مقاومون حتى النصر

وفاء حميد

في زيارة نادرة لرئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس لجنين بعد آخر زيارة له منذ عام 2012 ، فقد جاءت تلك بهدف الاطلاع على أحوال المواطنين ، وإعادة إعمار مدينة جنين ومخيمها الباسل ، بعد ماخلفه الاحتلال من دمار وتحطيم للبنى التحتية في معركته الأخيرة التي أطلق عليها ( بيت وحديقة ) واندحر منها مهزوماً من قبل المقاومة الباسلة في (بأس جنين) .

فإن قدوم رئيس السلطة الفلسطينية يطرح العديد من التساؤلات ، من أهمها :

هل هذه الزيارة هي رسالة موجهة إلى الكيان الصهيوني المحتل كتعبير عن رفض السلطة الفلسطينية لكل انواع الإنتهاكات بحق شعبنا الفلسطين ؟ ، دعمها وإسنادها للمقاومته ، ومنحها أهم سلاح من اسلحة الردع ، ألا وهو سلاح الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟ أم انها جاءت كخطوة لحفظ ماء وجهه ، ولذر الرماد في العيون ، وإيهام شعبنابحرصه المزيف على مصالحهم ؟

فإن ماحدث في جنين أثبت للعالم اننا أصحاب حق وتاريخ وحضارة ، وهي حقيقة جسدتها سواعد المقاومة الفلسطينية وصمودها الأسطوري في التصدي لجيش العدو الصهيوني ،الذي يعتبر من أعتى الجيوش الإستعمارية المدجج بالاسلحة والمحمي بالطيران الحربي والمسير مؤكداً أنَّ هذا الجيش المندحر سيذهب الى مزبلة التارخ كما ذهبت الكثير من الجيوش المستعمرة على مرِّ الحقب التاريخية الغابرة ، و ستظلُّ تشهد الضفة الغربية بمختلف انحائها مواجهات مستمرة بين أبناء الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ، لتجعل قوات الاحتلال تواجه صعوبة في تحركها على الأرض ، ويصبح احتلالها لارضنا مشروعاً خاسراً ، إذ تصاعدت الحمية في قلوب الشباب الرافض لوجود الكيان الصهيوني ، فنجد الشبان في اعمار الورد مختلفة ، انخرطوا ضمن صفوف المقاومة ، للتصدي لارهاب الدولة الممنهج لهذا المحتل المجرم ، فتصاعدت المقاومة المسلحة والعمليات الاستشهادية ضد قوات الاحتلال في أماكن مختلفة من الضفة الغربية ، ليس في جنين وحسب بل شملت نابلس والخليل والبيرة وغيرها من المناطق ، فهذا الإستبسال البطولي يملي على جميع الفصائل الفلسطينية استعادة الوحدة الوطنية وتعزيزها عبر انهاء الانقسام الذي فتح المجال لاستمرار العدو الصهيوني في التصعيد والتوغل في إجرامه بحق شعبنا الذي سطر ومازال يسطر كل يوم بدمائه التضحيات ليبرهن للعام أجمع أن فلسطين ستحرر بدماء الشهداء ، فقد قدم شعبنا آلاف الشهداء على مدار مائة عام ومازال الجرح ينزف طالما المحتل جاثما على أرضنا ، ولن تهدأ البنادق حتى إنهاء الأحتلال وكنسه عن الأرض الفلسطينية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here