العراق “في عين العاصفة” بعد مصرع الرئيس الإيراني؟ الهدوء مفتوح على تطورات في غزة

ألمح محللون مقربون من الإطار التنسيقي إلى احتمال طروء تطورات ميدانية في قطاع غزة والمنطقة، نتيجة التغييرات المتوقعة في الحكومة الإيرانية بعد مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وسألت شبكة 964 محللين شديدي الصلة بمطبخ التحالف الحاكم في العراق، قدموا تصورات متناقضة عن تأثير رحيل رئيسي ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان، على الداخل العراقي.

ومع أنهم اتفقوا على ”ثبات السياسة الإيرانية“ خلال فترة الرئيس الإيراني المكلف، محمد مخبر، إلا أن التحولات اللاحقة حين تنتخب إيران رئيساً جديداً خلال 50 يوماً من الممكن أن تضع العراق في ”عين العاصفة“ التي قد تبدأ مجدداً من غزة.

وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني قدم التعزية للمرشد الإيراني بحضور محمد مخبر، الذي ظهر، الأربعاء، في لقطات الاستقبال يجلس إلى جانب السوداني.

وعلقت صحف إيرانية، مثل ”كيهان“ ووكالات مثل ”مهر“ الحكومية، و“تسنيم“ التابعة للحرس الثوري، بأن مكتب المرشد حرص على حضور مخبر خلال استقبال السوداني، وأوضحت أن التعزية حملت ”طابعاً سياسياً“ خصوصاً وأن الراحل رئيسي كان يخطط لزيارة العراق.

ونقل عن المرشد خامنئي أنه ”أوصى مخبر بالعلاقة المتينة مع الحكومة العراقية“، وأكد أن ”التعاون سيستمر دون تغيير“.

من هو محمد مخبر؟
اسمه محمد مخبر دزفولي من مواليد 1955. شغل منصب نائب حاكم الأحواز لسنوات، وكان مسؤولاً لشركة اتصالات الجنوب الإيراني.

وتذكر وسائل إعلام إيرانية أنه كان أحد المسؤولين الأمنيين في ميناء عبادان جنوب البلاد، ضمن مجموعة كان بينها علي شمخاني مستشار خامنئي، وقائد ”الحرس الثوري“ السابق محسن رضايي، والقيادي السابق في ”الحرس الثوري“ محمد فروزنده، وإيرج مسجدي المنسق العام ل“فيلق القدس“، وغلام علي رشيد رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان المسلحة الإيرانية.

وذاع صيت مخبر بعدما ترأس «لجنة تنفيذ أمر الإمام»؛ أحد أهم هيئات مكتب المرشد الإيراني، التي تدرجها الولايات المتحدة على قائمة العقوبات.

وهذه اللجنة (بالفارسية ستاد إمام) أحد الأركان الأساسية لمكتب المرشد إلى جانب ”أستان رضوي“ و“بنياد مستضعفان“، وتشكل إلى جانب مجموعة ”خاتم الأنبياء“ التابعة ل«الحرس الثوري»، العمود الفقري لمكتب خامنئي.

وكان مخبر أيضاً عضو مجلس الإدارة لمصرف ”سينا“، الذي يواجه عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية والاتحاد الأوروبي.

من سيكون بديل رئيسي؟
بعد دقائق من دفن الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي كان من المتوقع أن تبدأ تحضيرات الانتخابات، لكن ”الحرس الثوري“ سارع إلى عقد اجتماع لبحث الأوضاع في قطاع غزة، على ما ذكرت وكالة ”تسنيم“.

ويعتقد أن مسألة اختيار البديل باتت من أكبر التحديات الآن قبل أن تذهب السلطات إلى فتح باب الترشيح.

ونقلت ”رويترز“ عن مسؤول إيراني سابق القول إن ”من المتوقع أن تكثف الجهات صاحبة النفوذ، مثل ”الحرس الثوري“ ورجال الدين المؤثرين في قم، جهودها الآن“.

ورأى هذا المسؤول أن وفاة رئيسي ”تضرب المؤسسة التي ليس لديها مرشح آخر حالياً“، وقال: ”مع ذلك، لا أحد يعلم يقينا نوايا المرشد“.

خالد السراي – محلل مقرب من الإطار التنسيقي:
جميع الدول في الشرق الأوسط تقف على رمال متحركة الآن. التغييرات في الحكومة الإيرانية قد تنعكس على العلاقات الخارجية.

اذا تفجرت الأوضاع في غزة نتيجة للتغيير في القيادة الإيرانية سيكون العراق في عين العاصفة، فهناك العديد من الفصائل ترتبط بإيران التي تقود المقاومة في المنطقة.

الصيغة الثابتة للعلاقات بين بغداد وطهران تسير صوب الدعم الكامل لتهدئة الأوضاع في العراق ودعم المنظومة السياسية في البلاد على كافة الاصعدة.

هناك توجه حقيقي داخل إيران من خلال دعم المحافظين للحصول على كرسي الرئاسة بعد وفاة رئيسي.

رئيسي استطاع تحقيق تعاون وشراكة مع دول المنطقة خصوصاً السعودية ودول الخليج وبالتالي فإن الكفة تميل لصالح المحافظين على حساب الاصلاحيين.

القيادة الإيرانية الجديدة على عاتقها أزمة اقتصادية، وتواجه تحدياً كبيراً حين تستعد للانتخابات الرئاسية واختيار بديل لرئيسي، إلى جانب الحسابات المرتبطة بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية، جميعها عوامل ستغير شكل المنطقة.

صباح العكيلي – باحث في الشأن السياسي:
إيران دولة مؤسسات لديها ثوابت لا تتغير حتى بتغيير الرئيس، وهذا ينطبق على العلاقات بين بغداد وطهران.

الرئيس الجديد لإيران سيسير مثل ما سار عليه الراحل إبراهيم رئيسي، لكن من الممكن وجود بعض التحولات التكتيكية للبلاد.

محمد مخبر، الرئيس المؤقت لإيران أكد خلال اجتماعه مع القيادات العراقية السير بخطى ثابتة لاستكمال ما بدأ به رئيسي، لاسيما الاتفاقيات المبرمة مع طهران.

حيدر الموسوي – محلل سياسي:
أمام إيران خطوات مهمة تقوم بها بكل دقة. إنهاء مراسم التشييع دون فتح اي ملف يخلق توتراً داخليا وخارجيا.

إيران تنشغل بالاستحقاق الدستوري لملء الفراغ بانتخاب رئيس بديل.

بعدها، سيتم إعلان حقيقة سقوط طائرة الرئيس.

الرئيس الإيراني المكلف يحظى بثقة المرشد، كذلك السيد باقري وزير الخارجية الجديد كان رئيس الوفد المفاوض في الملف النووي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here