ومن ( العدس ) ما قتل..!!

حامد شهاب

حذرت منظمات نسائية وإنسانية من تناول (العدس) الذي ستوزعه وزارة التجارة العراقية ، ضمن مفردات حصتها التموينية التي إختفت منذ سنوات، مشيرة الى أن الكثير ممن يتناولون تلك المادة رجالا ونساء بصابون بـ (إضطرابات) في المعدة تؤدي أحيانا الى إحداث (إنفجارات مدوية) ليلا، ما يؤدي الى حرمان كثير من تلك العوائل من التمتع بنعمة النوم!!

بل أن هناك من يرى أن (العدس) قد يتسبب بـ (إضطراب) في الوضع الأمني ، لكثير من العوائل، إذ تحدث تلك المادة كما يبدو (تلوثا بيئيا ) نتيجة كثرة الغازات المنبعثة من (مخلفات) العدس، وهو ما يؤثر على سلامة الأجواء ، وقد يعرض حتى سلامة الطيران في الأجواء العراقية الى حوادث لاتحمد عقباها!!

وحذرت منظمات دولية مختصة بالبيئة من (المخلفات النووية) التي يتركها تناول العراقيين للـ (العدس) هذا الصيف، وقد يتسبب تناولها بزيادة حجم (ثقب الأوزون) في الغلاف الجوي مما ينتج عنه مخاطر تعرض المجتمع الدولي لأضرار كثيرة!!

وبالرغم من كل تلك المخاطر فإن هناك من أعد أهازيجا (تتغنى) بالعدس ، حتى أن بعض المعلمين جمع طلابه في ساحة المدرسة ، ليرددوا تلك الأهزوجة (جيب العدس جيبه..دنسويه تشريبه) ، فرحا بـ (مكرمة) وزارة التجارة ، بعد ان إختفت ما تبقى من موادها الأساسية الأربعة منذ سنوات ، وهم لايدركون ما تؤول اليه (مخلفات) تناول تلك المادة ، التي تصعد (الروماتيزم) لدى الكبار الى حالات تكون خطرة أحيانا على صحتهم!!

ويرى آخرون أن على وزارة الصحة أن تتخذ (إجراءات احترازية) و(إحتياطات طارئة) في شهر أيار القادم ، عند تناول العراقيين لـ (العدس)، وبخاصة أن درجات الحرارة ستكون مرتفعة في الصيف، وأن تناول تلك المادة ربما سيضاعف من الإضطرابات المعدية التي ستكتظ بها المستشفيات ، وليس بمقدور الوزارة معالجة تدفق عدد كبير من المرضى المصابين بتلك الإضطرابات في آن واحد، لهذا فهي تعد مقترحا لتوزيع (حصة العدس) على بقية أشهر السنة ، لتجنب حدوث (أزمة صحية إنسانية ) تعرض مستقبل عوائل كثيرة لأن تصاب بإضطرابات (خطيرة)!!

وتوقعت مصادر سياسية أن يقيم مجلس النواب (مآدب كبرى) للعوائل الفقيرة لتناول (أكلة العدس) بعد عودتهم من عطلتهم للفصل التشريعي الثاني ، في خطوة عدها مراقبون أنها تهدف الى (تقييم) تلك التجربة في المستقبل، قبل أن تقوم وزارة التجارة بتوزيعها على المواطنين في شهر أيار المقبل، بعد إن حذر برلمانيون من أن عدس وزارة التجارة قد يكون (تالفا) أو (أكسباير) ، وأن توزيعه بدون تقييم تلك التجربة قد يعرض سمعة البلد وصحة شعبه لأضرار خطيرة!!

في حين يرى آخرون ومنهم الصحفي المخضرم الزميل العزيز أياد الزاملي أنه يقترح دعوة مواطني العراق في الدول الأخرى الى العودة للبلاد، للاطلاع على تجربة توزيع العدس ، وبخاصة من هم في ألمانيا، لنقل تلك التجربة الى البلدان التي يتواجدون فيها وللـ (الإستمتاع) بـأكلة (شوربة العدس) ، التي حرموا منها منذ سنوات!!

في حين ترى كتل سياسية أن (توزيع العدس) قد يزيد (شحن) المشاعر الوطنية لدى الفقراء الذين (هبطت) معنوياتهم منذ سنوات، ويرى متابعون آخرون أن هناك من يعد (خططا ستراتيجية) هدفها (ترويض) عقول العراقيين لتقبل (فترة تقشف) أخرى و(شد الأحزمة على البطون) إذا ما انخفضت أسعار النفط مرة اخرى ، ولم يعد بمقدور الحكومة توفير لقمة العيش للعراقيين في السنوات العجاف!!

في هذه الاثناء عبرت الجهات المهتمة بالنزاهة عن مخاوفها من أن يتسبب عقد (صفقات العدس) حصول مسؤولين رفيعي المستوى على (رشاوى) ، ولهذا أعلنت أنها تتابع تطورات عقد تلك الصفقات، لكي تقلل تلك العمولات الى أقصاها!!

شكرا لوزارة التجارة تلك (المكرمة) السخية التي أغدقتها على العراقيين و(بشارتها المبكرة) ، وبخاصة الفقراء منهم، الذين إختفت لديهم مواد الحصة التموينية منذ سنوات، وهم يرددون بفرحة كبيرة تلك الأهزوجة : (جيب العدس جيبه..دنسويه تشريبه)..!!

وحقا علينا أن نحتفل بتلك (المكرمة السخية) ونردد مع أنفسنا المقولة الشهيرة : ومن العدس ما قتل!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here