يتساأل الكثير ممّن بقي في وجوده شيئ من الإحساس و الوجدان؛ لماذا بات حالنا هكذا يرثى له بتسلط الفاسدين الظالمين المنافقين علينا من بعد صدام العهر و النفاق !؟
الجواب واضح و لا يحتاج سوى لتذكير بسيط بجانب من أسباب المحنة التي ألّمت بآلعراقيين و المنطقة و العالم !؟
لقد كان الشهداء الابرار الذين ضحّوا بنفوسهم غرباء عن هذه الحياة عبر التأريخ البشري المرعب .. فعندما كانوا يُواجهون نظام البعث الجاهل في العراق .. الذي إستقوى بآلشعب العراقي ضدّهم .. تمّ قتلهم في غياهب السجون و المعتقلات حتى إستشهدوا جميعاً و لم يبق من بعدهم سوى النطيحة و المتردية و المنافق من المتحاصصين لدمائهم الزكية من الذين يحكمون الناس الآن و يكررون ما فعله البعث المجرم بسرقة أموالهم وحقوقهم !!
و ها هي تلك الصورة المؤلمة تتكرّر ثانية على ايدي دعاة العار الفاسدين الذين مُسخوا تماماً, فصاروا أسوء حُكّام قُساة وجهلاء لهم قلوب كآلصخر خالية من الرحمة, حيث يُحاربون أخوة اؤلئك الشهداء العظام كما حُربوا بآلأمس بضراوة و ساحات الوغى في بغداد و المحافظات تشهد لهم!!؟
إنه هو هذا البشر اللعين .. لا و لن يتغيير بسهولة و سيبقى مع الظالمين عبداً يعبد الدولار و الدنيا و إن تغييرت الأقنعة ..و ستستمرّ المحنة .. إن لم يقرؤوا الكثير من الكتب ليعرفوا الحقائق الكونية و سبب خلقهم و المبادئ التي غابت عنهم!؟
محمد باقر الصدر مثالاً في العراق حاربوه بآلأمس من قبل الناس يتقدمهم دعاة اليوم الفاسدين الحاكمين بقوة المليشيات التي لا تقتل إلّا المثقف و المؤمن العصامي و كذا الشهيد هاشم الرفاعي مثال آخر في مصر الذي حاربه الناس بأمر من عبد الناصر القومجي و إخوته المسلمين ألدّعاة و هكذا تتكرر الصورة في بلادنا للأسف بسبب الرواتب والمناصب و لقمة الحرام.
لكن الذي إستوقفي وهزّ مشاعري قصّة البطل (جيفارا) التي تفوق كل قصص شهدائنا الأبرار على يد البعث الهجين من وجه؟
فعندما تمّ القبض على (تشي جيفارا) في مخبأه بوشاية من راعي أغنام !
سأل أحدهم ألرّاعي : لماذا أخبرت عن رجل قضى حياته في الدفاع عنكم و عن حقوقكم !؟
أجاب الراعي بغباء و حقد و جهل بشري مطبق :
[كانت حروبه مع الجنود تروّع أغنامي!]!؟
قال أحد الحكماء :
[الثائر لأجل مجتمع جاهل هو شخص أضرم النيران بجسده كي يضيء الطريق لشخص ضرير.
و هذا ما حدث في العراق اليوم صورٌ مرهبة و مخيفة و من دعاة العار الحاكمين بكل شهوة على الحكم ..
تصور مدينة صغيرة مثل قضاء بدرة/واسط إستشهد فيها العشرات من الشهداء في السبعينات كما باقي المحافظات لأنقاذ و إحياء الناس كما جيفارا و سيدهم الحسين بن علي (ع) لأحياء الناس و خلاصهم, لكن هل يُمكنك أن تتصوّر بأنّ الناس اليوم من بعدهم بخلوا عليهم حتى بتعليق صورة لهم أو كتابة إسم أحدهم في شوارعهم و ساحاتهم!!؟؟
عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة ألمرفقة .. صورة حقيقية للثائر الشهيد (جيفارا) الذي هو الآخر سرقوا جهوده و ظَلمهُ الناس و حتى رفاقه من بعده و هكذا يمضي الزمن الحزين و الأيام تتوالى و البشر هو نفس البشر .. أشرار عتاة قساة و سيبقى هذا البشر بشراً ما لم يقرأ و يفهم فلسفة الوجود و الجمال و عمل الخير!؟
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط