العتب ليس على النظام الإيراني إنما على الدمى الخانعة في العراق

العتب ليس على النظام الإيراني إنما على الدمى الخانعة في العراق

بقلم مهدي قاسم

كتبتُ مرارا عن إن النظامين الإيراني و التركي ، رغم طابعهما الإسلامي السياسي المزعوم ــ هما أقرب إلى نظام قومي ــ على وطني من النظام الإسلامي البحت ..

والمقصود هنا بالنظام القومي هو إعطاء أولوية المصالح القومية والوطنية على الهوية الدينية أو المذهبية وتفضيلها على باقي الانتماءات الهامشية الأخرى ..

فالإيرانيون يفتخرون بقوميتهم الفارسية أكثر مما يفتخرون بإسلاميتهم و كذلك الأمر بالنسبة للأتراك الذين عندهم الوعي العثماني فوق الوعي الإسلامي ..

وضمن هذا المنظور وجدنا النظامين الإيراني والتركي يوّجهان و يقودان علاقاتهما الخارجية على هذا الأساس : أي إلى مدى يمكن تحقيق المصالح الاقتصادية والأمنية في هذا البلد الإسلامي أو ذلك حيث يجدان دمى ذليلة ملفعة بمسوح مذهبية ، ومطيعة خانعة من ساسة وعملاء ومرتزقة محليين يخدمون تلك المصالح الأجنبية على حساب إلحاق الأضرار بمصالح بلدهم ..

و لهذا ….

فعندما وجد النظام الإيراني أن مصالحه الاقتصادية وثرواته المائية تقتضي قطع أنهار عديدة عن العراق فإنه لم يتردد عن فعل ذلك ، مع علمه الجيد أنه بفعله هذا إنما سيلحق أضرارا كبيرة وخطيرة بمصالح العراق المائية و بالأخص الزراعية ، رغم إن الأغلبية المكوناتية للعراق هم من الشيعة ــ بحسب بعض التقديرات و الأراء ..

و امتدادا لسياسة تحقيق المصالح الوطنية ، فها هو النظام الإيراني يتخذ إجراء مماثلا عندما يقرر قطع الغاز عن العراق رغم علمه بفداحة الحرارة القائظة والملتهبة حاليا في مناخ العراق ، وما يرتب على ذلك من فظاعة تلكؤ أو انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي وزيادة معاناة العراقيين ..

فالسياسة إذن بالنسبة للنظام الإيراني هي السياسة البحتة بالمعنى البرغماتي للكلمة : أي تحقيق المصالح الأمنية والسيادية والاقتصادية فقط و ليست ممارسات وسلوكيات وبكائيات تقوم على عواطف مذهبية فضفاضة لا تصمد طويلا أمام سياسة الأمر الواقع الصلب والقاسي ..

و هذا يعني أنه يوجد في كل من إيران وتركيا زعماء إسلاميون ــ شكلا ــ و لكنهم ــ جوهريا ــ زعماء قوميون ووطنيون في آن ، يهم خدمة بلدانهم في الدرجة الأولى و الأخيرة ، بينما في العراق لا يوجد غير زعماء و قادة عصابات لصوصية و إجرام منظم ، متلفعة بمسوح سياسية زائفة ، تقتصر أهدافها على خدمة أسيادهم من الأجانب من ناحية و مواصلة عمليات التخريب حتى النهاية من ناحية أخرى ..

مثلما فعلوا حتى الآن ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here