مقهى المسافرين .. مبادرات شبابية تسعى لإحياء السياحة

تحاول بعض المبادرات الشبابية ان تعيد ما اندثر منذ سنين، عبر انشاء منصة تجمع هواة الترحال والاستكشاف، ليتفاعلوا مع ما يحدث لهم من تجارب وقصص اثناء السفر.

ويركز عمل هؤلاء الشباب على تعزيز مفهوم “المواطنة العالمية” لدى المجتمع العراقي، وتشجيع الافراد على السياحة والاندماج مع الشعوب والتعرف إلى الثقافات والعادات المختلفة، وفهم التحديات المشتركة التي يواجهها العالم.

واطلق الشباب اسم “مقهى المسافرين” على تلك المنصة الالكترونية.

يقول اسامة موسى، احد مؤسسي المقهى: “نسعى الى تعريف الوافدين بالثقافات والتقاليد العراقية، ونظمنا رحلات للمناطق التراثية”، مضيفا “في مقابل ذلك نشجع العراقيين على الاندماج والتفاعل مع الشعوب الاخرى وفهم التحديات التي تواجه عالمنا، من خلال تعزيز مفهوم المواطنة”.

ويؤكد موسى “قمنا ايضا بتنظيم جلسات حوارية وفعاليات مختلفة على ارض الواقع وعبر شبكة الانترنت، بهدف نشر الوعي وبناء العلاقات المهنية بين هواة السفر والترحال من جهة، وبين الشباب العراقي والشباب من مختلف دول العالم من جهة اخرى”.

ويحدد موسى، هدفهم الاساسي بـ”نشر الوعي حول حقوق المسافر العراقي. ندعم الافراد العراقيين على معرفة حقوقهم اثناء السفر من الفنادق وشركات الطيران، ومساندة قضاياهم في حال تعرضوا لعمليات النصب والاحتيال من قبل الشركات وغيرها”.

أما السائحة الايرلندية “جانيت” فتحدثت عن “تجربة فريدة” خلال جولتها في الاهوار، “ذهبنا الى المباني المصنوعة من القصب. يبدو ان كل عائلة او قبيلة هنا في الاهوار لديها مثل هذا المبنى، هو ليس بيت ضيافة، لان الناس لا ينامون هناك لكنه لاستقبال الضيوف. كما انها تبدو ضخمة للغاية وطويلة ويمكن ان تتسع الى 30 او 40 شخصا”.

وتواصل حديثها عن تقاليد أهل الاهوار قائلة: “حين قدوم الضيوف اليهم يقومون بتقديم القهوة له لكن بطريقتهم؛ حيث يصب اقل مقدار منها، واذا اردت المزيد عليك ألا تهز الفنجان، لأنه يعني الاكتفاء. هذه الاشياء لا توجد لدينا. من الجميل ان تتعرف الى الثقافات الأخرى”.

فيما يقول اليوتيوبر لوك هيتر، اثناء تجواله في بغداد مع الممثلة الامريكية باولي راياز: “احب ان آخذ الامور ببساطة. اول جولة لي كانت في التكتك. كان صاحبه ودودا جدا. أحببت التواصل مع الناس، كما اننا لا نتكلم اللغة نفسها، لكن نصدر نفس الاصوات. من الجميل حين تتكلم معهم: لا يفهمونك لكنهم يبتسمون. بعض الاحيان يستعينون بترجمة غوغل لفهم بعض الاشياء منا”.

ويضيف “كانت وجهتنا الى وسط العاصمة بغداد، والتي تسمى بساحة التحرير. هناك التقيت بعض الاجانب من رومانيا، كانوا فرحين جدا لرؤيتنا، وانضموا الينا. في السابق كنت اتوقع اني لن اجد سياحا هناك، بسبب الاوضاع الامنية، لكن الامر بدا افضل مما نراه في الاخبار”.

وينصح هيتر “كل من يحب الاماكن التاريخية ان يغتنم الفرصة”.

وفي هذا الخصوص، كتب الرحال الشهير “دروبنسكي” في منصته الالكترونية عن زيارته الى العراق، منتقداً الإهمال الواضح.

وقال: “اقف في مدينة أثرية في بلاد ما بين النهرين! تسمى “أوروك”. في عام 3100 قبل الميلاد، كان يسكن هذهِ المدينة اكثر من تسعين الف شخص! ما جعلها في ذلك الوقت اكبر واول مدينة متحضرة في تاريخ البشرية!.

اليوم وبعد الآلاف من السنين، اجد نفسي، حرفياً، اتجول عبر الزمن والتاريخ.. ما اراه هنا على الارض واسير فوقه، لا اجده في غير مكان الا في المتاحف! اذا كان هذا الموقع الاثري في ايطاليا او فرنسا (او ما شابه) فسيكون سعر تذكرة الدخول اكثر من 100 دولار، وطابور طويل من الانتظار، يضم الآلاف من الاشخاص.. فقط ليدخلوا ويمشوا في احد اقدم واهم المواقع الاثرية في العالم!!!

لكن هذا هو عراق اليوم، يهمل اهم المواقع الاثرية في العالم مثل اوروك.. لا شيء غير الصحراء وحارس الامن، الذي سمح لنا بالدخول، وثم اكمل قيلولته بسبب قلة السياح”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here