ميثم الحربي يترأس لجنة لغات العراق الرسمية “الست”.. هذا حوار عن ما يخطط لفعله

كُلف الشاعر ميثم الحربي مؤخراً برئاسة اللجنة العليا للغات الرسمية في العراق، والمرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، والحربي من مواليد بابل 1981، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من كلية التربية – الجامعة المستنصرية، ولديه سبعة كتب في مجالي الشعر والنقد الأدبي.

ويحدد “قانون اللغات الرسمية” رقم 7 لسنة 2014، العربية والكردية لغتين رسميتين في العراق، كما يعتبر التركمانية والسريانية لغتين رسميتين محليتين في المناطق ذات الكثافة السكانية، ويشير القانون أيضاً إلى اللغتين الأرمنية والصابئية، ويفتح المجال لافتتاح مدارس تعتمد تلك اللغات وغيرها، لكن القانون يتحدث في المادة 17 عن أحكام يصدرها مجلس الوزراء لتنفيذ القانون، وهو ما ينصب اهتمام اللجنة على تنفيذه حالياً.

هنا حوار معه عن أعمال هذه اللجنة ومشاريعها بعد تكليفه برئاستها:-

تنفيذ قانون اللغات

*ما هي اللجنة العُليا للغات الرسمية في العراق، ومتى كُلّفتم بها؟

– بدءاً، أشكر فريق منصة 964 على فرصة التواصل والحوار، وأقول: هي لجنة عُليا، ترتبط بمجلس الوزراء، شُكِّلَتْ بالأمر الديواني رقم (50 لسنة 2014 م)، وفق قانون اللغات الرسمية رقم (7 لسنة 2014 م)؛ تطبيقاً للمادة الرابعة من الدستور.

هي دلالة على عناية الدولة واحترامها للتنوع القومي، واللغوي في العراق، هدفُها ترسيخ البعد الإنساني لحضاراته في عهده الاتحادي الجديد، وتمكين المكونات الأساسية لبلدنا من التعبير عن حاجاتها ومُتطلّباتها بلُغاتها الأصيلة.

كُلِّفنا برئاستها خواتيم شباط 2024 م؛ من أجل مُتابعة تنفيذ القانون المذكور، وإعداد مشروع تعليمات يُصدرها رئيس مجلس الوزراء، وتُحدّد بموجبها مهامها ونصاب انعقادها.

أنجزت إدارتُها السابقة مشكورة على يد أستاذنا الدكتور رحيم عليوي، ورقة المهام ونصاب الانعقاد، ونُشِرَتْ في جريدة الوقائع العراقية.

الآن تعكف اللجنة على إتمام تعليمات تُسهّل تنفيذ أحكام قانون اللغات الرسمية، وتنفيذ مفردات برنامجها الوطني.

*أين يقع مقر هذه اللجنة، ومن هم أعضاؤها؟

– في الوقت الراهن، تعقد اللجنة اجتماعاتها، في مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بعضوية أُستاذَيّ الدكتور وريا عمر، ممثل حكومة إقليم كوردستان، والدكتور وليد عبد الله، ممثل مجلس النواب، مع مجموعة عمل وطنية ساندة تمثل جميع مكونات العراق ولغاته الرسمية والمحلية المُتعددة، من أهلنا وإخواننا التركمان، والسريان، والأرمن، والصابئة المندائيين، مع نُخب من اللغويين والأكاديميين، وأصحاب تخصصات قريبة من عمل اللجنة ومهامها في التربية، والعلوم، والثقافة.

تستنير اللجنة بتراث قوانين الدولة العراقية، خلال مئة عام، إلى جانب القوانين والاتفاقيات الدولية، أبرزها: القانون الأساسي العراقي لسنة 1925 م، في المادة (16) منه، وقانون اللغات المحلية رقم (74 لسنة 1931 م)، التي تحث على تطبيق سياسة (التعليم مُتعدّد اللغات)، إلى جانب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، حيث يطلب في المادة (2)، من الدول أن تكفل احترام حقوق الإنسان لجميع الأفراد الموجودين داخل أراضيها، والخاضعين لولايتها من دون تمييز من أي نوع، بما في ذلك التمييز القائم على أساس اللغة، كما نصّت المادة (17) من اتفاقية حقوق الطفل على التزام الدول الأطراف فيها، بتشجيع وسائط الإعلام على إيلاء عناية خاصة للاحتياجات اللغوية للطفل الذي ينتمي إلى مجموعة من الأقليات.

دولة اجتماعية

*ما البُعد الثقافي والوطني الذي يُمكن أن يتحقق من خلال هذه اللجنة؟

– إنّ اللجنة ومخرجات عملها، تُمثل آلية وطنية تحظى بعناية رئيس مجلس الوزراء، السيد محمد شياع السوداني، واهتمام المسؤولين في الأمانة العامة؛ كونها أثراً مُميّزاً، وانعكاساً ستراتيجياً مُهماً على التفكير بصناعة الدولة الاجتماعية، حين تهتم برعاية أشكال التراث الثقافي غير المادي لجميع أبنائها مثل: العادات، والتقاليد، والطقوس، حيث يستقيم تعدُّد اللغات، عُنصراً أساسياً في الاتصال المُتناسق بين أفراد المجتمع، وهو إذ يُشجّع على التسامح؛ فإنه يكفل مشاركة فعّالة ومُثمرة في رفد مسيرة التنمية الوطنية، ويضمن تحقيق المُعاملة الكاملة والعادلة لجميع اللغات الرسمية والمحلية في بلدنا.

متحف وأطلس

*ما أهم المشاريع التي ستعملون عليها؟

– إلى جانب المُستلزمات التنفيذية للجنة، فإنها – بعد استئناف عملها – صَمّمتْ برنامجاً وطنياً واعداً وشاملاً، وهو قيد الدراسة في الاجتماعات الدورية المُستمرّة. وغايتُهُ لفت انتباه مُجتمعنا إلى الحاجة الماسّة؛ للحفاظ على لُغاته المتعدّدة والثرية، وإحيائها، والاحتفاء بها.

وقد تضمنت مُسودة البرنامج مُناقشة مجموعة من المشاريع الطموحة المهتمة باللغات؛ بوصفها الحامل المادي في التعبير الحر عن حاجات مجتمعنا، أبرزها: مشروع تأسيس (دار الألسُن العراقية)، تكون اللغات الرسمية فيه على شكل أقسام مُهيكَلة إداريا، تهتم بحفظ الأبحاث الثقافية للطيف العراقي، وتصدر عنها مجلة مُحكمة دورية، وتُطبق فيها أنشطة توعوية بالتنسيق مع جامعاتنا، مع برنامج مُستدام خاص بـ(المهن اللغوية الترجميّة)، وكذلك إنشاء منصة إلكترونية خاصة بثقافة التعدُّد اللغوي، وإنشاء (مُتحف اللغات الرسمية الدائم)، من خلال الإفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، وحالياً باشرت اللجنة بالعمل على تنفيذ مشروع (أطلس اللغات الرسمية في العراق).

عمل بانسيابية

*كيف يُمكن تخطي العقبات البيروقراطية المتوقعة أمام عملكم؟

–أبز العقبات، المواجهة مع الإرهاب، والظرف القاهر لجائحة كورونا، وحالياً تواصل اللجنة عملها بانسيابية عالية بدعم رئيس مجلس الوزراء، والأمين العام الدكتور حميد نعيم الغزي، ونائبه الدكتور فرهاد نعمة الله حسين، ومُساندة الإدارة المُخلصة والمحترفة لدائرة شؤون مجلس الوزراء، إلى جانب مواكبة العمل وتعزيز خطواته من قبل مُستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون الثقافية، الدكتور عارف الساعدي، ودعم النُّخَب، وقادة الرأي، والمؤسسات الساندة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here