بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أقربت الساعة و أنشق قمر العراق – الدولة الكهف الملفق المسكون بأشباح الرعب .
أنشرخ ليتهاوى طاق سايكس- بيكو .
مضت الليلة الليلاء البارحة.. و أشرقت فجر اليوم 25 أيلول 2017 شمس قيامة حُرية , بزغت من الشمال لا من المشرق على غير ديدنها . لقد اجترحت معجزتها .
إن ساعة الحرية قد أتت , ها هي , لا ريب فيها .
لقد فزعت الخفافيش و هامت الوحوش مذعورة و هي ترى نسور كردستان الأبية تُحلق في أفق مبين .
أبت نسور ذرى الجبال أن تظل تدور في فضاء سيرك العراق . حيث تفترس السباع مروضيها و يسقط السائرون على الحبال لأدنى زلة قدم في هوة بلا قرار .
أبت نسور كردستان أن تنتهي محنطة في متحف مس بيل . بعيون جامدة تصوب نظرتها المسمرة حيث يريد لها دهاقنة حرفة التحنيط . ظلت طيور الحرية تنحت بمناقيرها الصابرة قضبان قفص سجنها ما يقارب المائة عام . وحين أوشكت أن تحيلها ذرات غبار , رفع أرباب الصيد الجائر بنادقهم و صرخت حناجر ممجدي السجون و تعالت هتافات خطباء الهذر الوطني الهجين .
لقد خلق الرب المجيد عباده البشر الفانين في رحلتهم التي هي ومضة في عمر الزمن شعوباً , وكتب لها أن تتعارف . وهل في شعب الكُرد شك ؟ أم ان في سماته التي ترسم صورة وجهه الفريد أي التباس ؟ .
لقد قرر الأشرار و تمنى ألأخيار لشعوب المنطقة المُعرفة في علم الجغرافيا بالعراق أن تذوب في بعضها , و لكنها إستعصت و ظلت خليطاً متنافراً يُدمي بعضه البعض الآخر .
لنلوح بكف التحية لصناع السلام البشري دعاة الإستقلال .
آن الأوان لترتخي الأصابع الممسكة بمدية الحذر الجارحة و أن يمتد الكف للمصافحة .
لقد أطل صباح هذا اليوم الموعود , لا أمل لمحشّدي الغيوم , شمس الحرية تشرق ساطعة .
لتحلق نسور حرية كردستان طليقة عالياً بعزم أجنحتها و ألا تقبل أن تستعير أجنحة حديدية مستوردة تَغِير بها على أعشاش سواها مأخوذة نشوة النصر المُسكرة , نرجو هذا بحرارة و نتشبث بحكماء الشعب الكردي .
لدينا حلم .. نحن هنا في البصرة .
ذات يوم رست سفينة الأمل عابرة القارات بالملا مصطفى رست السفينة على رصيف ميناء البصرة و قد تخلصت للتو من شق عباب أمواج البحر , ليلاقي الملا أمواج مستقبليه من أهل البصرة الطيبين يترنمون بأناشيد تمجد الحرية و يعزفون الحان مديح القادم العزيز . ها نحن نعيد ترميم الملا ونطليها بألوان زاهية بهيجة . و نتمرن العبور .
التوأم تحتفي بتوأمها و تنشد ذات المصير الحر .
تحية التمجيد لكم من أكفٍ ذات أقلام في البصرة . و
وعد بالوفاء لحب قديم لن يأفل أبدا .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط