مجلة أمريكية تناقش جدية واشنطن بالانسحاب من العراق: بايدن لا يريد أن يخسر الانتخابات

تساءلت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية عما إذا كانت الولايات المتحدة جدية إزاء فكرة مغادرة العراق، بعدما دعت بغداد الى انسحاب القوات الامريكية وفي ظل سخونة الأوضاع الاقليمية، وما اذا كان الوجود العسكري الامريكي سيصل أخيراً الى نهايته، مشيرا إلى ان الرئيس جو بايدن يريد تجنب أن يواجه ما واجهه من قبل الرئيس الأسبق جيمي كارتر في قضية الرهائن في طهران، والتي تسببت بخسارته الانتخابات.

وأشار التقرير الأمريكي؛ الى ان الكثير كتب مؤخرا عما تعتزم الولايات المتحدة القيام به بعد اصطدام المصالح بينها وبين العراق، في وقت تشهد شعبية الولايات المتحدة في المنطقة ادنى مستوى لها فيما تظل تزود اسرائيل بالدعم العسكري في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة، ما يثير الكثير من الغضب في غالبية أنحاء العالم.

وبعدما ذكر التقرير بالهجمات التي شنتها فصائل على القوات الامريكية في العراق وسوريا وهجمات حزب الله في لبنان ضد إسرائيل، قال التقرير إن ادارة الرئيس جو بايدن لم يكن أمامه خيار سوى أن تكون جدية في الرد على الفصائل التي هاجمت قواتها خصوصا بعد الهجوم على القاعدة الامريكية في الاردن، مشيرا الى انها سنة انتخابية في الولايات المتحدة، والسياسة الخارجية لادارة بايدن قد تكون بمثابة “كعب أخيل” بالنسبة إليه. ومع ذلك، قال التقرير ان واشنطن لا تريد حربا واسعة مع إيران.

لكن التقرير لفت إلى أن دعوة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى “خروج سريع ومنظم من خلال التفاوض” لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق لانه يخشى ان يؤدي استمرار وضعهم الحالي في العراق الى زعزعة الاستقرار، بسبب الدعم الأمريكي للهجوم الاسرائيلي على غزة. وبرغم أن التقرير قال ان من حق الدولة العراقية القانوني أن تطلب من اي قوة اجنبية المغادرة، إذا اختارت ذلك، الا انه اكد ان السوداني لم يحدد موعدا نهائيا لانهاء هذا الوجود، كما انه ليس من الواضح ما إذا كان سيفعل ذلك ومتى.

ومع ذلك، قال التقرير انه من غير المعقول القول إن واشنطن ستنسحب في مثل هذا الوقت بعد ان تعرضت قواتها لإطلاق نار وتكبدت خسائر بشرية، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة، حيث ان اسرائيل والشركاء الأميركيين الآخرين سيشعرون انهم اصبحوا اكثر عرضة للخطر.

وأشار التقرير الى انه بمقدور زعماء إيران أن يستغلوا انسحابا امريكيا ليقدموا صورة أكثر قوة لهم أمام أنصارهم.

ولفت التقرير الى ان ايران بكل الاحوال، تعتبر ان هدفها على المدى الطويل هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة.

ونقل التقرير عن الباحث والأستاذ في شؤون الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الامريكية جوشوا لانديس قوله ان “ادارة بايدن ستحاول البقاء في العراق مع إجراء تعديلات طفيفة على اتفاقها مع الحكومة”ن مضيفا ان بايدن لن يرغب في الانسحاب، وبالتأكيد ليس قبل الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وذكر التقرير الامريكي ان رئيس الولايات المتحدة البالغ من العمر 81 عاما، يكافح من أجل الحفاظ على شعبية مقبولة حيث تصل الآن إلى اقل من 40%، مضيفا أنه في حال قام بايدن بأي تحركات تظهر تراجعه الواضح تجاه ايران، فانه فقد يجد نفسه أمام سيناريو مشابه لما جرى مع الرئيس الأسبق جيمي كارتر في تشرين الثاني/نوفمبر 1979 عندما اقتحم طلاب ايرانيون السفارة الأمريكية في طهران، حيث احتجزوا 52 اميركيا كرهائن لمدة 444 يوما.

واشار التقرير الى ان هذه الحادثة كلفت كارتر الرئاسة في العام التالي أمام منافسه الجمهوري رونالد ريغان، الذي أظهر صورة مناقضة لكارتر، كمرشح قوي ويمتلك العزيمة خلال الحملة الانتخابية.

وتابع التقرير أنه من شبه المؤكد ان الخصم السياسي لبايدن هو دونالد ترامب، الذي سيقوم بتصوير الرئيس الحالي بشكل مشابه لكارتر أي أنه المرشح الأضعف.

واضاف التقرير ان بامكان ترامب في المقابل، أن يذكّر الشعب الأمريكي بأنه أمر باغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في العراق في يناير/كانون الثاني 2020.

وحول رد فعل طهران في انسحبت الولايات المتحدة من العراق، نقل التقرير عن لانديس قوله إن “إيران ستعتبر انسحاب الولايات المتحدة من العراق بمثابة انتصار كبير”، مشيرا إلى أنه منذ بداية حرب غزة، فان ايران ركزت كل جهودها من اجل اخراج الولايات المتحدة من العراق، فيما دفعت الهجمات المدعومة من ايران على القواعد الامريكية، واشنطن الى اغتيال قيادات عراقية بارزة، بالاضافة الى فرض عقوبات طالت الإيرانيين.

وختم التقرير باستبعاد أن تؤدي العقوبات الاضافية الى كبح سلوك ايران او ردعه، معتبرا انها لن تكون اكثر من وسيلة لاثارة ازعاج الايرانيين، ولن يكون لها أي تداعيات عملية. وخلص التقرير الى القول ان النتائج الاكثر وضوحا ستأتي من طبيعة تحرك بايدن اما للإبقاء على وجود القوات الامريكية او سحبها او تقليص حجمها من العراق وفي اي مكان اخر في الشرق الأوسط، في حين أن طهران تراقب وتشاهد ما إذا كان الوقت في صالحها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here