مقتدى الصدر ما يكَعد راحة : يخدم مصالح خصومه بسذاجة عجيبة !

مقتدى الصدر ما يكَعد راحة : يخدم مصالح خصومه بسذاجة عجيبة !

بقلم مهدي قاسم

بعد ” غيبة صغرى ” من اعتكاف سياسي / متفرغا / لاستغراقات وتأملات فلسفية عميقة جدا ، ما فوق الحداثة !! ، فاجأ السيد مقتدى الصدر الساحة السياسية العراقية بعمليات اقتحامات ومداهمات لمقرات حزب الدعوة و فيلق بدر تخريبا و حرقا بذريعة أن هؤلاء سبوا والده السيد الصدر..

كأن كل شيء في العراق من ازدهار مالي ، اقتصاد تنموي ، خدمة نوعية وجيدة ، معيشة ممتازة ورائعة و كلها تمام وفي ألف كمال وعلى ما يرام ، ماعدا مسبة الصدر الأب !!..

بالطبع ، وقبل أي شيء آخر ، لا يجوز بل و لا يليق بإنسان محترم و مهذب خلوق ومتحضر أن يسب ميتا عاجزا عن الدفاع عن نفسه ..

فضلا عن أن للميت حرمته في كل الأحوال ..

علما أن خصومه ينفون ذلك ويطالبونه بالدليل على أنهم شتموا والده فعلا ..

إلا إن مقتدى الصدر يجد دائما أعذارا واهية وذرائع باهتة ليفتعل أجواء تصادم مع خصومه السياسيين ، وهو معتكف بين غيبة صغرى وغيبة كبرى ، ويا ريت لو خرج منتصرا حتى ولو بقليل من فوائد سياسية ، لو لم تخدم أعماله هذه مصالح خصومه السياسيين بالذات ..

و خاصة في ظروف ومراحل حسم و تحولات سياسية خطيرة كان كخنجر معقوف في خاصرة العراق :

إذ أنه انحاز أثناء الانتفاضات التشرينية إلى ميليشيات خصومه السياسيين في ضرب وقتل المتظاهرين مرارا وتكرارا ،’ بدلا من دعمهم أو الانضمام إليهم وقد كان لأفواج ” سرايا السلام ” الصدرية دورا كبيرا في ضرب و تحجيم وتهشيم حركة الانتفاضة التشرينية ــ التي لو كانت مدعومة من قبل أنصار الصدر لربما تغير الآن النظام الطائفي الفاسد الهجين في العراق ..

بينما في الانتخابات الأخيرة ، وعلى الرغم من أن التيار الصدري قد فاز بأغلبية المقاعد في مجلس النواب ، ففي نوبة تقلبات مزاجية عجيبة حقا ، أمر مقتدى الصدر نوابه بالانسحاب من مجلس النواب وتقديم الاستقالة ، وبذلك هيأ الوضع السياسي والنيابي لخصمه الكبير نوري المالكي وحلفائه ليشكّلوا الكتلة النيابية الأكبر ومن ثم الحكومة الجديدة حسب تصورهم ورؤيتهم وتحالفاتهم المتجسدة بتقسيم المناصب والمغانم ..

وبذلك يكون مقتدى الصدر قد قدم خدمة سياسية كبيرة لخصومه السياسيين ، ولا سيما لعدوه اللدود نوري المالكي ، خادما مصالحهم عن سذاجة أو بشكل متعمد ، ولكن بشكل يفوق الخيال في ميدان السياسة ..

وها هو الآن يهاجم مقراتهم بحركات تخريبية صبيانية بدون أي معنى أو جدوى ، من حيث لا ترجع عليه بأية فائدة سياسية أو مصلحية تَذكر ..

بينما يستفيد خصومه السياسيون من تقلباته السياسية الجمبازتيكية التي هي خبط عشواء ليس إلا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here