مسؤولون أميركان: رَكْنُ العراقيين للاتفاقية الستراتيجية يدفعنا لوقف تعهداتنا وتواجدنا

ترجمة / حامد أحمد

مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى، ديفيد شينكر، قال في تصريحات له ان الحوار الستراتيجي المرتقب بين واشنطن وبغداد يُعد نقطة تحول بالنسبة للبلدين وهما يعيدان رسم علاقتهما المشتركة .

وقال شينكر في حوار متلفز باستضافة معهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط، بان الحوار الستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق يهدف الى خلق الحيز لمرحلة جديدة في العلاقات بين واشنطن وبغداد .

واضاف شينكر بقوله “لاعادة رسم وتجديد علاقتنا مع العراق، سنجدد حوارنا الستراتيجي الاسبوع القادم ونأمل ان يتبع ذلك لقاء وجها لوجه في وقت ما خلال شهر تموز أو آب، عندما يكون السفر والاجتماعات مسموحا بهما .”

وكان وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، قد اقترح خلال ايجاز صحفي له في واشنطن بتاريخ 8 نيسان طرح قضايا ستراتيجية واسعة النطاق على طاولة الحوار بين العراق والولايات المتحدة “بضمنها مستقبل تواجد قوات الولايات المتحدة في ذلك البلد، وما هي افضل السبل لدعم عراق مستقل ذو سيادة .”

وتحولت ارض العراق الى منصة لضربات متبادلة بين قوات اميركية وقوات ايرانية. وتعرضت خلال الاشهر الاخيرة قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات اميركية لضربات صاروخية متكررة. ويتوقع مسؤولون أميركان ان الهجمات قد شنت من مجاميع مسلحة موالية لايران .

وكان للهجوم الصاروخي المميت على قاعدة K- 1 في كركوك شهر كانون الاول الماضي أثر في تصعيد الاعتداءات حيث وصلت ذروتها عندما وجهت الادارة الاميركية باغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني بهجوم طائرة مسيرة عند مطار بغداد الدولي بتاريخ 3 كانون الثاني وكان برفقته في الموكب نائب قائد الحشد ابو مهدي المهندس .

وردت طهران من جانبها في 8 كانون الثاني بوابل من صواريخ أرض ارض استهدفت قاعدتين تضمان قوات اميركية في العراق، في حين صوتت كتل برلمانية شيعية على قرار غير ملزم بطرد جميع القوات الاجنبية من العراق. الولايات المتحدة نشرت بعدها منصات صواريخ باتريوت للدفاع الجوي عند قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار واخرى في قاعدة اربيل باقليم كردستان .

ولدى الولايات المتحدة ما يزيد على 5,000 جندي على الارض العراقية وذلك ضمن جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش حيث تشمل تلك القوات مستشارين ومدربين يقدمون المشورة والمساعدة للقوات العراقية وقوات البيشمركة في حربهما ضد داعش.

وتصاعد التوترات بين القوتين الاجنبيتين على ارضه اخضع القادة العراقيون لخيار صعب ما بين ايران والولايات المتحدة. إيران ومؤيدوها في البرلمان العراقي يريدان اخراج القوات الاميركية من العراق، في حين هناك قوى سياسية اخرى تفضل بقاء القوات الاميركية واستمرار دعم التحالف الدولي للعراق في حربه ضد داعش .

التواجد الاميركي في العراق لا يقتصر على الجانب الامني فقط، بل يتعداه الى امور سياسية واقتصادية ايضا. علاقات بغداد الودية مع طهران وعلاقاتها الاقتصادية المقربة معها اشعلتا غضب واشنطن، التي حذرت سياسيين عراقيين من ان هناك خطا رفيعا فاصلا ما بين الحفاظ على شراكة مثمرة أو افسادها .

واضاف مساعد وزير الخارجية، شينكر، بقوله “مع ذلك، فان الشراكة تتطلب من العراق ان يمارس سيادته، خصوصا عندما يتعلق الامر بقوى خارجية وقوات بالوكالة تهدد القوات الاميركية وقوات التحالف وبعثاتها الدبلوماسية .”

ومضى شينكر بقوله “الحوار الستراتيجي يسمح لنا بان نواجه مسؤولين عراقيين بخيار شديد. اذا اختار العراقيون ان يتصرفوا كدولة ذات سيادة.. عندها ستستمر هذه العلاقة الثنائية المعدلة بجلب مزيد من الفوائد الكبيرة للعراق. أما اذا لم يركنوا الى ذلك الخيار، فعندها لن نكون قادرين على الاستمرار بتعهدنا أو تواجدنا في العراق .”

من ناحية اخرى جدد وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، تأكيد دعم واشنطن لحكومة رئيس وزراء العراق الجديد مصطفى الكاظمي، في سعيها للقضاء على تنظيم داعش .

وأعرب بومبيو خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش عن تطلعه الى تعميق الشراكة بين واشنطن والحكومة العراقية خلال الحوار الستراتيجي المرتقب بين البلدين هذا الشهر .

 عن: معهد واشنطن للشرق الأوسط

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here