شتان ما بين حلف الفضول الجاهلي وحلف العجول الإسلامي..

رسالة إلى شعب جزيرة العرب!!!…

نشأ حلف الفضول في زمن الجاهلية، وكان قبل البعثة النبوية بعشرين سنة، حينها كان عمر رسولنا الكريم عشرون سنة. أنشأ الحلف أعمام الرسول الكريم ولذلك حضره رسولنا مع أعمامه حين عُقد في بيت عبد الله بن جدعان. وكان من أول أهداف حلف الفضول هو أن لا يظلم أحد في مكة إلا ردوا مظلمته. وكان سبب عقد حلف الفضول هو أن رجلا من زبيد جاء بتجارة فاشتراها منه العاص بن وائل ثم امتنع عن أداء حقها. والعاص بن وائل هو والد عمرو بن العاص ونزل بحقه قرآن يتوعده:” أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطـّلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا. كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدّا. ونرثه ما يقول ويأتينا فردا. واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزّا ـ ( 77ـ81) سورة مريم.

قال ابن الأثير عن حلف الفضول:” إن قبائل من قريش تداعت إلى ذلك الحلف، فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسنه. وكانوا بني هاشم وبني المطلب، وبني أسد بن عبد العزّى، وزهرة بن كلاب، وتيم بن مرة. فتحالفوا وتعاقدوا ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على مَن ظلمه حتى تـُرد مظلمته. ” وقال عنه رسولنا الكريم:” شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حُمر النعم ولو دُعيت به في الإسلام لأجبت. ” وكان من أول أعمال ذلك الحلف هو إجبار العاص بن وائل على أداء ما بذمته من حق.

أما حلف العجول الإسلامي اليوم الذي سعت السعودية بكل ثقلها المالي والسياسي لإقامته بعد أن أطلقت عليه ” الحلف العربي الإسلامي الأميركي ” ودعت 55 قائدا وممثلا للعالـَمين العربي والإسلامي للاجتماع مع الرئيس الأميركي على أراضيها من أجل إنشائه. ومن أهم أهدافه استكمال الحلقات العدوانية للسعودية على دول المنطقة كالعراق وسوريا واليمن والبحرين والتلويح لإيران بأنها الهدف الأكبر للحلف. وذلك بعد أن فشلت السعودية بتآمرها على العراق وسوريا وأصبحت الوقائع على الأرض تشير إلى هزيمتها هناك، كما إنها لم تحقق أي من أهدافها في اليمن بعد مرور أكثر من سنتين على الحرب بعدوانها المسمى ” عاصفة الحزم ” تساندها فيها عدة دول بما فيها أميركا وإسرائيل.

ولأجل أن يكون حلف العجول متميزا عن غيره فتحت السعودية خزائنها الضخمة لأميركا لتكون على رأس الحلف وعقدت معها أكبر صفقات التاريخ لشراء أسلحة منها، بل وقامت بتقديم هدايا شخصية للرئيس الأميركي غير مسبوقة لرئيس آخر عبر التاريخ كله. وتقدر هذه الأموال بـ 400 مليار دولار حسب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه. ومع هذا فإن ترامب قال:” الولايات المتحدة مستعدة للوقوف معكم من أجل المصالح المتبادلة والأمن المشترك .لكن دول الشرق الأوسط لا يمكنها انتظار تدمير القوة الأميركية لهذا العدو بالنيابة عنهم. على أمم الشرق الأوسط أن تقرر نوع المستقبل الذي تريده لنفسها، وبصراحة، لعائلاتها وأطفالها. إنه خيار بين مستقبلين وهو خيار لا يمكن لأميركا أن تأخذه بالنيابة عنكم. ”

وهنا تجدر الإشارة إلى توجيه أسئلة إلى شعب جزيرة العرب وهم يرون أموالهم تبذر بالمليارات على شراء أسلحة خردة ومتطورة. هل جلبت لكم صفقات الأسلحة السابقة وبأنواعها المختلفة وفي مقدمتها صفقة اليمامة السيئة الصيت والتي أنفق عليها المليارات من الدولارات بما فيها من فساد وعمولات كبيرة، هل جلبت لكم الأمان والنصر. ثم إلى متى تسكتون على حكومة جائرة، وعلى شيوخ فتنة يخدعونكم باسم الإسلام. وكان آخرهم المدعو سعد بن غنيم وهو يقول لكم:” إن ترامب مبعوث الله وطاعته من طاعة الله. ” وهم بذلك يفسدون عليكم دنياكم ودينكم. إلى متى تتركون أميرا مثل محمد بن سلمان يزجكم في حروب لها بداية وليس لها نهاية تطحنكم طحن الرحى وهو الذي تقول عنه الصحافة الغربية الأمير الساذج المتعجرف يلعب بالنار. هل ستتركون مصيركم ومصير أبنائكم في مهب الريح.

أحيلكم هنا إلى مقتطفات مما قاله يوما الأمير طلال بن عبد العزيز وهو أحد أخوة ملككم سلمان بن عبد العزيز، بعد أن حذر من احتمال انهيار الحكم السعودي على غرار انهيار الاتحاد السوفيتي حيث قال:” التصعيد السعودي غير موفق على الإطلاق. السعودية فتحت على نفسها جبهة ثالثة بعد جبهة سوريا والعراق، وجبهة اليمن. وفتحت جبهة جديدة مع الشيعة ومع إيران بالتحديد، وهذا انتحار سياسي. ” يا شعب جزيرة العرب، وأنتم بالملايين، إن لم تتحركوا قبل فوات الأوان لوضع حد لتهور حكامكم فستكون الطامة الكبرى والثمن الأكبر تدفعونه أنتم وأولادكم، نظموا صفوفكم وارفعوا أصواتكم واستثمروا موسم الحج القادم ليكون صوتكم عاليا وفاعلا في ردع ملككم الخرف وأولاده وعجولهم، وأفهموهم بأنه هناك فرقا كبيرا بين الرخاء والاستخراء، وأنهم إذا أرادوا أن يقيموا حلفا فليكن كحلف الفضول لا كحلف العجول!!!!….

كـــــريــــــم السمـــــــــــــــاوي

[email protected]

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here