حذاري من حادثة حرق القرآن؟!

علاء كرم الله

قبل الخوض في تفاصيل هذا الحادث الأهوج المرفوض جملة وتفصيلا أنسانيا وأجتماعيا ودينيا ومذهبيا ، لا بد من الأشارة والتذكير، بأنه في هذا العالم كله بطوله وعرضه ، لم نشهد ولم نسمع حتى أن قام أحد المسلمين سواء في بلاده أو في الخارج، بحرق ( الأنجيل أو التوراة)! ، كرد فعل لكثرة الأساءات التي يتعرض لها المسلمون في العالم من أضطهاد وأبادة جماعية ، حتى وصل الأمر الى حرقهم ورميهم بالآنهار كما حدث في ( الهند ومينامار) العام الماضي! ، أو سجنهم وعزلهم في معسكرات بعيدة جدا كما في (الصين)! ، ناهيك عن موضوع الرسوم الكاريكيتيرية المسيئة لشخص الرسول العظيم محمد عليه وعلى أله وأصحابه أفضل السلام ، وكذلك أنتاج أفلام تتقصد في مضمونها الأساءة لشخص الرسول العظيم محمد عليه أفضل السلام . مثال آخر هذه فلسطين فعلى الرغم من كل المأسي التي تعيشها تحت نير الأحتلال الأسرائيلي البغيض وما يقوم به الجنود الأسرائيليين من أفعال وتصرفات مشينة تمس قدسية ديننا الأسلامي ، من حرق القرآن والتبول عليه! أمام أنظار الفلسطينيين ، ولكن ردة فعل الفلسطينيين هو يكون برمي الحجارة عليهم وحرق العلم الاسرائيلي والدعاء الى الله!، ولكن لم نسمع ولو مرة ، أن قام فلسطيني بحرق التوراة أمام الأسرائيليين لا خوفا منهم أبدا فشجاعة الفلسطينيين يعرفها الأسرائليين أنفسهم ! ، ولكن بسبب أيمانهم الصادق والحقيقي بالله وثقافتهم الدينية وأخلاقهم التي تمنعهم من ذلك ، لأن أبسط أنسان مسلم في كل هذا العالم ، يعرف بأن (التوراة والانجيل) ، هي كتب أنزلها الله على أنبيائه الذين يرسلهم لهداية البشرية والتوحيد والأيمان بالله الواحد الأحد فكل شيء أنزله الله عز وعلا وذكره بالقران هو مقدس لدى المسلمين ويحظى بالأحترام والتبجيل ، ولا ذرة غبار على هذه الحقيقة! . أرى أن ما قام به العراقي (سلوان موميكا / المسيحي السرياني) ، هو أمر مقصود ومخطط له ليس من قبل ( موميكا) نفسه لجلب الأنتباه أليه ، وعلى طريقة خالف تعرف! ، حتى يثبت للسويديين بأنه ملحد ولكي يمنح الجنسية السويدية! ، حسب القصة التي تم تداولها في كل وسائل الأعلام . فهذا ليس فعله ! ، بل أرى أن المقصود مما قام به هذا ( الزنيم) ، هو أبعد من ذلك بكثيرا!! ، فالدوائر الصهيونية العالمية وكذلك رؤوساء الكنائس والرهبان والحاخامات ، منذ فترة ليست بالقصيرة تراقب بحذر شديد لا يخلوا من خوف ، النمو الكبير المتزايد لأعداد المسلمين في أوربا وكثرة المساجد والجوامع بشكل كبير وملفت للنظر! ، مع زيادة طردية! في أعداد الأوربيين الذين تركوا دينهم واعتنقوا الأسلام ! ، وخاصة مجموعة الخمسة! الذين عرفوا بكرههم الشديد للأسلام ولشخص النبي العظيم محمد عليه وعلى أله وصحبه أفضل السلام ، والذي شكل أعتناقهم للأسلام صدمة كبيرة في بلدانهم ومجتماعاتهم ولدى مراجعهم الدينية! وهم كل من : (أرنود فان دون) ، منتج الفلم المسيء للنبي والذي كان أشد الناس كرها للدين الأسلامي وشخص النبي محمد ، والثاني (الهندوسي المتطرف بابلير سينغ) ، والذي كان يصعد على قبة مسجد بابري في الهند ويباشر بهدمها بمعوله ، وبعد أن أعتنق هذا الهندوسي الأسلام ، أراد أن يكفر عن ذنبه فقام بتعمير وبناء 100 مسجد! ، والشخص الثالث هو القس الكبير (بول كنيدي) والذي كان يترأس مجموعات لنشر النصرانية في أفريقيا حتى كلفه الفاتيكان بميزانية مفتوحة لزيارة 15 بلدا أفريقيا لمواجهة ظاهرة أنتشار الأسلام! ، والشخص الرابع هو ، (يورام فان كلافيرن) ، الذي كان الرجل الثاني في أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة وهو الذي كان ينظم مسابقات خاصة للرسوم المسيئة للأسلام وللنبي عليه أفضل السلام وبدل أن يكتب كتاب ضد الأسلام وضد محمد كما كان ينوي ، هداه الله للأسلام وكتب كتاب (المرتد من المسيحية الى الأسلام في زمن العلمنة والأرهاب)!! ، أما الشخص الخامس هو (دانيال شترايس) السويسري والمعروف بعداءه الشديد للأسلام ، حيث كان يمنع بناء المآذن فيها ، وهو الذي أشاع أن الأسلام والأرهاب وجهان لعملة واحدة! ، ولكنه قال بعد أن أعتنق الأسلام ، أني أخجل من نفسي على معاداتي للأسلام . أن هذه الأنقلابات الفكرية والعقائدية لدى شعوب أوربا وأعتناقهم للأسلام ومنهم شخصيات لها تأثيرها السياسي والأجتماعي والديني كما في ( (الشخصيات الخمسة التي ذكرناها آنفا) ، من الطبيعي أن يثير قلق الدوائر الصهيونية! ، لا سيما وهم يتابعون ما ينشر من تقارير أخبارية! ليس من قبل الوكالات الأخبارية فحسب بل حتى من قبل الوكالات الأستخبارية والمخابراتية ، فقد نشر موقع ( السي أن أن) تقارير مرعبة عن النمو السريع للأسلام في الغرب وأزدياد أعداد المساجد التي بدأت تنافس الكنائس في باريس وروما ولندن ، وكذلك أزدياد الطلب على نسخ القرأن المترجمة وبشكل كبير في الأسواق الأمريكية والغربية ، وأنتشار الأسلام في السجون! ، ناهيك عن الأخبار التي تتحدث عن أعداد المسلمين في دول اوربا ، فمثلا يوجد 23 مليون مسلم في روسيا ، ويتوقع أنه وفي أقل من عقد سيشكل المسلمون غالبية القوات الروسية! ، وأيضا ما ذكرته صحيفة البرافدا الروسية من أنه في عام 2050 سيكون الأسلام دين روسيا!! ، ونفس الشيء يقال عن أسبانيا حيث أصبح الوجود الأسلامي واقعا ملموسا وخاصة في جزر البليارالتي تقع جنوب شرق أسبانيا ، أما في ألمانيا فأشار التقرير أنه في أعوام 2006 و 2007 و 2008 أكدت أحصائيات أنه في كل ساعتين يعتنق ألماني الأسلام!! ويتوقع التقرير تبعا لذلك أن ألمانيا بحدود عام 2050 ستكون جمهورية أسلامية! اما في السويد موضوعة المشكلة فتشير التقارير، أن الدين الأسلامي يحتل المركز الثاني من حيث الأنتشاربين الناس! ، والحكومة السويدية تعترف به وتدرسه في المدارس الحكومية! ، أما في بريطانيا فقد أكد ( روان وليامز) كبير أساقفة أنتربري على ضرورة تطبيق جزء من الشريعة الأسلامية لأهميتها في تماسك المجتمع البريطاني! ، ومن المفيد أن نذكر أن عدد المسلمين في بريطانيا يبلغ مليونين ونصف ! ، أما في أمريكا فقد أشار التقرير أنه وخلال 12 سنة تم بناء 1200 مسجد سنويا ، وأشار التقرير أن أعداد الأمريكان الذين يعتنقون الأسلام في أمريكا هو 20 ألف مسلم سنويا! ، وبالتالي أشار التقرير أن أعداد المسلمين في أوربا وصل الى 104 مليون مسلم! وأستكمالا لكل هذه التقارير التي تثير المخاوف لدى الحكومات الغربية وزعاماتها الدينية والكنسية ومراجعهم الدينية وللمنظمات الصهيونية ، نذكر هنا ما قاله( وزير الأستخبارات الصهيوني بتاريخ 24/7/2009 ، على شبكة الأنترنيت حيث يحذر من تنامي المد الأسلامي وأن العالم على أعتاب تغيرات وأنقلابات في ظل أنتشار الأسلام ، وأن الأسلام سيحول أوربا بأسرها أليه!!) . وقد يرى البعض أن هذه أرقام قد تكون مبالغ فيها! ، ونقول بغض النظر عمن يرون ذلك ، فهناك مد أسلامي قوي وواضح يغزو العالم بصمت وسلام وبهداية من الله عز وعلا! . فأمام هذا الوجود الأسلامي المتزايد بقوة وبقناعة من قبل شعوب أوربا والذي يصعب أيقافه ومنافسته! ، بدأت القوى الصهيونية في العالم ومنذ قترة ليست بالقصيرة ، على أثارة الضغينة ضد الدين الأسلامي ومحاولة جر المسلمين الى حلبة صراع ديني وطائفي ومذهبي مفتوحة في اوربا ! ، وقدح فتيل حرب طائفية دينية في أوربا ضد المسلمين الذين يزداد أعدادهم في أوربا بشكل كبير، والذي بات يشكل نقطة خوف لدى رجالات الكنيسة وحاخامات اليهود ورهبانهم ، ( وهنا لابد من الأشارة بأن موضوع أثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية هي أساليب معروفة من قبل المنظمات والدوائر الصهيونية ، وكم من فتنة طائفية ودينية وقومية وعرقية أثاروها ولا زالوا في وطننا العربي!) ، نعود لنكمل ، الى تبوء الكثير من المسلمين مراكز قيادية وعلمية وثقافية وأجتماعية وحتى رياضية كبيرة ، وصارت لهم سطوة وحظوة كبيرة في العالم بسبب كفائتهم العلمية والفكرية والثقافية ، والأهم في كل ذلك ، هو أنتشار الأسلام بشكل ملفت وكبير في أوربا حيث توقع بعض الرهبان والحاخامات أنه في غضون الخمسين السنة القادمة ستكون أوربا كلها مسلمة !! أذا لم نسارع بوضع حد وحل لهذا الانتشار الأسلامي المخيف والمرعب !. وما (سلوان موميكا) وقبله ممن أساؤا الى الأسلام والى شخص الرسول العظيم محمد عليه أفضل السلام ألا ماشة النار! ، التي يراد بها اشعال فتيل الأزمة بين المسلمين في أوربا وبين المسيحيين والتي لو وقعت لا سامح الله ستكون نتائجها وخيمة ، على المسلمين في أوربا!! . وقد كان هناك تباين من قبل الدول العربية ، في ردة الفعل تجاه العمل المشين الذي قام به ( سلوان موميكا الفاسق) ، فردة فعل دولة الأمارات وقطر وباقي دول الخليج تكاد لا تذكر!! أذا ما قورنت بردة الفعل العراقي والذي تمثل (برسالة رئيس المرجعية السيد علي السيستاني للأمم المتحدة الذي أدان حادثة حرق القرآن ، وعلى أثر رسالته المؤثرة ، أصدرت سفارة الفاتيكان في العراق بيانا هذا نصه : ((تدين السفارة الرسولية ( سفارة الكرسي الرسولي – الفاتيكان) في العراق بشدة العمل المخزي وفعل الأزدراء ، الذي أرتكب في ستوكهولم ، والذي أساء الى المسلمين في العراق وخارجه. تتعارض هذه التصرفات والمواقف مع القيم المسيحية للأحترام المتبادل والتعايش السلمي والأخوة الأنسانية)) .: . ولم ينتهي الرد العراقي عند هذا الحد بل وصل الى المطالبة بطرد السفير السويدي من قبل المتظاهرين! . وهنا لا بد من التنويه أن السويد لا تتأثر بردود الأفعال الصوتية! ( المظاهرات)! وما الى ذلك ، وهذه المظاهرات لا تجبر السويد أن تراجع قوانينها بشأن ذلك والذي تعتبره يدخل ضمن الحريات!. أن الذي يؤثر على السويد كدولة وحكومة ومملكة هو المواقف العاقلة والرصينة كموقف السيد السيستاني بأعتباره زعيم مرجعية دينية كبرى في العراق والعالم الأسلامي ، والذي كان لموقفه أثرا كبيرا في أوساط الأمم المتحدة والذي أعقبه رسالة السفارة الرسولية/ الفاتيكان في العراق كما أشرنا أليها آنفا . أرى أنه كلما كان رد الفعل عاقلا كلما كانت نتائجه أكثر تأثيرا! ، فما المانع أن تطالب الدول العربية الى أجتماع فوري تعقده الأمم المتحدة لمناقشة الموضوع لكثرة تكراره ، وتطلب من الأمم المتحدة وحتى من مجلس الأمن الدولي أتخاذ الأجراءات اللازمة لعدم تكرار ومنع ذلك ، مع تهديد مبطن!! ، بوقف التعامل التجاري مع أي بلد يحاول الأساءة الى الدين الأسلامي بأي شكل من الأشكال ، لا سيما وأن عصب حياة أوربا لازال بيد العرب المسلمين وأقصد هنا النفط والغاز!! . كما على العرب المسلمين التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وعدم الأنجرار الى المخطط الصهيوني الخبيث! لا سيما وأن حادث حرق القرآن تزامن مع مقتل الشاب الجزائري ( نائل) في فرنسا من قبل الشرطة الفرنسية! حيث قامت فرنسا ولم تقعد لحد الآن بسبب ذلك! حتى أن الأمور خرجت عن سيطرة رئيس الحكومة ( ماكرون) . فالحذر كل الحذر من المخططات الصهيونية التي تريد جر المسلمين في أوربا الى نقطة القتل! ، ومن أية قرارات وقوانين لربما سيتم أصدارها بحق العرب المسلمين المتواجدين في أوربا! ، كذريعة من أجل السيطرة على الأوضاع . ولله الأمر من قبل ومن بعد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here