هل هزم المحور الايراني اقوى دولة في العالم؟

الذين يقرأون المشهد العراقي، يعتقدون ان الولايات المتحدة الامريكية في عد تنازلي ليخسر كل ما بنته في السنوات السابقة في العراق، وكل ما صرفته على بناء القوات المسلحة العراقية، من تسليح وتدريب وغيرهما.
والاعتقاد هذا متأت من الوقائع التي تشهدها الساحة العراقية والاقليمية من تشابك الخنادق والتعقيدات الكثيرة التي تكتنف علاقة امريكا بدول جوار العراق. واهم تلك الوقائع ، ان رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد ان كان يتمنى التفاتة من رئيس الولايات المتحدة وينتظر بفارغ الصبر توجيه دعوة اليه لزيارة واشنطن، اصبح اليوم يتحدى ادارة الرئيس ترامب ولا يستمع الا الى صوت المحور الايراني الشيعي. فقد طلب منه قائد الدبلوماسية الامريكية (وزير الخارجية) اخراج الميليشيات الايرانية من العراق والتي تقاتل تحت مسميات الحشسد الشعبي، فانبرى له العبادي على الفور وقال له ان الحشد الشعبي جزء من منظومة الدفاع الوطني وان ليس هناك اجنبي يقاتل في العراق!مع انه يعرف ان المخابرات الامريكية ليست بالسذاجة بحيث لا تملك معلومات عن دور الجنرال سليماني في احتلال كركوك وفي قيادته للمعارك الدائرة الآن على تخوم كردستان.
والاغرب ان وزير الخارجية تيلرسون حلّ في بغداد بعد يوم من لقائه العبادي في السعودية ليكرر الطلب نفسه من رئيس الوزراء اخراج الميليشيات. فكان رد العبادي في بغداد اكثر قسوة من رده في المملكة العربية السعودية، فوجه اهانة الى الوزير وكسر هيبة الدولة التي لا تقهر.
والواقع الثالث ان الولايات المتحدة رحبت ببيان حكومة اقليم كوردستان تجميد الاستفتاء مطالبة العبادي بالشروع في الحوار والمفاوضات بينما اعلن العبادي من طهران انه لن يحاور الا بالغاء الاستفتاء، بمعنى انه لن يدخل في مفاوضات مع الاقليم لعلمه ان الغاء الاستفتاء امر لا يجرؤ احد من الاقليم في الاقتراب منه. وان العبادي قد قرر المضي في استخدام القوة واحتلال كردستان برمته، مدفوعا من المحور الشيعي الايراني الذي بات قاب قوسين او ادنى من هزم الولايات المتحدة واخراجها من الشرق الاوسط.
وقبل توجه العبادي الى انقرة وطهران ، نصحته الولايات المتحدة بعدم الاقدام على هاتين الزيارتين، لكنه تحداها ايضا.
رجال النخبة السياسية في الولايات المتحدة يعتقدون ان العديد من المستشارين واصحاب القرار في ادارة اوباما، مازالوا يعملون في ادارة ترامب، وانهم يجهدون في الحفاظ على الامتيازات الكثيرة التي منحها اوباما لايران وسهل لها التمدد واداء دور مهم في اليمن وسوريا والعراق على حساب مصالح الولايات المتحدة.
فهل حقا ان المحور الايراني هزم اقوى دولة في العالم، ام ان الخارطة السياسية سيعاد رسمها قريبا، وان هذا المحور سوف يشهد في الاسابيع والشهور القادمة انحسارا ويتقلص نشاطه لاسيما وان هناك حزمة من العقوبات في الطريق؟
-‫————–‬
شيء من اللامعقول
يعتقد الكثيرون ان هناك حلفا (مقدسا) بين ايران وامريكا واسرائيل موقّع عليه من المحفل الماسوني وان كل مايدور الان من حرب كلامية، لا يتعدى حربا اعلامية يراد بها ذر الرماد في العيون، وان ترامب ونتنياهو ومهما هددا فهما لن يتجاوزا الخط الاحمر وتبقى ايران تسرح وتمرح وتتغول على الشعوب والحكومات وتشكل خطرا عليها!!!
كاروان مارديني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here