كروكر: امريكا اخطأت بشأن كوردستان.. وعراق غير مستقر افضل لايران

قال السفير السابق للولايات المتحدة في بغداد ريان كروكر، ان بلاده اخطأت باعلان موقفها الرافض من استقلال اقليم كوردستان.
وقال كروكر للحياة اللندنية، إن استفتاء كوردستان ليس مفاجئاً، وان واشنطن أخطأت بإعلان موقف ضده، أدى إلى تقوية بغداد وقيامها باجراءات عقابية من شأنها زيادة الأزمة تعقيداً.
وقال كروكر الذي كان سفيراً لبلاده في أربع دول شرق أوسطية، إضـــــافة إلى باكستان وأفعانستان، إن قضية كورد العراق “عمرها طـــويل جداً، والاستفتاء غير الملزم لم يكن مفاجئاً، وحكومة إقليم كوردســتان تدرك مدى التعقيدات، وأن من الصعب عليها الوصول إلى دولة (مستقلة) من دون علاقة جيدة مع بغداد”.
لذا يرى السفير السابق، المحاضر في جامعة برنستون الأميركية، أن الاستفتاء “بالكاد بداية العملية وليس نهايتها، وعلى الولايات المتحدة التوسط وإدارة المسألة”.
وعن دور الأطراف الخارجيين قال كروكر إن دور إيران “هو الأكثر اشكالية في قضية الاستفتاء”، معتبراً أنه في حال “أرادت إيران خلق المتاعب يمكنها ذلك من خلال ميليشيات قادرة على زعزعة الإستقرار بسهولة”.
ويضيف أن “تركيبة عدم الاستقرار في العراق تفيد إيران أكثر من غيرها. أما روسيا وتــــركيا ليستا بالــــضرورة في تحالف استراتيـــجي، وهناك حدود للالتقاء التركي – الروسي، كـــما هناك حدود للتلاقي الروسي – الإيراني”.
ويقول كروكر، الذي خدم في العراق بين ٢٠٠٧ و٢٠٠٩، إن إدارة ترامب “ارتكبت خطأ في طريقة التعاطي مع الاستفتاء، مشيراً إلى أن لهــجة واشنطن القوية والمتأخرة برفـــضها الاستفتاء حددت النبرة وأعــــطت الضوء الأخضر لبغداد التي ردت بشكل قوي”.
ويرى كروكر أيضاً أن وساطة تدريجية ونبرة أكثر اعتدالاً وحيادية من إدارة ترامب هي الخيار الأفضل أمام واشنطن.
ويضيف “لا مجال للتكهن بما سيحدث، إنما اذا أردنا تفادي الأسوأ علينا الانخراط”.
ويعرّف السفير السابق الخطوط العريضة لأي وساطة أمـــيركية بجـــهد يركز على القضايا الأساسية وعلى حوار بين الأطــــراف يطال النظام الفـــيديرالي العراقي وقــــانون للنـــفط، مشــــيراً إلى أن “عدم حدوث أعمال عـــنف في كركوك خــــلال الاســـتفتاء أمر مشجع”.
ويدعو كروكر واشنطن إلى “تعريف مصالحها في العراق ووضع استراتيجية سياسية كانت غائبة خلال إدارة أوباما، ولا تزال غائبة مع ترامب الذي يتبع نهج سلفه وينظر الى العراق فقط من منظار محاربة داعش والشق العسكري”.
وحتى داعش في نظر كروكر “ليس مشكلة عسكرية فقط، بل لها بعد سياسي يحتم علينا الــــنظر في هذه المشاكل”.
ويحض على ايجاد مخرج بخفض نسبة “التشنج بين إربيل وبغداد، وفتح واشنطن قنوات اتصال مع الجميع، وأن على الإدارة الأميركية أن تقرر ما اذا كانت ستلعب دوراً سياسياً، أو تجازف بخطورة قفز العراق إلى مرحلة زعزعة الإستقرار”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here