“كاز” الكويت ووساطات عشائرية أجّلت “مليونية الجمعة”

كشفت مفوضیة حقوق الانسان،أمس السبت ،عن مؤشرات حصول حالات عنف خلال تظاهرات الجمعة ، وقال المتحدث باسم المفوضیة علي البیاتي في بيان حصلت المدى على نسخة منه “واصلت فرق رصد المفوضیة العلیا لحقوق الانسان المنتشرة في بغداد والمحافظات رصدها للتظاهرات التي نظمها أبناء محافظات البصرة والديوانیة والناصرية و واسط ومیسان وبابل.

بالاضافة الى العاصمة بغداد”. وأفاد بان “فرق رصد المفوضیة وثقت سلسلة مطالب للجماهیر المحتشدة والتي تمثلت بحاجتها لانجاز العديد من المشاريع الخدمیة في مناطقهم إضافة الى توفیر فرص العمل وتحسین المستوى المعيشي و مطالبة الحكومة العراقیة بايجاد حلول جذرية من أجل تحسین مستوى الطاقة الكهربائیة والانصاف في تجهیزها بین محافظة وأخرى”.وأكد على أنها “أشرت فرق المفوضیة استخدام العنف المفرط المتبادل بین المتظاهرين والقوات الأمنیة من خلال استخدام.الحجارة والغازات المسیلة للدموع والاطلاقات الحیة وخراطیم الماء في محافظات ذي قار والنجف الاشرف وبغداد والديوانیة مما
أدى الى وفاة متظاهر واحد في محافظة الديوانیة والثاني في محافظة النجف الأشرف وإصابة 45 اغلبهم من القوات الأمنیة”،مضیفاً “وفي محافظات البصرة ومیسان وبابل وواسط فلم تؤشر فرق المفوضیة أي حالات عنف أو استخدام للقوة من قبل رجال
الأمن او المتظاهرين أو أي حالات اعتداء على الدوائر الحكومیة والخاصة مع المحافظة على سلمیة التظاهرات”.
من جانبها نددت النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، بالإعتداء الذي طال الصحفي عيسى العطواني في محافظة بابل، السبت الماضي، من قبل عناصر من قوة SWAT أثناء تغطيته التظاهرات التي خرجت في المحافظة.وقال عيسى العطواني في بيان نشرته النقابة الوطنية “في الساعة الثامنة مساءً من يوم السبت المصادف 14 تموز خرجت تظاهرة من منطقة باب الحسين وسط الحلة، ذهبتُ مع المتظاهرين وقمت بتصوير التظاهرة والسير أمامها للتصوير بصفتي الرسمية وبعملي الرسمي، عند وصول التظاهرة الى مدينة ألعاب المدهش قامت قوة أمنية تستقل عجلات همر سوداء اللون مكتوب عليها كلمة ( swat ) بفتح الرصاص الحي على المتظاهرين”. وأضاف “عندما فتحت القوات الأمنية النار على المتظاهرين ركضت نحوها كي أحمي نفسي وعرفت نفسي لأحد الضباط برتبة ملازم أول قلت له ( أنا صحفي ) فسحب مسدسه الشخصي وقام بضربي”.وأشار العطواني “بعد ذلك بلحظة إجتمع عدد من العناصر الامنية وقاموا بضربي بالعصي والهروات فقلت بصوت عالِ ( أنا صحفي ) فشتمني الضابط، وإستمر العناصر الستة بضربي بالعصي والهروات حينها هربت راكضاً نحو أحد الأفرع المؤدية الى حي الصحة فوجدت أحد الأصدقاء من سكنة المنطقة الذي أخذني بسيارته وهربني الى منطقة باب الحسين”.
من جانبها رفضت رابطة المرأة العراقية القمع وتضييق الحريات الذي يتعرض لهما شباب التظاهرات وأكدت المنظمة في بيان لها ان التظاهرات الشبابية امتازت بالعفوية وعبرت عن غضب المواطن العراقي لسوء التعامل الحكومي والإهمال المتعمد في متابعة المطالب الجماهيرية التي شخصت حجم المعاناة اليومية وخرجت للمطالبة بالحلول الحقيقية والعاجلة لمشكلة الكهرباء وغيرها من الخدمات التي هي على تماس مباشر مع حياة الفرد العراقي الذي بات يفتقر لكل مقومات العيش الكريم.
وأضافت البيان إن استمرار التظاهرات وارتفاع وتيرتها والتي لم تخلو من محاولات الدخول لمجاميع تستخدم العنف كوسيلة لضرب الأجهزة الأمنية والتجاوز على المؤسسات الرسمية وفي نفس الوقت تهدف لتشويه الصورة السلمية للتظاهرات والإساءة للمتظاهرين، والتي قوبلت بردة فعل قمعية اتسمت بالعنف وسياسة الترهيب والتهديد والاعتقال ، راح ضحيتها العشرات من الشهداء الشباب الذين لم يعودوا قادرين على الصمت أمام التجاوزات اللا إنسانية وسياسة الفاسدين التخريبية واستمرار التستر على المتسببين في نهب أموال الشعب.
وطالبت الرابطة الحكومة والأجهزة الأمنية بتقصي الحقائق ومحاسبة المتورطين في حرف التظاهرات عن مسارها الحقيقي والتجاوز على الأبنية الحكومية التي هي أموال الشعب ، ونؤكد على ضرورة توحيد الجهود والتضافر من أجل الحفاظ على سلمية التظاهر وتوفير الحماية للمتظاهرين. كما دعت النشطاء المدنيين والأكاديميين والإعلاميين والمهنيين والنقابيين للمساهمة في دعم الحراك الاحتجاجي والحفاظ على هويته السلمية والمطاليب الجماهيرية في توفير الخدمات وتحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لكل المواطنين، وتسمية الفاسدين ومحاكمتهم والحرص على بناء حكومة شراكة وطنية واسعة بعيدة عن نهج المحاصصة الطائفي تعمل وفق برنامج وطني يخدم المواطن ويخلص البلد من الأزمات
وكان آلاف العراقيين الغاضبين من تردّي الخدمات قد تظاهروا أمس الأول الجمعة في بغداد ومدن جنوبي البلاد، حيث قُتل متظاهر في مدينة الديوانية. وأشارت أنباء الى أن وساطات حكومية مع عشائر ، ، والانتشار الأمني المكثف، والاتفاق مع الكويت على تزويد البلاد بالوقود لتشغيل الكهرباء، أجلت «مليونية الجمعة» التي كانت متوقعة بعد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكشفت مصادر أمنية عراقية أن «قوات مكافحة الشغب انتشرت قرب المقار الحكومية ومباني المؤسسات في محافظات البصرة وكربلاء والنجف وذي قار والديوانية، إضافة إلى بغداد، مع دعوات انطلقت قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم تظاهرة مليونية الجمعة .
وتعد مسألة الكهرباء الملف الأكثر حساسية لدى المتظاهرين، خصوصاً في فصل الصيف، إذ تلامس الحرارة الخمسين درجة مئوية.
على صلة، أعلنت وزارة الكهرباء أمس الاحد أن «الكويت ستزودها الوقود اللازم لتشغيل وحدات التوليد المتوقفة في محاولة لزيادة ساعات تجهيز الكهرباء وامتصاص غضب الشارع العراقي». وأضافت في بيان: «بتوجيه من أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، ستباشر وزارة النفط الكويتية تزويد وزارة الكهرباء العراقية وقود الكازولين لتشغيل وحدات التوليد المتوقفة ودعم الوحدات العاملة». وتابع أن «بارجة كويتية محملة بـ 30 ألف متر مكعب من الوقود ستصل إلى موانئ البصرة، وستتوالى الكميات وفي شكل دوري على مدى الأيام المقبلة».-، ونشرت الصحف الكويتية في اعدادها ليوم امس مانشيتات رئيسية ترحب بخطوة الحكومة الكويتية في ايصال الوقود الى العراق ، إلا أن بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا مانشيت صحيفة الأنباء والذي كان بعنوان ” الكويت تضيء ظلام العراق ” إساءة للعراقيين وحملوا الحكومة مسؤولية ما ينشر ، حيث اكدوا في تعليقات لهم أن العراق يملك أكبر احتياطي للنفط ، ومن المعيب أن يعتمد على دول اخرى في حل مشكلة الوقود.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here