اخلاق اليهود من خلال رواياتهم ح 2

اخلاق اليهود من خلال رواياتهم (*) ح 2 ، د. رضا العطار

يتغلغل اليهود في العالم على نحو ما يفعل الأخطبوط الضخم الذي يمد اطرافه في جميع الاتجاهات وانهم لا يضيعون فرصة بغية السيطرة على عقول الناس بما يروجون من اكاذيب.
يكفي ان نسوق مثلا في – تروي روزماين – رئيسة المجلة الصهيونية الامريكية (جويش سبكتاتور) التي اصدرت كتابا وهو – البقاء اليهودي – ناقشت فيه دعوى الصهيونية الزاعمة بأهمية بقاء ( شعب الله المختار ) الذي هو صفوة الشعوب جميعا، شارحة للعقل الاوربي بأسلوب يتسم بالحذق والمهارة والالتواء – كيف ان اليهودية هي صاحبة الفضل الاول على حضارة الغرب وانها الاساس في الماضي والامل في المستقبل في جميع القيم من معاني الحب والرحمة والتعاطف والتسامح والعطاء، وان الصفاء في العلاقات بين الناس انما مرجعه اليها والفضل فيه لليهودية وحدها.
واذا كان المؤرخون على اجماع بان ما في التراث اليهودي من اخلاق حميدة وخصال نبيلة لم يكن اصيلا عندهم وانما منقول من التراث الفرعوني الذي عرفوه ودرسوه جيدا ابان اقامتهم في مصر التي استمرت اربعة قرون.

أصحيح هذا … ؟ أصحيح ان اليهودية هي التي ابتدعت الضمير ودستور الاخلاق وقيم الحياة … الخ وهي التي الهمت البشرية سواء السبيل… ؟ أكان اليهود هداة للبشرية ورواد فعل الخير وتجنب الشر … ؟ واذا كان ذلك صحيحا فلماذا يكرههم الناس ؟
ولماذا كانت صورتهم بغيضة في جميع العصور وفي كافة المجتمعات ؟
لماذا لفظهم الناس في كل مكان ؟ ونفروا منهم وارادوا القضاء عليهم من هامان رئيس وزراء فرعون رمسيس الثاني – الذي امر بقتل كل غلام ذكر يولد لليهود ؟
وامتدت هذه الكراهية حتى الى القرن العشرين حيث نكل بهم هتلر اشد تنكيل.

ولماذا تنبأ الرئيس الامريكي فرانكلين عام 1879 بخطرهم على الشعب الامريكي، إذ قال في خطبته التاريخية المشهورة :
( ايها الامريكيون : هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الامريكية، ذلك الخطر هو اليهود، فحيثما استقروا نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب ويزعزعون الخلق التجاري الشريف، انهم لا يندمجون بالشعب لكنهم يقيمون حكومة داخل الحكومة، واذا وجدوا معارضة من احد قاموا بخنق الامة ماليا كما حدث في البرتغال واسبانيا … فاذا لم يمنع اليهود من الهجرة بموجب الدستور ففي اقل من مائة سنة سوف يتدفقون على هذه البلاد باعداد ضخمة، تجعلهم يحكموننا ويدمروننا … )

لقد طُرد اليهود من جميع البلدان التي دخلوها: من انكلترا عام 1290 ومن فرنسا عامي 1306 و 1393 ومن المجر عام 1360 و من اليونان عام 1582 و من بلجيكا عام 1370 و من النمسا عام 1420 و من هولندا عام 1444 و من ايطاليا عام 1540 …

ولماذا ظهرت اسطورة – اليهودي التائه – الذي قضي عليه ان يظل تائها حائرا هائما على وجهه في الارض الى يوم الدين … ؟ وما سبب الكراهية المتبادلة بينهم وبين غيرهم من الشعوب ؟ أتكون شعوب الارض كلها على خطأ واليهود وحدهم على صواب ؟ ليس لنا ان نجيب عن هذا السؤال ولكننا نفضل ان نكشف عن دستور الاخلاق عند اليهود من رواياتهم المقدسة حتى تكون حجة دامغة عليهم. فماذا يقول كتابهم ؟

الغريب انك عندما تقرا روايات اليهود تجد انها سجلا حافلا لشرورهم واثامهم وخطاياهم. فهي التي تخبرنا انهم ارتكبوا جميع صنوف الموبقات وكيف انهم مارسوا الخيانة والكذب والغدر في علاقاتهم بعضهم ببعض والى اي مدى خانوا العهود والمواثيق حتى انتهوا الى الكفر وعبادة الاصنام من دون الله ففي كل حقبة من احقاب حياتهم لهم قصة تدل على سوء اخلاقهم فما من رواية من روايات موسى الا ويزخر بعبارات السخط والغضب بسببهم.

واذا بدأنا من البداية لوجدنا – يهوه – اله اليهود يغضب عليهم ويصفهم بالصلف والعناد.
وييأس يهوه من اصلاحهم ويعلن افلاسه قوله ( جيل اعوج ملتو متقلب .. ان يوم هلاكهم لقريب ) لكن يهوه لم يكن فريدا في شكواه فالانبياء انفسهم كانوا يشكون ويتذمرون من سلوكهم حتى ان موسى بقدر ما اذوه بدأ يصرخ الى ربه متمنيا الموت.
ولم يكن موسى النبي الوحيد الذي اشتكى من بني اسرائيل بل و – ارميا – كذلك والذي كان يصرخ في وجوههم قائلا: اتسرقون وتزنون وتحلفون كذبا، كان ارميا يعتقد ان الاثام ما كانت ترتكب من اليهود فقط انما من قبل انبيائهم كذلك قوله : ( ان انبياء اليهود وكهنتهم نجسون، فلا بد ان يحل بهم الهلاك )

وليس ادل على تفشي الفجور ما يقوله النبي ارميا على لسان الرب مخاطبا اسرائيل :
( ليس من قبيل المصادفات ان يستخدم السيد المسيح في مخاطبته لفقهاء اليهود ويقول:
( الويل لكم ايها المراءون، فانكم تغلقون ملكوت السماء امام الناس، ويل لكم ايها القادة العميان، ايها الحيتان اولاد الافاعي كيف تهربون من نار جهنم )
لقد ثبتت انحرافاتهم، بشهادة سورة الاعراف:
(ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين )
* مقتبس من كتاب افكار ومواقف للمؤلف امام عبد الفتاح امام

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here