فوائد سياسية لفوز ترمب مجددا : احتمالات إنهاء الحرب في أوكرانيا

فوائد سياسية لفوز ترمب مجددا : احتمالات إنهاء الحرب في أوكرانيا

بقلم مهدي قاسم

بداية يجب التأكيد على قناعتنا ويقيننا بعدم وجود فروقات جوهرية كبيرة بين الحزبين الأمريكيين الديمقراطي والجمهوري على صعيد إعطاء الأولوية والأسبقية لتحقيق المصالح الأمريكية في العالم وبأية وسيلة كانت ، إذا اقتضت الضرورة القصوى والاستثنائية حتى بالتدخلات العسكرية ..

بالطبع مع فارق في الرؤية السياسية واختلاف الوسائل المستخدمة في تحقيق تلك المصالح : ـــ

إذ ففي الوقت الذي يسعى الديمقراطيون إلى خلق أجواء حروب ، ومناطق اضطرابات بهدف التدخل وفرض الوصاية والضغوط السياسية والأمنية للتحكم بالقرار السياسي ــ وأن كان من خلف الكواليس ــ فأن ترامب يحّبذ الاستعانة بالضغوط أو العقوبات الاقتصادية لتحقيق المصالح الأمريكية في العالم على أساس الربح والعوائد الاقتصادية والمالية المضاعفة لذا :

ومن جانب آخر ،فأن عودة ترامب للرئاسة الأمريكية مجددا قد تعني إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المهددة حاليا بالتوسع الخطير بحجم حرب عالمية ، بسبب التصريحات والتهديدات الساخنة للرئيس الفرنسي ماكرون بصدد إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا ، كما أن عودة ترامب تعني التركيز على التعاملات التجارية فقط ، و القائمة على أساس الربح والخسارة في الأسواق العالمية مع التركيز على أولويات المصالح الأمريكية من ناحية الربح ــ مثلما أسلفنا قبل لحظات ــ أي بعيدا عن حروب أو خلق بؤر توتر وحروب أهلية هنا وهناك في أنحاء العالم مثلما تفعل دارة بايدن الحالية بهوس وعنجية ، وربما تعني هذه العودة أيضا لجما وكبحا للعربدة المتهسترة للنيو ــ لليبرالية الجديدة التي تجتاح أمريكا و أوروبا ، مدمرة القيم والأخلاقيات والثوابت المحافِظة للمجتمعات الأوروبية الآخذة بالزوال والانقراض البطيء بسبب هذه الهجمة الليبرالية الشرسة ..

وخاصة أن ترامب يعتبر أن حلف الناتو قد فَقَد ضرورة وجوده الدفاعية وأنه فائض عن الحاجة فضلا عن نفقاته الباهظة ، في مقابل سعي إدارة بايدن إلى زيادة نفقات حلف الناتو التسليحية وتصعيد وتيرة مواجهته لروسيا في أوكرانيا دفعا نحو احتمالات نشوب الحرب العالمية الثالثة ..

ويبقى أن أضيف إلى أنني كتبت بعد اندلاع الحرب الأوكرانية ــ الروسية ،إلى أنه لو كان ترامب لا يزال رئيسا في البيت الأبيض و انجيلا ميركل بعدها باقية مستشارة ألمانيا فربما ما كانت لتندلع تلك الحرب المدمرة بين روسيا و أوكرانيا ..

وقد التقيت فيما بعد مع هذا الرأي في مقالات و تحليلات غربية عديدة ..

فضلا عن أن الجمهوريين لا يريدون تمويل حرب أوكرانيا وعلى رأسهم ترامب ..

فكلاهما ــ أي ترامب وماركل ــ كانا يتفهمان مخاوف روسيا من عملية خطورة انتشار حلف الناتو، امتدادا قريبا جدا عند الحدود الروسية ــ الأوكرانية من حيث كونها ستشكل تهديدا مباشر لعمق الأمن الروسي السيادي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here