مواجهة الكوارث ومحاولات منع وتقليل وقوعها

أ.د عبودي جواد حسن
بروفيسور في الترجمة الاعلامية/العراق

عند وقوع الكوارث الطبيعية بالذات كالفيضاتات والزلازل وحرائق الغابات والارتفاع المفرط في درجات الحرارة وذوبان الجليد نرى هناك دعوات دولية ورسمية وشعبية لتقديم المساعدات الى الاهالي في المناطق المنكوبة (Disaster Badly-hi areas )لمساعدتهم في في انقاذ الاحياء واسكانهم واطعامهم واسرهم موقتا ومعالجة الجرحى والبحث عن الضحايا ودفنهم وغيرها من المساعدة المادية والمعنوية كالتعهد ببناء ما خرب من عقاراتهم والايفاء بهذه التعهدات. كل هذا شيء طبيعي وانساني ولكن ما هو غير طبيعي وغير انساني هو التقصير في اتخاذ الاستعدادات الاحتيطاية الفعلية قبل حصول مآسي ما بعد الكوارث الطبيعة. ) Proactive measures ) التي نادرما تخطر ببال المسؤولين عن التخطيط والاسكان في الوزرات وخاصة في دول العالم الثالث.
ولا يخفى على احد هناك كوارث اخرى غيرطبيعية اي من صنع الانسان كالحروب وعمليات الارهاب وانبعاثات ثاني اوكسيد الكربون (Carbon Emissions ) وتحطم الطائرات وحوداث القطارات والسيارات والبواخر والسفن . وهي كوارث تقع نتيجة اهمال و تقصير الانسان او قصر رؤيته في تحديد المخاطر ومداها وهناك كوارث الاقدار التي تقع نتيجة الاعطال الميكانيكية او الاليكترونية (Mechanic or electronic errors ) الا انه ما يهمنا هنا الكوارث الطبيعية ومسبباتها وسبل التعامل معها
نعتقد ان هناك امرين يجب اخذهما في الاعتبار لتجنيب شعوبنا المآسي من انواع الكوارث الطبيعية : التخطيط الشامل (Comprehensive Planning )وتوفير مستلزمات التصدي لعواقب الكوارث . كما يتطلب الامر عدم التغافل في تنظيم ادارة العمل ووجود ادارة مركزية (Task Force) لاادارة ازمات كهذه (Crisis Mangements) واتخاذ الاجراءات اللازمة .
يندرج ضمن فقرة ” التخطيط الشامل” المذكورة اعلاه: الاشراف ومراقبة ومحاسبة كل من يقوم ببناء جديد مع تحديد ووضع مستلزمات البناء كانواع المواد الداخلة في البناء وارتفاع البناية وعدد طوابقها ان كانت هناك طوابق واحترازات الماء والكهرباء والغاز وموقع البناية وتحديد الكيانات السكنية وغير السكنية المجاورة لها وتحديد الشوارع وطبيعتها ومدى مقاومتها للحرائق والفيضانات والهزات الارضية والمراقبة الدورية اثناء عملية البناء. ويتم ذلك من خلال جهات الحكومة المحلية كالبلديات وغيرها وبشكل ادق من خلال تاسيس اقسام متخصصة فيها وتأهليها بمختصين في هذا المجال. كل ذلك يتطلب توفير اعلام جيد ينبه ويحذر الناس من مخاطر كل انواع الكورث الطبيعية وغير الطبيعية ( Natural or man-made) ويطلب ويوجه الناس الى الاهتمام بامور كهذه والتفكير بها بجدية.
فيما يقع ضمن الفقرة الثانية اعلاه” توفير مستلزمات التصدي لعواقب الكوالرث”: وجود معدات الانذار المبكر في المناطق السكنية بشكل خاص (Early Warning Systems ) والتدريب والتدرب على عمليات الاخلاء بشكل دوري ومنتظم ( Evacution Drills) والانتباه الى سلوك بعض الحيوانات الاليفة و المدجنة كالكلاب والقطط وغير المدجنة كالافيال لما حباه الله من امكانات احساس وتحسس مبكرة وتوفير الارشادات اللازمة للسكان في الوحدات السكنية وغيرها كالمدارس والجامعات. والتدريب والتدرب على عمليات الانقاذ وايواء الجرحى والمتضررين والتدريب والتدرب على انشاء المستوصفات والمستشفيات الموقتة ( Make-shift health care units) وتوفير مصادر العيش كالماء والغذاء والدواء للناجين من السكان وامكانيات ايواءهم ومحاولة تطمنيهم وابعاد القلق والمخاوف عنهم وغيرها من الامور النفسية الممكنة كالاعلام الكاذب والمضلل لاغراض سياسية بحتة
ومما يجدر ذكره بهذا الخصوص اته قبل حدوث التسونامي بوقت قصير في آسيا في قعر المحيط ذكرت التقارير ان الكثير من الحيوانات اظهرت حالة من القلق اللافت للانظار يدل على تحسسها بحدوث شيء ما غير عادي يهدد الحياة. واضافت هذه التقارير ان الفيلة على سبيل المثال التى كانت موجودة هناك في ذلك الوقت اتجهت بسرعة الى امكان مرتفعة قريبة منذرة بوقوع شيء ما.
هذه بعض من متطلبات ما بعد وما قبل حصول الكوارث والان ننتقل الى امور اخرى متعلقة الى حدما بالنظام السياسي واستقراره في المناطق المنكوبة او المفجوعه (Bereaved Areas ) . ومن الحقائق المرة انه في بعض الدول الفاشلة او المارقة (Paraiah States ) قد يجد المرء اكثر من حكومة او حكومات مختلفة سياسيا وتنسحب اختلافاتها هذه الى كيفية معالجة الكوارث الحاصلة بالبلاد والتي يروح ضحيتها الابرياءمن السكان. فترى هذه الحكومات تتخلف وتختلف في قبول عروض الدول الاخرى في المساعدات الماسة لانقاذ البلاد من هذه الفواجع.
ما اردنا قوله ان عالمنا هذه عالم غير مستقر في العديد من النواحي تقريبا ومنها الجيولوجية والجغرافية والبيئية وذلك لتقصير حكومات دول العالم وعدم الاهتمام الفعال بالمناخ ومتطلباته ومتعلقاته حيث لهذه الحكومات وخاصة الكبرى منها من ذوات دول الاقتصادات العملاقة كامريكا والصين لها مواقف متناقضة من المناخ ومشاكله وتراها غير جادة وغيرملتزمة وذلك لعدم اتخاذها ما يلزم من اجراءات ما قبل وما بعد حصول الكوارث ولعدم ثبات سياساتها تجاه الكوارث والاهتمام اكثر بالمردود الاقتصادي ولهذا كثرت الكوارث وتعددت الفواجع واختلفت الاراء لمنعها ومواجتها ووقع ضحيتها ابناء العالم الثالث بالذات وخاصة الاقليات الفقيرة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here