مصادر وخبراء يتوقعون الأجندة.. في حقيبته دولار بغداد وهدنة الفصائل ولكن.. الإطار لن يحب لقطة السوداني مع بايدن

يجري رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، منتصف نيسان المقبل، أول زيارة رسمية لواشنطن، بعد نحو عام ونصف العام من توليه المنصب، وتأتي في توقيت شديد الحساسية بالنسبة لعلاقته مع حلفائه في الإطار التنسيقي.

وقالت مصادر من التحالف الحاكم، إن قادة أحزاب يتوقعون من السوداني “الحصول على تسهيلات أميركية تشمل رفع عقوبات ضد شخصيات ومصارف، مقابل ما تحقق من تهدئة بين الفصائل والقوات الأميركية في العراق”.

لكن المصادر رجحت “حملة عدائية” ضد السوداني بسبب محاولات قادة شيعة الحد من نفوذه، الذي قد يزداد بعد لقائه بايدن.

وقال 3 خبراء، بينهم مقربون من الإطار التنسيقي، أن أهم ما في الزيارة هو حسم ملف الدولار، والعقوبات المفروضة على المصارف العراقية، وتجنبوا إلى حد ما الحديث عن انسحاب القوات الأميركية.

وأشار هؤلاء إلى أن بايدن بحاجة إلى “رسالة انتخابية” للداخل الأميركي، لذلك سيبدي الكثير من المرونة مع الملف العراقي.

مصادر من الإطار التنسيقي:

هناك انقسام واضح داخل الإطار التنسيقي بشأن دعوة السوداني للبيت الأبيض. بعض القوى السياسية تعتقد أن الزيارة تمنح السوداني رصيداً أكبر مما يجب.

سينعكس هذا الانقسام قريباً على الرأي العام، حين يتصاعد خطاب هجومي ضد السوداني، بسبب قربه من الأميركيين، بينما، في الحقيقة، يدرك قادة الإطار أهمية الزيارة بل ضرورتها بالنسبة لمستقبلهم السياسي.

يتوقع الإطار التنسيقي الحصول على تسهيلات أميركية ومرونة في التعامل مع ملف العقوبات التي شملت شخصيات وقوى ومصارف، مقابل خفض التوتر بين الفصائل والقوات الأميركية.

هيثم الخزعلي – محلل سياسي:

السوداني سيناقش تحول العلاقة مع واشنطن إلى اتفاق الإطار الستراتيجي وجدولة انسحاب التحالف الدولي من العراق، إضافة إلى مناقشة ملفات الطاقة والنظام المصرفي العراقي.

رفع العقوبات عن المصارف العراقية أمر ضروري، خصوصاً مع بدء العديد من دول العالم بتخفيض احتياطاتها من الدولار بسبب الإفراط في استخدامه كأداة للعقوبات ضمن سياسة تسليح الدولار الخاطئة.

نتوقع من الزيارة أن تسفر عن تحسن ملحوظ في الاقتصاد العراقي.

يحاول الرئيس بايدن أن يخفض التوتر في غربي آسيا لأن توسع الصراع يضر بمصالح الغرب وأمريكا، إضافة لإمكانية أن يبعث ذلك رسالة ضغط على إسرائيل عبر استقبال السوداني المعروف بموقفه الحازم ضد الكيان المحتل.

عصام الفيلي – أكاديمي وباحث:

الزيارة رغم تأخرها أكثر من عام ونصف، تعطي دليلاً كبيراً على أن واشنطن تسعى لتأسيس علاقة جدية وجيدة بشكل كبير مع بغداد.

إدارة واشنطن كانت تراقب وضع الحكومة على مدار الفترة الماضية الأمر الذي قد يكون مؤشراً حول إمكانية نجاحها وقدرتها على الاستمرار.

السوداني يسعى لاستغلال هذه الزيارة لفتح باب تعاون مشترك بشكل أكبر مع الجانب الأميركي بزيادة الاستثمار، فضلاً عن بحث الملف الأهم وهو تواجد قوات التحالف الدولي على الأراضي العراقية.

واشنطن تتعامل مع الفصائل وفقاً لقاعدة الفعل ورد الفعل، الحكومة الأميركية لن تقبل بأي نقاش يتيح إمكانية استهداف مصالحها مرة أخرى.

واشنطن ستواصل فرض عقوبات على المصارف العراقية ومتابعة الدولار، لأن رؤيتها تأتي ضمن حماية المصالح العراقية وعدم تهريب الدولار لأية جهات أخرى.

من الممكن أن تطلب واشنطن خلال لقائها السوداني إعادة هيكلة البنك المركزي العراقي واجراء تغييرات كبيرة تتماشى مع خطتها لحماية الدولار والنظام المصرفي.

قد يكون توقيت استقبال السوداني، في موسم الانتخابات الأميركية، نقطة لصالح بايدن الذي يريد إيصال رسالة إلى الداخل الأميركي بأن إدارته قادرة على تسوية قوية لبؤر التوتر مع إيران في العراق.

عباس العرداوي – محلل سياسي:

السوداني يسعى إلى حلحلة جميع المشكلات مع الجانب الأميركي أبرزها قضية تواجد القوات الأميركية في الأراضي العراقية.

ملف الدولار وإمكانية تحريره من القيود الأميركية، فضلاً عن تفعيل اتفاق الإطار الستراتيجي السابق المتعلقة بالجوانب الاقتصادية، سيكونان على رأس أجندة السواني مع بايدن.

ملف البنوك والعقوبات التي تفرض مع قبل الجانب الأميركي عليها سيكون حاضراً بقوة على طاولة المباحثات المشتركة بين حكومتي بغداد وواشنطن.

الهجمات المتكررة من قبل فصائل المقاومة أحرجت حكومة بايدن أمام الشعب الأميركي والمسؤولين هناك، وبالتالي يسعى بايدن لاستغلال هذه الزيارة لصالحه في موسم الانتخابات.

الحرب في غزة والحرب في اوكرانيا هما الملفان الأكثر تأثيراً على الانتخابات الأميركية من الأوضاع السياسية والأمنية في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here