مفهوم (هيمنة الاحزاب الشيعية على مقدرات البلد) من وجهة نظر أسامة النجيفي

سرمد التميمي

مفهوم (هيمنة الاحزاب الشيعية على مقدرات البلد) يكاد يكون أهم تحذير وجهه السيد أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية ، وربما لم يلتفت الى هذا التحذير من قبل أي من القيادات المحسوبة على المكون العربي (السني) ،التي لم تؤشر حقيقة مخاطر توجهات من هذا النوع ، تحاول ان تستحوذ على مقدرات البلد وتسعى لأن (تفرض) على الآخرين من (العرب السنة) و(الكرد) ان يكونوا (تابعين) لها او تعدهم من وجهة نظرها (درجة ثانية) في المواطنة وفي الحقوق ولا تعترف بحقهم في العيش المشترك!!

هذه السياسة التي تعتمد مبدأ (الهيمنة) هي من أوصلت الأمور الى حالة أشبه بالقطيعة بين المكونات العراقية ، سواء مع المكون العربي (السني) او مع الكرد، الذين ما ان ضاقت بهم دروب السياسة ذرعا، حتى راحوا يطالبون بالانفصال، لأنهم إستنفدوا كل سبل الحوار ومحاولات التفاهم ، ووجدوا بعد كل سنوات الخيبة أن البقاء مع بغداد ، من وجهة نظر قيادات كردية ، يعرض مستقبل شعبهم لمخاطر جمة، وتسوء أحوالهم يوما بعد يوم، حتى بدأوا يشعرون ان لاقيمة لهم داخل هذا الشعب ولا يريد أحد من الحكومة العراقية ان يعطي لنصائحهم ومطالبهم المشروعة آذانا صاغية!!

بل ان الاخطر هو الحقيقة المرة التي أشار اليها السيد اسامة النجيفي ، ورددتها قوى وطنية عراقية عربية وكردية وهي ان تجربتنا مع شركائنا كانت مخيبة للآمال، على مدى اكثر من عقد من الزمان..هذه ( الخيبة) من ممارسات ( الشريك الأكبر) ومحاولات استفراده بالقرار هي واحدة من أسباب الانتكاسات التي عانى منها العراق على مدى عقود .

ويرى مراقبون ان (العرب السنة) هم الكيان الأضعف الذي حاصرت قيادات التحالف الوطني تحت إطاره الشيعي من كل المواقع والاتجاهات ، وضيقوا عليهم الخناق حتى (حبس الانفاس) ، ومارسوا ضدهم سياسة طائفية مقيتة تصل حد (النبذ) والدوس على كرامات (المكون السني) وعاني ساسة هذا المكون الأمرين من سياسات التعامل غير اللائقة معهم ، والتنكيل والتشهير بهم ، لسبب او بدونه، وتجرع مئات الالاف منهم مر العلقم في سياسات ربما لم تبلغها حتى النازية والهتلرية في التعصب والحقد الأعمى ، في محاولات استهداف تعددت أشكالها وألوانها ، وسحقت تطلعات هذا المكون، بل وأصبح تنفس حتى الهواء او شرب الماء يكاد عليهم من (المحرمات)!!

ويشير المتابعون للشأن العراقي الى ان ايران كانت هي الداعمة لهذا التوجه ، وهي من تشجع القيادات الشيعية في التحالف الوطني على سلوك سياسات من هذا النوع، بل وأرغمتها على (إستنساخ) التجربة الإيرانية لتكون هي السياسة العامة المتبعة ، وكأن العراق (ضيعة) من ضياع بلاد فارس، وليس بلد يمتلك من مقومات الارث الحضاري والديني وهو من فرض منهجه قبل قرون، وأرغم شعوب إيران على الرضوخ لارادته رغما عنها، وما تبني شعوب إيران للاسلام الا قبولا مريرا تجرعوه ، من دولة العرب والمسلمين ، منذ زمن الرسول(ص) حتى الخلفاء الراشدين وما بعدهم ، وهم لم يقتنعوا أصلا بالإنضمام الى الإسلام او تمثل قيمه واهدافه النبيلة، الا بعد ان سحقت رؤوسهم وديس عليها، وها هو يستذكرون (مرارة التاريخ) لكي ينتقموا من العرب ومن الاسلام، ويشوهوا معانيه وقيمه وممارساته، فكان (الاسلام الايراني) الطريقة الأبشع في طرحه كمنهج ، يحاولون به الان فرض إراداتهم، على العرب، اتتقاما منهم على ادخالهم عنوة في صفوف الإسلام!!

وقد حذر السيد اسامة النجيفي أكثر من مرة من سياسات (الهيمنة) التي تحاول ايران فرضها على العراق والمنطقة، مشيرا الى ان ما جرى في صلاح الدين والانبار وديالى وفي نينوى في الحرب مع داعش، الا محاولات لـ (الهيمنة الايرانية) على مقدرات الامور ، وقادة ايران هم من يديرون المعارك ويعلنون ذلك على الملأ وبلا إستحياء، وكان العراقيين ليس لديهم شعب ولا أبطال قادرون على الدفاع عن بلدهم عندما يتعرض للتهديد، وان ايران هي من تحقق للعراقيين (الانتصارات) بالرغم من ان القوات العراقية هي من تحقق تلك الانتصارات وهي تستخدم (ادوات) في ( محرقة حروب) لاتبقي ولا تذر!!

ويدرك الكثير من العراقيين ان ايران تريد من خلال سياساتها الرعناء هذه، إرغامهم على قبول تلك (الهيمنة) من خلال منهحهم (ولاية الفقيه) ومحاولة فرضه على العراقيين سواء كانوا (شيعة) ام (عرب سنة) ام (كرد) ، بالرغم من رفض الكثيرين لهذا المنهج بضمنهم شيعة، فالكل من وجهة نظرها (عراقيون) ، لابد ان يدفعوا ضريبة (أسلمة إيران) في قرون سابقة، وهي من تحاول (تصدير دين جديد) لهم، وعملت كل ما من شأنه الحط من قدر العرب ومن قادتهم، وفرقت حتى بين المذهب الواحد من الشيعة، وجعلتهم (شيعا) و (قبائل) متناحرة ، وهي ترى في تلك السياسة ابقاء الجميع (ضعفاء) راضخين لسياساتها وهي تملي على جماعتها (التابعين) لها بالولاء الأعمى ما تريد ، وتفرض عليهم اجندتها بالقوة شاءوا أم أبوا، حتى انه ليس بمقدور الكثيرين من ساسة التحالف الوطني الخروج من ( الشرنقة الايرانية) أو سياسات (الإملاء والهيمنة) التي تفرضها على ساستهم!!

وفي حوار مع قناة دجلة الفضائية شخص السيد اسامة النجيفي في أول أيام عيد الأضحى المبارك ، الكثير من المظاهر الخطيرة لتلك السياسات ومن إسلوب التعامل مع قضايا العراق المهمة وبخاصة الموقف من الاستفتاء في كردستان ، والمواقف في كركوك ونينوى وديالى والانبار ومن تسبب بسقوط نينوى،والموقف من ايران ومحاولات فرض هيمنتها، وهو ربما السياسي العراقي الصريح والسليم في الطرح والرؤية المبصرة والمنهج المتفتح ، بلا لف أو دوران، وهو الذي لا تاخذه في الحق لومة لائم..تعالوا نتصفح أغلب معالم تلك الطروحات من خلال هذا الحوار.. وبعبارات موجزة :

النجيفي : علاقات السعودية ودول الخليج مع القوى الشيعية أكثر بكثير من القوى السنية

النجيفي : نحن نتكلم، حول علاقات الدول العربية المنفتحة مع العراق، فنحن ندعم هذا التوجه ولكن لاتتهم القوى السنية برعاية دولة أخرى هذا الامر مرفوض تماما، ومردود

أسامة النجيفي : نسعى لحل المشاكل بين بغداد وكردستان عن طريق الحوار والتفاهم..ونحذر من اية مواجهات تحصل

النجيفي : الإستفتاء غير دستوري.. وإعتراضنا الأساسي على المناطق المختلف عليها او المتنازع عليها

النجيفي : قد تندفع بعض الاطراف الى حالات تصادم ، ونعمل على ان لاتحصل.. فالبلد لايتحمل منهج المواجهة

النجيفي : الإندفاع نحو التصادم لاسمح الله فيه مخاطر كبيرة على العراق وكردستان

النجيفي : القيادات الشيعية لاتريد أن تعطي حق الأقاليم الدستوري للمكونات العراقية لانها تريد ان تهيمن على كل البلد

النجيفي : منهج السيد المالكي هو من أسقط الموصل..وما حصل عند تحرير الساحل الايمن كارثة بكل المستويات

النجيفي : ..لم نكن ولا أهل الموصل وراء سقوط محافظتهم ..فالمشكلة كانت في القيادة العامة لقوات المسلحة وفي السياسات الطائفية التي مورست

النجيفي : نطالب بتحقيق دولي في قضية سقوط الموصل وان يتم تحميل المسؤولية للجميع

النجيفي : نحن مع اجراء الانتخابات وفي وقتها لكن إجراؤها بطريقة مشوهة سيؤدي الى نتائج سلبية جدا على مستقبل العراق

النجيفي : اننا لاننكر ان تحركنا الاخير هو لترتيب البيت السني.. ولكن هذا لايعني اننا نتخندق طائفيا

النجيفي :القيادات الشيعية كانت على مدى سنوات طويلة تدعم تشكيل أقاليم وهي من كتبت الدستور وهي من شرعت قانون الاقاليم في 2006 و 2007

النجيفي : هذه الجهات غيرت المنهج، وهي لاتريد أن تعطي هذا الحق الدستوري للمكونات العراقية لانها تريد أن تهيمن على كل البلد، وتصادر حتى صلاحيات المحافظات المثبتة في الدستور

النجيفي : إننا غير مسؤولين عن سقوط محافظة نينوى، بل كنا واهل نينوى ضحايا للجريمة التي ارتكبت بحق اهل نينوى وصلاح الدين والانبار وكركوك ومحافظات أخرى

النجيفي : سقوط نينوى كان بسبب السياسات التي مورست هناك قبل ظهور داعش .. كان هناك دستور وفيه قوانين نافذة لم تحترم

النجيفي : الطائفية موست بشدة على هذه المحافظة، والصلاحيات استلبت من هذه المحافظة وقوة عسكرية بدأت تحكم هذه المحافظة بطريقة فاسدة وطائفية وادت الى ظهور داعش والخراب الذي أصاب البلد

النجيفي : الان هل نعيد الكرة لتجربة جديدة، فلماذا لانعود الى الدستور الذي منح حق الاقاليم بصلاحيات امنية وسياسية وادارية تستطيع هذه المحافظة ان تدير نفسها ولا نكرر الخطأ من جديد.

النجيفي : لهذا الإلتزام بالدستور هو الاولى وعدم تكرار التجربة لان في حالة تكرار التجربة تظهر داعش جديدة تعيد نفس المشاكل للعراق الى المربع الاول، وهذا الأمر يجب ان ينتهي

النجيفي : تجربتنا مع شركائنا كانت مخيبة للآمال، على مدى اكثر من عقد من الزمان

النجيفي : دائما نقبل مبادرات ونحن طالبنا باجراءات ثقة ، اجراءات قضائية ضد بعض الشخصيات .منهج ادارة الدولة الذي هو الان يتمثل بطائفة واحدة..

النجيفي : اذا تحققت إجراءات الثقة سنبدأ باوراق بيضاء كعراقيين بدون شروط مسبقة ونتحدث كعراقيين نتفاهم حول مصالحة كاملة ينجم عنها استقرار وعيش مشترك بلا داعش ….هذا نحن معه

النجيفي : الحكومة العراقية تتفاوض مع عشرات المطلوبين وقياداتها في عواصم العالم

النجيفي : أمر غريب أن تتفاوض مع البعثيين ومع المقاومة العراقية ومع محكومين بالاعدام، ولا تتعامل مع سياسيين وجهة لهم تهما باطلة

النجيفي : لتكن مسطرة المصالحة على الجميع، لا على جهة تبرأ وجهة تلاحق من جهة معينة او جهة سياسية.

النجيفي : اسقط الموصل هو منهج السيد المالكي في ادارة الموصل وفي ادارة المحافظات الأخرى، وهو المسؤول الأول والأخير فيما حصل، والموصل ضحية لهذا المنهج

النجيفي : نحن ندعو الى تحقيق شفاف لجهات لا تتأثر بالوضع العراقي ، ولتكن جهات قضائية دولية ، والكل يعرضون امام تلك الجهات، ونكشف من كان وراء سقوط الموصل

النجيفي : نحن على ثقة بأن منهج السيد المالكي والميليشيات الطائفية وهو من وجه للقوات المسلحة اوامر بالانسحاب والهروب وهو الذي ادى الى كل هذه الانهبارات الكبيرة في الخسائر التي حصلت في الارواح والعتاد وسلمت مدن وسلمت شعوب وسلمت اسلحة لتنظيم ارهابي ولم يسمح للجيش ان يقاتل بل سمح له بالهروب وترك أسلحة قيمتها بالمليارات

النجيفي : علاقات السعودية ودول الخليج مع القوى الشيعية اكثر بكثير من القوى السنية

النجيفي : نحن نتكلم، حول علاقات الدول العربية المنفتحة مع العراق، فنحن ندعم هذا التوجه ولكن لاتتهم القوى السنية برعاية دولة أخرى هذا الامر مرفوض تماما، ومردود

اننا لاننكر ان تحركنا الاخير هو لترتيب البيت السني، ولكن هذا لايعني اننا نتخندق طائفيا، والبيت السني سقفه مهدم الان، وقد اخترق بشكل كبير وهناك صراعات بينهم، فالواقع الحالي انه تخندق مكونات فالشيعة لديهم بيت شيعي هو التحالف الوطني والكرد لديهم التحالف الكردستاني، والسنة ليس لديهم شيئا، فنحن نسعى لأن يكون للسنة بيت مرمم، قوي لديه منهم ولديه وضوح، وحال اكتمال هذا البيت نمد الجسور مع المكون الشيعي والمكون الكردي، والكتلة الاكبر التي تتسامى على العناوين الطائفية والمذهبية الى بيت عراقي

النجيفي : تحركات بعض الحشود فيها تمرد على القائد العام لقوات المساحة، ولا يمتثلون لأوامر الدولة العراقية، بقدر ما تدار هذه الجماعات من قبل ايران،وفيلق القدس الايراني، وقيادات ايرانية

هذه خلاصة مواقف السيد النجيفي من قضايا العراق المهمة وهي قد وضعت النقاط فوق الحروف كونها تأشير لمخاطر جمة تهدد المستقبل العراقي، إن بقيت سياسات البلد تدار وفق هذا المنوال، الذي لن يحصد منه العراقيون سوى خيبات الأمل وهزائم وانكسارات، ولولا الانتصارات الاخيرة وهزيمتهم لداعش، لكان قد قيل : ان العراق ..كان زمان!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here