كهرباء العراق بين جنرال ألكتريك وسيمنس!

علاء كرم الله

مع قرب قدوم فصل الصيف اللاهب بالعراق تزداد هموم العراقيين ، بسبب أزمة الكهرباء وملفها المزعج المليء بالفساد والأسرار والعصي على الحل! ، حيث فشلت كل الحكومات التي توالت على حكم العراق من بعد 2003 من أصلاح منظومة الكهرباء ، على الرغم مما سمعناه ونسمعه وما تنشره وسائل الأعلام عن مذكرات التفاهم والتعاون التي وقعها العراق مع الكثير من الدول المجاورة والمحيطة بالعراق من أجل تحسين أداء الشبكة الكهربائية مثل ( الأردن ، السعودية ، أيران ) وحتى مصر الدولة البعيدة!، وعلى الرغم من عشرات المليارات من الدولارات التي صرفت على ملف الكهرباء ، ألا أن المواطن العراقي لم يلمس أية تحسن واضح في ذلك!0 ويبدوا أن موضوع أصلاح الكهرباء بالعراق يحتاج حقيقة لقرار دولي! وأمريكا هي من تعطي الضوء الأخضر والموافقة على ذلك القرار ، لأن المشكلة الحقيقية في أزمة الكهرباء هي مع الامريكان أنفسهم! ، اللذين لو كانوا يريدون الخير للعراق حقا لفعلوا ذلك بالكهرباء ولفعلوا الكثير غير ذلك!؟ ، لا سيما أنهم يمتلكون كبريات الشركات العالمية المختصة في هذا المجال والتي لا تنافسها ولا تضاهيها أية شركة بالعالم ومنها شركة ( جنرال ألكتريك) العالمية الذائعة الصيت ، ولان المشروع الأمريكي والصهيوبريطاني بأحتلال العراق ، هو ليس لأعادة بناءه وأزدهاره ورفاه شعبه كما وعدوا العراقيين وروجوا لذلك بأعلامهم الكاذب والمزيف ، بل هو من أجل تدميره ونهب خيراته وتخريب كل شيء فيه ، ولأنهم يعرفون تماما بأن الحياة ينقصها الشيء الكثير بدون وجود كهرباء دائمة ومستقرة وثابتة ، لذا تقصدوا في خنق العراق وتدميره وأشاعة الفوضى والفساد والتخلف فيه ، بأصرارهم على عدم أصلاح الكهرباء ومنع أية محاولة بذلك! ، ووصلت بهم الصلافة والقبح أن يقولوا ذلك بصريح العبارة وبالفم المليان لقادة العراق وللطبقة السياسية الحاكمة منذ السنوات الأولى للأحتلال ( بأن ينسوا الكهرباء)! ، وهذا ما ذكره المرحوم الدكتور (أحمد الجلبي) في أكثر من لقاء وعبر الفضائيات عند لقاءه مع الجنرال (باتريوس) قائد القوات الأمريكية حينها ، وحديثه معه عن موضوع الكهرباء فقال له ( باتريوس) أنسوا الكهرباء! وأعملوا بما موجود وما تنتجه منظومة الطاقة الكهربائية!! رغم انهم يعرفون بل الكل يعرف كم هي قديمة ومستهلكة محطات توليد الكهرباء في العراق حيث مضى عليها قرابة نصف قرن! ، وسبق وأن تم أعادة تصليحها بعد تدميرها بالعدوان الأمريكي عام 1991! 0 لذا لم يول العراقيين أهتماما كبيرا ولن يعلقوا أية بارقة أمل على زيارة رئيس الحكومة (السوداني) الى ألمانيا ولقاءه مع أدارة ومديري شركة سيمنس الألمانية! التي باتت حلم كل عراقي وكأنها تحمل عصى سحرية وتستطيع أنشاء أحدث المحطات الكهربائية وبفترة زمنية قياسية كما فعلت ذلك مع مصر! 0 أن سبب عدم الأهتمام بالزيارة وكل ما نتج وقيل ونشر عنها من تصريحات هي لكونها نسخة مكربنة عن لقاءات وتصريحات سابقة لرؤوساء الحكومات السابقين (الكاظمي ، عادل عبد المهدي ، العبادي وحتى المالكي) الذين سبق لهم أن زاروا ألمانيا أيضا! ، والتقوا مع مسؤولي شركة سيمنس الألمانية وتباحثوا بخصوص قيامها بأنشاء شبكة ومحطات كهرباء جديدة أسوة بدولة مصر! ولكن لم يلمس المواطن العراقي أي شيء من ذلك ، حيث ظلت قطوعات الكهرباء كما في كل صيف تتجاوز العشرة والعشرين ساعة حتى باليوم في بعض محافظات العراق!0ولكن الجديد في موضوع أصلاح المنظومة الكهربائية هذه المرة هو أن شركة (جنرال ألكتريك) الأمريكية دخلت على خط الأزمة! ، وعلى لسان سفيرة أمريكا بالعراق التي قالت بأنها تدعم كل الجهود المبذولة من أجل أصلاح الشبكة الكهرباء العراقية وأعادة انشائها وتحديثها من قبل شركة (جنرال الكتريك) وبالتعاون مع شركة سيمنس! 0 المعروف في كل دول العالم وخاصة بما يخص أصلاح المنظومة الكهربائية ولنأخذ دولة مصر مثالا قريبا على ذلك ، هو أنها تعاقدت مع شركة واحدة فقط وهي شركة سيمنس الألمانية التي حققت لها كهرباء دائمة وانشأت لها محطات كهربائية حديثة وخلال 3 سنوات حتى صارت مصر تصدر الكهرباء!!؟ 0 والسؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة شركة سيمنس الألمانية بشركة جنرال ألكتريك الأمريكية بخصوص أصلاح الكهرباء في العراق؟ وهل سيتم فعلا أنشاء محطات كهرباء جديدة بدلا عن القديمة المستهلكة؟ أن قيام شركتين كبيرتين مثل سيمنس الألمانية وجنرال ألكتريك الأمريكية بالتعاون فيما بينها ، في موضوع أصلاح الكهرباء بالعراق وبهذه المفاجأة التي سمعنا عنها، عبر التصريحات وأخبار الفضائيات حقيقة هو موضوع لا يتحمله عقل العراقيين؟! يعني ( لو بالظلمة لو بسراجين) كما يقول المثل العراقي0 المشكلة الحقيقية لدى العراقي هو عدم ثقته بكل ما يقال وبكل ما يسمع ليس في موضوع الكهرباء فحسب بل في كل أزماته وفي كل تفاصيل حياته والحلول التي يسمعها على لسان الوزراء والمسؤولين ، حتى وأن كان المتكلم رئيس الحكومة نفسه أو سفيرة أمريكا نفسها! 0 أن من أصعب الأزمات التي يعيشها المواطن العراقي هو أزمة فقدان الثقة بينه وبين الحكومة منذ 20 عاما ولحد الان! 0 ولله الأمر من قبل ومن بعد0

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here