خاطرة.. الانتساب والملاسنات: عواقب وحلول

أ.د عبودي جواد حسن

خاطرة
الانتساب والملاسنات:
عواقب وحلول
ان تنسب الى او تحتسب على قوم او ديانة او ما شابه ليس خيار
بل فرض لا مفر منه ما لم تعلن صادقا تحررك منها وقلما يتم ذلك في التجمعات غير المتمدنة
هذا الانتساب يرافقك من المهد الى اللحد وحال نضوجك ترى الورطة التي انت
فيها في تلك المجتعمات وكانك في بحر هائج كثرت سفنه وكثرت ملاحينه وتلاطمت امواجه
وكثيرا ما ترى من يعتبرك قد اقترفت ذنبا بسبب هذا الانتساب الذي قد يصبح لعنة
تحاول جاهدا القول ان الذنب ليس ذنبي . هذا ما جناه علي اسلافي لذا ترى نفسك محاصرا
ويتكرر المشهد وانت في حيرة من امرك وتبحث عن ناصر او معين
ويعاملك الغير وكانك مخلوق اخر وليس من طينته وتصبح كيسا للملاكمة
تتلقى الضربات المبرحة والمؤلمة من كل جانب و دون وجود تحكيم منصف
واحيانا ينقسم القوم وانت في وسط المعمعة فمنهم من يواليك ويناصرك
وجزء من هذا البعض من القوم احيانا يدعي ويتظاهر
انه ينبذ التميز والتمايز والامتياز في كل مجالات المقارنة
وحتى هذ الجزء الاخر أحيانا قد يكون صادقا فيما يقول ويدعي.
وفي موسم ومقام اخر قد يظهر عكس ما يقول و يدعي وهذا لب النفاق وعينه
وحتى قسم في هذا الجزء من البعض
تجد من قد يصر صادقا على انه عدو التمييز اللدود
وقد يظهر صدق قوله وحسن نواياه
وكل هذا يعتمد على حاضنته الاسرية وما تعلمه من المجتمع
اعلاما ومساجدا ومدارسا و فطرته في التمييز بين الزين والشين
وهناك من هو ثابت في اظهار اختلافه ولا ينفك عما يعتقد
ويؤكده بالاسانيد التاريخية المتوارثة والتي قد يكون بعضها مصطنع
وتراه متعصبا متشنجا مستعملا كلاما ثاقبا ولغة الجسد والاشارة
وهو سليقا لايعلم ان بعضا من التاريخ مزور كما يقولون
ولكن يبدو الايمان راسخ في دماغه كرسوخ الجبال السوداء قلبا ومظهرا
فتكثر انفعالاته ويرتفع صياحه وقد تترجم هذه الانفعالات عنفا جسدياا
والانتساب هو غير الانتماء.فالانتساب هو علاقة بايولوجية ومعنوية وروحية
تلتصق بك منذ نزولك لهذا الكون لتعاني ومنذ معرفتك التدريجية لمن حولك وما يحيط بك
وهذه العلاقة عرفها الانسان منذ نشأته ببيئاته المختلفة جغرافيا
ولايمكن ازالتها بكافة أنواع مساحيق المعرفة
علاقة اكثر واقوى من كونها علاقة اجتماعية كما هو الحال مع علاقة الانتماء بانواعه كالتحزبي والسياسي
والانتماء هو رابط بين افراد الجماعة لتحقيق اوللوصول الى مصالح سياسية او اقتصادية وقل ما شئت من أنواع الصفات و النعوت …. الخ
والانتماء اقل متانة وصلابة من أخيه غير الشقيق الانتساب, فهو هش كهشاشة غيوم الصيف
وفي كلتا الحالتين تتصارع الأسماء والكنى والالقاب وتنفجر طاقات حامليها
واخير السؤال هو: هل هناك وسيلة لتسمية الكائن البشري عند الولادة افضل من تسميته بأسماء وكنى والقاب
مثيرة للجدل وتثير المشاعر والاحاسيس وتلهب الأجواء وتكهربها؟……….
قد تكون الأرقام افضل الحلول!!!!!!!!!!
فبقاع عالم اليوم لم تعد حكرا لديانة او قومية واحدة فقط حيث كثر الاختلاط والتساكن
وذلك بفضل التكنولوجيا والسياحة والامتداد الاقتصادي واختلاف النظم السياسية وما تنتجه من هجرة و اضطرابات
فقد تلاشات الحدود الدينية والقومية واختفت تقريبا مما جعل الأمم تتخطى الحدود الجغرافية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here