نــــــــــــــــــــزار حيدر مُتحدِّثاً لإِذاعَتَي و *خيراً فعلت العتبة الحُسينيَّة المُقدَّسة بإِعلانِها الذِّكرى يوماً عالميّاً للقُرآن الكريم للمُساهمةِ في إِنقاذِ البشريَّة من الجهالاتِ والظُّلمِ *البعثةُ النَّبويَّةُ الشَّريفة أَعظمُ حدَثٍ في تاريخِ البشريَّة، وهي نُقطةُ تحوُّلٍ عُظمى وانعطافةٌ في التَّاريخ، فلقد ختمَ الله تعالى بها الرِّسالات وأَكملَ بولايةِ أَميرِ المُؤمنينَ (ع) دينهُ وأَتمَّ بها نِعمَهُ على عبادهِ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. *وكُلُّ ذلكَ يعتمِدُ على أَربعةِ مُقوِّماتٍ أَساسيَّة ذكرتها الآية الكريمة {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوامِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}. أ/ التفكُّرُ بآياتِ القُرآن الكريم واتِّخاذُ هُداها خارطةَ طريقٍ في كُلِّ حياتِنا، ففيها أُفُق المُستقبل وفيها حلولُ الأَزَماتِ والمشاكِل. ب/ التَّزكيةُ بتطهيرِ كُلِّ ما يتعلَّق بِنا من أَدرانِ الجاهليَّةِ والتخلُّفِ والفسادِ والفشلِ، خاصَّةً على الصَّعيدِ العقَدي والفكري والثَّقافي. ج/ التَّعليمُ الذي هو ضدَّ الجهلِ، وهوَ أَصلُ كُلِّ خيرٍ وعلى كُلِّ المُستوياتِ ولقد قالَ تعالى {وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا} و {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}. د/ الحكمةُ التي يوصي بها أَميرُ المُؤمنينَ (ع) بقولهِ {خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ فِي صَدْرِ الْمُنَافِقِ فَتَلَجْلَجُ فِي صَدْرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَافِي صَدْرِ الْمُؤْمِنِ} والتي تستنِدُ إِلى مبدأ سِعَةِ الصَّدر والصَّبر والرُّؤية الإِستراتيجيَّة التي تنطلقُ من الواقعِ والإِمكانيَّاتِ والتَّجاوُز والعَفو ما لم يكُن سبباً في الفسادِ، حتَّىوصفَها القُرآنُ الكريم بقَولهِ {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. *ولا تتحقَّق هذهِ المُقوِّمات على أَرضِ الواقِع إِلَّا بالتفكُّر، فهوَ المرآةُ الصَّافِية كما يصفهُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ} الأَمرُ الذي يحتاجُ مِنَّا إِلى أَن لا نغفلَلحظةً عن أَعظمِ نِعَمِ الله تعالى على الإِنسان أَلا وهوَ العقلُ الذي بُعِثَ رسولُ الله (ص) للتَّذكيرِ بهِ كما يقولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُلِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ}....