تحالفات تتشضى وولادة اخرى

ماجد زيدان

تتوالى الاخبار وتعلن المواقف عن الصراعات والتجاذبات والانشطارات والانقسامات في صفوف بعض القوى السياسية، فلم يعد سراً الانقسام في المجلس الاعلى فكل قياداته تتحدث عن ذلك وعن الخلافات التي لا عودة عنها الا بتشكيلات جديدة، اما اتحاد القوى فقد انهار ويحتاج الى معجزة للملمة بعض قواه.

هذا الحراك الذي يشعر بعض القياديين في التحالفين بالاسى والاسف له، هو موضوع ارتياح على نطاق واسع بين المواطنين، بل بين جمهور المنتسبين اليهما من غير النخبة نتيجة للاوضاع المأزومة والخانقة في البلاد وانعدام الافاق للحلول الذي انتقلت الحالة الى القوى السياسية الحاكمة ذاتها، فهي لم تعد قادرة للحفاظ على الوحدة الشكلية بين مراكز القوى والتكتلات فيها، انها تعبير عن الفشل وتجسيد له في ادارة البلاد وحكمها وبناء مشروع الدولة يمثل هذه العملية السياسية التي يتشبث بها رجال معبدها الذين يتحملون كامل المسؤولية عن المآل والحال المزري للبلد والمواطنين.

الواقع ان المشكلة في الاساس تكمن في بناء احزاب طائفية سياسية ومذهبية لا تعطي مخرجات الا بهذا السوء والفساد واستمرار التخلف، بل التراجع على كل المستويات التي اذا استمرت فقد تذهب بالبلاد نحو التفتت والمجهول، ما لم تتدارك القوى الحية في هذه الاطر الحزبية اوضاعها وتلفظ خارجها سلماً القوى المقنعة بالماضي والمتخلفة عن القراءة الصحيحة للاوضاع السياسية ومراجعة التجربة ونبذ العنف والطائفية والتقسيمات الفطرية التي تشكل هذه وغيرها اسس الداء الذي لم يعد بالامكان معالجته من دون مبضع الجراح قبل الانتخابات التي اصبحت على الابواب ان النقاشات الحادة والصراعات تشير الى موت التكتلات الطائفية والعرقية سريرياً، ومحاولات بعض قادة العملية السياسية احياءها خلافاً لتطورات الواقع وسيره، بل ان هذا الالحاح عجل من تفتت وتشضي هذه الخارطة السياسية التي لا وجود لها سوى على الورق.

ان الميل الجماهيري والحزبي يميلان الى اطر تنظيمية جديدة وانهاء الاطر القائمة، الذي تجسد في الحركات والاحتجاجات الجماهيرية العامة والفئوية في البلاد، وعملها الذي اثمر في تعرية اكبر القوى السياسية واكثرها نفوذاً..

لابد للشباب المتحزبين من ان يأخذوا دورهم بحرية وديمقراطية وليس بالتعيين او الكوتا او بترتيبات خلف الكواليس وتكوين تنظيمات باسمهم ولكنها تسبح باسم القادة المهمين، اي ان هذا الشباب لن يكون له دور حقيقي الا بوساطة التجديد الحقيقي والتطور الطبيعي الذي تتعايش فيه الاجيال المتخلفة ولكن بافكار جديدة واساليب حديثة لا فيها هيمنة ولا قيادات تاريخية (فردية) تحت اية معطيات ومهما جرى لها من تزويق.

ان ملامح خارطة جديدة في البلاد بدأت تتشكل ليس على صعيد البلاد فحسب، وانما على صعيد الاحزاب ذاتها، فها هو الحزب الاسلامي يتشضى والمجلس الاعلى في نهاية عمره وسبقهما الى ذلك حزب الدعوة..

هذا المخاض ترنو له الابصار وانعش الامال عما سيلد منه، والمطلوب ليس اضافة اطر تنظيمية وارقام احزاب تضاف الى الرقم الكبير الذي نعاني منه، وانما تنظيمات عابرة للطوائف تنظيمات وطنية تتبنى مشروعاً لا يقتصر على ولاءات جربنا حكمها وفشلت في تقديم شيء لنا الا التخلف والفساد.

لم يقدم الاسلام السياسي للناس كفاءات وقيادات مهنية وكفوءة لتولي المسؤولية في الدولة، حتى ان الفساد والتردي الذي نحن فيه تقع مسؤوليته على الاغلب من هؤلاء المتصدين للمهمات على المحاصصة الحزبية الضيقة والقرب من هذا المسؤول او ذاك، وللاسف هذه سمة عامة ايضاً وسمت الحياة السياسية في البلاد، فالمسؤول الاول لابد له من شلة تحيط به تزين له القبح جمالاً. لعلنا نودع هذه المرحلة الى الابد، وتفتح صفحة جديدة في البناء السياسي الحزبي والتعاطي الليبرالي مع التحديات.

مرة اخرى نقول ما يثير الارتياح ان هذه الكيانات والزعامات ستكون شيئا من التاريخ الذي تضرب به الامثال على سوء الانجاز والانحسار للمبادئ العظيمة والاحلام في بناء رفاهية الشعوب.. وان هذا الحراك سيفرز ما هو مغاير وقابل للتقويم بجهد اقل.

تحالفات تتشضى وولادة اخرى

ماجد زيدان

تتوالى الاخبار وتعلن المواقف عن الصراعات والتجاذبات والانشطارات والانقسامات في صفوف بعض القوى السياسية، فلم يعد سراً الانقسام في المجلس الاعلى فكل قياداته تتحدث عن ذلك وعن الخلافات التي لا عودة عنها الا بتشكيلات جديدة، اما اتحاد القوى فقد انهار ويحتاج الى معجزة للملمة بعض قواه.

هذا الحراك الذي يشعر بعض القياديين في التحالفين بالاسى والاسف له، هو موضوع ارتياح على نطاق واسع بين المواطنين، بل بين جمهور المنتسبين اليهما من غير النخبة نتيجة للاوضاع المأزومة والخانقة في البلاد وانعدام الافاق للحلول الذي انتقلت الحالة الى القوى السياسية الحاكمة ذاتها، فهي لم تعد قادرة للحفاظ على الوحدة الشكلية بين مراكز القوى والتكتلات فيها، انها تعبير عن الفشل وتجسيد له في ادارة البلاد وحكمها وبناء مشروع الدولة يمثل هذه العملية السياسية التي يتشبث بها رجال معبدها الذين يتحملون كامل المسؤولية عن المآل والحال المزري للبلد والمواطنين.

الواقع ان المشكلة في الاساس تكمن في بناء احزاب طائفية سياسية ومذهبية لا تعطي مخرجات الا بهذا السوء والفساد واستمرار التخلف، بل التراجع على كل المستويات التي اذا استمرت فقد تذهب بالبلاد نحو التفتت والمجهول، ما لم تتدارك القوى الحية في هذه الاطر الحزبية اوضاعها وتلفظ خارجها سلماً القوى المقنعة بالماضي والمتخلفة عن القراءة الصحيحة للاوضاع السياسية ومراجعة التجربة ونبذ العنف والطائفية والتقسيمات الفطرية التي تشكل هذه وغيرها اسس الداء الذي لم يعد بالامكان معالجته من دون مبضع الجراح قبل الانتخابات التي اصبحت على الابواب ان النقاشات الحادة والصراعات تشير الى موت التكتلات الطائفية والعرقية سريرياً، ومحاولات بعض قادة العملية السياسية احياءها خلافاً لتطورات الواقع وسيره، بل ان هذا الالحاح عجل من تفتت وتشضي هذه الخارطة السياسية التي لا وجود لها سوى على الورق.

ان الميل الجماهيري والحزبي يميلان الى اطر تنظيمية جديدة وانهاء الاطر القائمة، الذي تجسد في الحركات والاحتجاجات الجماهيرية العامة والفئوية في البلاد، وعملها الذي اثمر في تعرية اكبر القوى السياسية واكثرها نفوذاً..

لابد للشباب المتحزبين من ان يأخذوا دورهم بحرية وديمقراطية وليس بالتعيين او الكوتا او بترتيبات خلف الكواليس وتكوين تنظيمات باسمهم ولكنها تسبح باسم القادة المهمين، اي ان هذا الشباب لن يكون له دور حقيقي الا بوساطة التجديد الحقيقي والتطور الطبيعي الذي تتعايش فيه الاجيال المتخلفة ولكن بافكار جديدة واساليب حديثة لا فيها هيمنة ولا قيادات تاريخية (فردية) تحت اية معطيات ومهما جرى لها من تزويق.

ان ملامح خارطة جديدة في البلاد بدأت تتشكل ليس على صعيد البلاد فحسب، وانما على صعيد الاحزاب ذاتها، فها هو الحزب الاسلامي يتشضى والمجلس الاعلى في نهاية عمره وسبقهما الى ذلك حزب الدعوة..

هذا المخاض ترنو له الابصار وانعش الامال عما سيلد منه، والمطلوب ليس اضافة اطر تنظيمية وارقام احزاب تضاف الى الرقم الكبير الذي نعاني منه، وانما تنظيمات عابرة للطوائف تنظيمات وطنية تتبنى مشروعاً لا يقتصر على ولاءات جربنا حكمها وفشلت في تقديم شيء لنا الا التخلف والفساد.

لم يقدم الاسلام السياسي للناس كفاءات وقيادات مهنية وكفوءة لتولي المسؤولية في الدولة، حتى ان الفساد والتردي الذي نحن فيه تقع مسؤوليته على الاغلب من هؤلاء المتصدين للمهمات على المحاصصة الحزبية الضيقة والقرب من هذا المسؤول او ذاك، وللاسف هذه سمة عامة ايضاً وسمت الحياة السياسية في البلاد، فالمسؤول الاول لابد له من شلة تحيط به تزين له القبح جمالاً. لعلنا نودع هذه المرحلة الى الابد، وتفتح صفحة جديدة في البناء السياسي الحزبي والتعاطي الليبرالي مع التحديات.

مرة اخرى نقول ما يثير الارتياح ان هذه الكيانات والزعامات ستكون شيئا من التاريخ الذي تضرب به الامثال على سوء الانجاز والانحسار للمبادئ العظيمة والاحلام في بناء رفاهية الشعوب.. وان هذا الحراك سيفرز ما هو مغاير وقابل للتقويم بجهد اقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here