أمنية واقتصادية خطيرة منها عمليات ارهابية في الكويت ، لبنان والوطن الأم العراق مرحلة الثمانينيات من القرن المنصرم مثل حزب الدعوة. تهريب الذهب واغراق السوق العراقية بالعملة المزورة من ايران في مرحلة العقوبات الاقتصادية ضد العراق عن طريق أهوار جنوب العراق. ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية من خلال قوات بدر هو المسيطر على مناطق الاهوار ) صراع دموي بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين لمصالح مالية او للسيطرة على مناطقهم شمال العراق.
الممارسات الغير أخلاقية للاحزاب الاسلامية من حيث التكفير وتفسيق متبادل بينهم في نفس مرحلة المعارضة.
تسخير الطاقات البشرية للمعارضة في القتال الى جانب جيش أجنبي ( الجيش الايراني ) ضد جيش الوطن الأم ( العراق ) في مرحلة الحرب العراقية الايرانية.
القبول بمشاريع دولية تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا تمثّلت بالمشاركة مع قوات اجنبية لاحتلال الوطن الأم.
انخراط جماعات تكفيرية مسلحة في التنسيق مع مخابرات اقليمية لزعزة الأمن الوطني وتجنيد الشباب المغرر بهم من محافظات صلاح الدين، الرمادي ، الموصل وديالى.
التوقعات والنتائج / وفق التحديات المشار اليها أعلاه قبل وبعد 2003 فالتوقعات كانت واضحة بالنسبة لي أن العراق سيشهد فوضى حياتية تشمل جميع مجالات الحياة ، السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية والثقافية بل وحتى الدينية. لذلك في تلك الفترة كنتُ أنصح الكثير من الأصدقاء ان يستثمروا الفرصة للسفر الى العراق لزيارة أهلهم والعودة لأن العراق مقبل على مرحلة خطيرة. وهذا ماحدث.
الآن أيضا نعيد السؤال ماهي التحديّات امام العراق في هذه المرحلة بعد النتائج الكارثية لعدم التعامل بروح المسؤولية واستلام العراق من الاحتلال الامريكي على طبق من ذهب وكان عصيا عليهم تغيير النظام الشمولي بسبب تاريخهم السيء؟ أترك الاجابة لمن يفهمون ما كتبت.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here