الخلط بين القسمتين (العراق يقبل القسمة.. لكن الحكم فيه لا يقبل القسمة) عقلية حاكم ام محكوم

بسم الله الرحمن الرحيم

الخلط بين القسمتين يجب ان تفرز.. (العراق لا يقبل القسمة، ام الحكم فيه لا يقبل القسمة) .. هل النظرة هي عقلية الحاكم ام عقلية المحكوم.. فهناك من يخلط بين القسمتين.. (فيقول ان العراق لا يقبل القسمة).. والحقيقة يقصد (الحكم فيه لا يقبل القسمة على 2 او ثلاث).. (اي الحكم فيه ببغداد.. اما للشيعة فيهمشون الكورد والسنة، او الحكم للسنة العرب فيهمشون الشيعة والكورد).. وهنا ننظر لعقلية الحاكم.. مهما كان لونه، سواء جاء ديمقراطيا او دكتاتوريا.. وليس بعقلية المحكوم.. (فلو كان القرار بيد المحكوم لتقسم العراق بشكل طبيعي، انعكاس لواقعه، ولكن القرار بيد الحاكم فيرفع شعار وحدة العراق ولو على جماجم جميع المكونات.. تحت شعار نموت ويحيى العراق اي العراق لا يحيى الا بالموت).. والمحصلة نرى (العراق مثرمة للجميع.. فحتى الطرف الذي يحكم سوف يستنزف بحكمه للطرفين الاخرين)..

وكما اشرنا.. (فوحدة العراق لا تمر الا عبر حكم واحد من ثلاث) .. (اما يحكم الشيعة فيهمشون السنة والكورد) او (يحكم السنة ويهمشون الكورد والشيعة).. والدليل (لا المشاركة ولا المحاصصة ولا التوافقات ولا المقبوليات) نجحت.. ولا الديمقراطية نفعت.. ولا الفدرالية ترعرعت.. بل انتكست وخاصة بعد احداث كركوك.. ولا العرب قبلوا على فدرالية الكورد.. ولا الكورد قبلوا مركزية بغداد، ولا السنة رضوا برئاسة الشيعة لرئاسة الوزراء بل رفضوا حتى مشاركة الشيعة بالحكم، ولا الشيعة رضوا ان يستقلون عن ايران، ورفضوا فدرالية الكورد بخاتمتها.. باجتياحهم مناطق واسعة من كوردستان..ورفضوا مشاركة السنة العرب بالقرار، وهذا كله تحصيل حاصل لضم ثلاث مكونات متنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد.

فالشيعة اذا قبلوا بمشاركة السنة العرب فعليا.. (عليه تلغى مادة 4 ارهاب، ويطلق سراح الارهابيين جميعا، ويلغى اجتثاث البعث، ويعاد كل ضباط الجيش السابق الكبار، ويجند الجيش لحرب ايران لثمان سنوات اخرى، ويجعل العراق حديقة خلفية لملايين المصريين السنة، ويزج خيرة شباب العراق بالحروب الداخلية والخارجية، ويحكم العراق دكتاتوريا باسطوانة مجروخة (القضية المركزية فلسطين).. ويستمر زحف السنة جغرافيا واداريا بتقزيم المحافظات الشيعية والكوردية لصالح المحافظات السنية كما حصل بالانبار وصلاح الدين التي تغولتا على محافظات شيعية وكوردية) اي الرجوع للمربع الاول.. ما قبل عام 2003 بالمحصلة..

والسنة العرب اذا قبلوا بمشاركة الشيعة فعليه.. (يرضون بحكم ولاية الفقيه الايرانية وان خامنئي الامام القائد الاوحد، ويرضون بالفساد وسرقة المال العام، ويرضون ان يصبح العراق حسينية كبيرة، بلا اي دولة ولا مؤسسات، وان تسد وتغلق الطرق والجسور لمجرد خيم ومواكب طقوسية تعطل الدولة وكثير من ايامها) وكأن مشروع الشيعة (حسينية كبيرة) وليس (دولة).. فالشيعة يريدون الخدمات و الامن والاستقرار والوظائف (وهذا يتطلق قيام دولة) ومن جهة ثانية (يريدون اللطم والزنجيل والطقوس والعمائم وماذا قال السيد وماذا تكلم الشيخ وماذا قال الخطيب).. وهؤلاء لا يبنون دولة بل (ملطمة كبيرة)..

والعرب اذا رضوا على الكورد (عليه ان يرضون باستقلال كوردستان بدولة منفصلة مستقلة كحق طبيعي للاكراد، وان يتحمل العراق كل الديون والقروض، المترتبة بالعقود الماضية، وان ترتهن المياه ليس فقط بيد تركيا وسوريا لتضاف كوردستان بالنهرين معا، وان يصل حدود كوردستان الى ابعاد تدخل بالعمارة والكوت.. بل بعض الخرائط تريدها للبصرة والخليج.. الخ) .. فعليه بديل بغداد (العراق عربي.. وكوردستان عربية وان كانت كوردية.. كعقلية الاكراد كركوك كوردية وان كانت اغلبية عربية وتركمانية ومسيحية، وان يتم تعريب المناطق الكوردية، وتقزيم حدود كوردستان الى اقل من الخط الازرق). اي بالمحصلة (لو اكسرك لو تكسرني).. (فالجميع لا يريد ان يتفاهم ويطرح اوراقه ليطمئن الاخرين لفك الارتباط وفرز الخنادق لانهاء اكذوبة العراق الواحد)..

ليتأكد استمرار العراق كدولة سوف يفاقم الازمات والكوارث، ويجعلها اكثر تعقيدا وصعوبه.. ويؤكد بان (العالم ليس افضل بلا صدام والقاعدة وداعش) بل الاصح (العالم اكثر امنا وافضل بلا دولة مسخ باسم العراق فرخت لنا صدام وداعش والفساد المهول)..

فالجميع لا يريد الحل.. فالبرزاني طالب بجلوسه بحوارات مع بغداد كدولتين جارتين، لترسيم الحدود والعلاقة بين بغداد واربيل، وغيرها، ولكنه مشكلته اراد فرض امر واقع، (جاء راسم حدوده وفارضها ضمن شعار حدود الدم وما اخذ بالدم لن يتنازل عليه، وجاء يريد من الاخرين ان يوقعون ما يريده هو، كحال بغداد اليوم دخلت كركوك والمناطق المتنازع عليها بل دخلت بعمق كوردستان نفسها، وتطالب بغداد من اربيل ان يوافقون على ما تطرحه بغداد بدون نقاش ولا حوار، عراق موحد قسرا.. بحراب بغداد).

ونؤكد ما نؤكده دائما.. (ازمة منطقة العراق.. ليس بلد موحد يراد تقسيمه، بل منطقة جغرافية مقسمة يراد توحيدها قسرا).. والعراق مقسم بلا تقسيم.. وتقسيم المقسم ليس بتقسيم.. بل تنظيم.. والعراق الواحد نزيف دائم.. والازمة (ليس بتقسيم العراق) بل (بوحدته القسرية بفوهات المدافع والحراب)..

المحصلة:

(الحكم لا يقبل القسمة على 3) (اما شيعة ويهمش السنة والكرد..او سنة ويهميش الشيعة والكرد)

اي (يحكم طرف بظلم طرفين)..

اي:

(الحكم لا يقبل القسمة.. وليس العراق المقسم بلا تقسيم)..

……………………..

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here