كلا للإساءة ( للعكال والشماغ ) الجنوبي عنوان الأصالة والمقاومة

كلا للإساءة ( للعگال والشماغ ) الجنوبي عنوان الأصالة والمقاومة.

احمد قمندار

يعد اليشماغ الجنوبي باللونين الأبيض والأسود وشكلة الذي يرمز إلى شبكة صيد السمك مهنة أهالي الاهوار تأريخ يمتد عبر آلاف السنين، أي منذ أن ظهرت الحضارات في بلاد وادي الرافدين، ومنذ أول ظهور للكتابة والتدوين في العالم، فكانت أول حضارة ظهرت في بلاد وادي الرافدين هي حضارة المدن السومرية، مثل مدينة أور، ونيبور ،ولارسا ولجش، وكولا، وكيش، وايسن، واريدو، واداب، والوركاء وتوجد هذه المدن والحضارة في مناطق الجنوب العراقي ومناطق الفرات الأوسط ، وهي مدن الناصرية والبصرة والعمارة والسماوة والنجف الاشرف والديوانية وغيرها من المدن الجنوبية.

ويعد اليشماغ من أهم الازياء والملابس في التاريخ العالمي والسبب واضح كونه يعد زي أقدم حضارة في العالم، وهي حضارة وادي الرافدين.

وقد سمي اليشماغ بعدت أسماء واهم تلك الاسماء ( الكوفية ) نسبةً إلى مدينة الكوفة، والتي كانت من أهم مدن العراق في عصر الدولة الإسلامية، بل صبح اسم مدينة الكوفة يمثل كافة مناطق العراق، خصوصاً مع إنتقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام إليها واتخاذها مقراً لإدارة الدولة الإسلامية، وهنا انتقل اليشماغ إلى مناطق عديدة خارج العراق فنجدة موجوداً ومنتشراً في المدن الشامية واليمنية.

ومع دخول المنطقة تحت الاحتلال البريطاني الفرنسي وظهور ما يسمى بالكيان الصهيوني الغاصب، أصبح اليشماغ عنوناً ورمزاً للمقاومين، ففي العراق كان قادة وابطال التصدي للاحتلال البريطاني وابطال ثورة العشرين هم ابناء الشماغ في الفرات الأوسط والجنوب العراقي، كذلك في الشام في سوريا ولبنان وفلسطين ابناء الشماغ هم الذين قادوا ثورات التحرر والاستقلال.

واليوم يمثل الشماغ شعار محور المقاومة الممتد من العراق مرورا بسوريا ولبنان وفلسطين إلى يمن الصمود، هذه الجغرافية هي جغرافية التحرر والاستقلال والمقاومة.

وبعد معرفة هذا التاريخ وماذا يرمز الشماغ العراقي تتضح لنا جلياً اسباب استهدافه من الماكنة الإعلامية الأمريكية الصهيونية الخليجية البعثية، والتي استخدمت مهرجين محسوبين علينا تملئهم عقد الدونية وجلد الذات للنيل من مكانة ورمزية زي المقاومين هذا ، وذلك بالمسلسلات الرمضانية، ففي كل عام تخرج علينا قنوات البعث وأبناء السفارات بأعمال درامية تُنفق عليها ملايين الدولارات والغاية والهدف واحد، هو ضرب هذا العنوان وهذا الرمز الذي يرمز للمقاومة والأصالة.

ولهذا فعلى عاتق الجهات المعنية والرقابية تقع مسؤولية التصدي لهكذا اعمال تخريبية ومنعها من العرض مهما كان السبب ، كذلك تقع على عاتق الفعاليات الاجتماعية والثقافية والإعلامية مسؤولية التصدي وفضح كل جهة تحاول النيل من ثوابت ورموز الوطن، وتشكيل جبهة موحدة لتصدي لهولاء المهرجين، وان يتم رفع دعاوى عليهم في المحاكم القضائية كما لابد أن يتم وضع قانون يحمي التراث العراقي الاصيل من الاستهداف.
وأخيراً نهيب بكل عشائرنا العراقية المجاهدة الكريمة ان تقول كلمتها وتعلن موقفها من عملية الاستهداف الرخيصة هذه، كما وهي مطالبة بالضغط على المؤسسات المعنية وخاصة هيأة الاعلام والاتصالات لاستحصال موقف منهم وتعهد بعدم تكرار الاساءة الى الرموز الدينية وكذلك التقاليد والاعراف الجنوبية والمطالبة بايقاف عمل المدعو اياد راضي ومسلسله الساخر من الجنوب ورجاله ورموزه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here