الصبيّ الراعي – للشاعر الألماني هاينريش هاينه – ترجمة شعريّة – بهجت عباس
إنَّـه حقّـاً لَمَـلـْك ٌ ** ذلك الرّاعـي الصًّـبـيّ ُ
عرشُـه تلّ ٌ رحيب ٌ**أخضر العُـشـبِ ندِيّ ُ
ولـدَيـْـه الشَّـمسُ فوق الرأسِ تــاج ٌ ذَهَـبـيّ ُ
وحَوالَـيْ قدمـيهِ ** غَـنمُ التَّـلِّ الخصـيبِ
تَـتـلوّى مَـلَـقـاً للسَّـيِّـدِ الرّاعـي الحـبـيـبِ
وبلونٍ أحـمرٍ قـد حمـلتْ رسـْمَ الصَّـليـبِ
لـكــنِ الفـرســانُ هـُـــمْ هـذي العـجــولُ
باخـتيالٍ وبـزهْوٍ ** تـتَخـطّى وتَـجـولُ
فرقـة ُالتمثيل كانتْ** ماعـزَ الـتَّلِّ النَّـكِـرْ
وكذا سِـرباً مـن الطَّـيرِ وحَشـداً من بـقـرْ
بالمـزامـير وبالأجـراس مـنْ دون حــذرْ
شكّـلـوا جَـوقَـةَ موسيقى بلمـحٍ منْ بَـصرْ
أخذتْ تعزف لحـناً ** بغـنـاءٍ ســاحـرِ
شارك الشَّـلالُ فيهِ** بخـريــرٍ هــادرِ
وحفـيفُ الشَّـجر التـنّـوبِ مِـلءُ الخـاطرِ
وقع المَـلكُ سريعاً ** فـي سُـباتٍ قـاهـرِ
عنـدَ هــذا كان أمـراً واجـبـاً للسـيْـطـره
أنْ يـنـوبَ الكلـبُ بالحُكمِ ويقضي وَطَره
بنـباح ٍصَعـقَ الـتَّـلَّ الصَّـدى واهتّـصرَه
تَـمْـتـمَ المَـلـْكُ الصَّـبيّ ُ بنعـاسٍ ظاهــرِ
” إنَّ هذا الحكـمَ صعـب، مـا أنا بالـقـادرِ
أه! لـو عـُدتُ إلـى بيـتي، إلـى مليـكـتي
كنـتُ أحـظـى بهـدوءٍ وحـنـانٍ غـامــرِ
” أرتمي بـيـن ذراعـيْـها بصَـمْتٍ وسُـكون ِ
واضعـاً رأسـي بلـطفٍ دون هـمّ ٍ وشُجون ِ
وأرى ممـلكتي في سـحـر عيـنيها الدَّفـين” ِ
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط